27كتاب الظمان: وهو الثالث من توابع الدين - والحادي عشر من الاقتصاد المعاملي

[حكم - 119] وهو من الضمن وسمي به لان الضامن يجعل ما على الآخرين من الديون يجعله في ضمن ذمته مثل الذي يتملك نقودا ً و ادخرها في خزانة (قاصة) وجعل في ضمنها أمانات للآخرين أي في خلالها و في أوسطها و يقال ضمن يضمن بكسر الميم في الماضي و فتحها في المضارع ضمانا وهو مصدر ثلاثي الدائن
والفاعل ضامن و الشخص مضمون له المتاع او النقود: المضمون و المديون مضمون عنه
والضمان لغةأوسع منه اصطلاحا ً فانه لغة كل قانون او شخص يتكفل نجاح مهمة ما وكمال معالة او إيقاع او قضية
وأما في اصطلاحنا في هذا الباب فهو استعداد (شخص او أشخاص أداء ما على فلان من الناس من الديون العينيةاو أداء الحقوق او المنافعوسيأتي في الفالة ضمان آخر وهو ضمان إحضار نفس الشخص و لا عليه بأنه مقروض مالا ً او فاعل جرما ً او مطلوب شهادة وهو متعد إلى مفعول واحد فيقال ضمن خطبته الآيات و الأحاديث أي ادخل في موضوع خطبته الآيات
وضمنك حق فلان أي ادخل في ذمتك و الزمك بأداء حق فلان وفلان ضمن اليتيم أي جعل على نفسه حق اليتيم بالرعاية و الحفظ و التربية
[حكم - 120] قيل ان النون فيه زائدة لان أصله ضم ما في ذمة فلان الى مافي ذمة فلان فهو ضم ذمة الى ذمة
والمشهور لم يرتضوه فيقولون ان النور أصيلة وهو نقل ما في ذمة فلان الى ذمة الضامن ولزوم أدائه عنه
[حكم - 121] مع انه قد علم من علمالصرف بان الحرف الزائد على اسم او فعل لا يذكر في كل مشتقاته بينما النون هنا يذكر في كل مشتقات الضمان و عليه فالنون أصلية نعم انه يقرب من معنى الضم
[حكم - 122] أصل الضمان شرعا هو تعهد بأداء ما في ذمة فلان سابقا ً ولكن في العصر الحالي استحدث امر آخر سيأتي تفصيله ضمان لأداء المهمة التي كلفت بها من تبليط شارع او بناء بيوت سكان او عقارات او زراعات او أصلاح نهر وسائر الأعمال الزراعية و الصناعية الدائرة من الحكومات او التجار و قد اشرنا إلى ذلك أيضا ً فيكتاب الرهن و لأنه يعبر عنه رهن مال لمعاهدة مستقبلية و يعبر عنه بالضمان عنه بالضمان أيضا َ ومن ذلك أيضا قول شخص لأخر اقرض فلان و أنا اضمن ما عليه
[حكم - 123] من التعبيرات الجديدة ولعلها قديمة في عرف الفلاحين ضمان البستان وضمان المزرعة وهي ليست من المزارعة ولا المسافات الآتي تفصلها بل هي أباحة البستان ما تحمل أشجاره من الفواكه و أرضه من الزرع لموسم او لعدة مواسم أي سنة او عدة سنين قبال أجرة مسماة كالف دولار لكل سنة أي للموسم الواحد ويكون الزراعة و الإنضاج بيد نفس الفلاحين فهو يزرع وهو يحصد وهو يبيع الحصاد و يأخذ أثمانه او انه مزروع و الفلاحين يأتي و يقطف الثمر و يبيعها و يمتلكها