فتنة الاقطاعية

[حكم -853] كل نظام اذا انقلب الى نظام اخر وكان عناصر الاخر اعداء للاول تراهم يغيرون كثيرا ً من الاحكام و يسقطون رتب الذين من قبلهم و يمنعوون بهم مثلا و سبحنا حسابا عشيرا ً و يشنعرن عليهم و ينسبون ان اليهم كل رذيلة سواء فعلوها ام لا و كانت حقا فضيلة ام رذيلة وكان ذلك في العراق فبعد الحرب العالميه الاولى في سنة 1920 م استولى البريطانيون على العراق فمن جملة مافعلوه انهم وزعوا على روساء العشائر و اباحوا الاراضي غير المملوكة لهم و اقطعوهم مساحاة و اسعة من العراق من العراق فالعشائر ماقصروا استخدموا الفلاحين و العمال فزرعوا وبنوا ولما قلب الحكم عبد الكريم قاسم على المالك ووصية و نوري سعيد و اتباعة في سنة 1958 م بعدها يشنع على هولاء الاقطاعين بالعمالة للبريطانيون و قتلهم و سجنهم وسلب الاراضي الواسعة منهم ووزعها على الفلاحين ووقف الفقهاء بمنع هذا التصرف و حرموا على الفلاحين اخذ القطع الموزعة
[حكم -854] الاقطاع جائز في الاسلام فقد قطع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في روايات العامة و الخاصة


أ- لعبد الله بن مسعود منطقة الدور وهي ارض و اسعة في المدينة
ب- لا بل ابن حجر ارضا في حضر موت وهو واد مات فيه من بقيه اصحاب الفيل فسمي حضر موت وفيه بئر برهوت يلقى فيه الكفار
ج- و اقطع العباس ارضا في المدينة
د- وورد ان عثمان بن عفان لما فتح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ارض بني نضير قال عثمان لعلي(ع) ائت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاساله ارض كذا و كذا فان اعطاها فانا شريكك فيها واتيه انا فاساله اياها فان اعطانيها فاتت شريكي فيها
فسأله عثمان فاعطاه اياها صلى الله عليه واله وسلم
فقال علي فاشركني فابى عثمان الشركة فنزل فيه قوله تعالى [وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ (47) وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ (48) وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ (49) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمَ الظَّالِمُونَ](1)
هــ - واقطع الزبير حضر فرسه أي عدوه حتى وقف رمى بسوطه طلبا للزيارة فقال النبي صلى الله عليه وآله و أعطوه حيث بلغ السوط
و – واقطع بلالا ً بن الحارث وادي العقيق في ظهر المدينة
[حكم -855] لا أشكال باستيلاء الشخص على قطعة كبيرة من الأرض بشرط ان يعمرها و لو بلغت كيلوات من الأمتار
ولكن الإقطاعيين في العراق اساؤا كثيرا فيسلط الله عليهم الظالم فغضب منهم ما استولوا عليه ومن تلك الإساءات انهم منعوا كل الناس في العراق ان يحيوا ارضا و ان يملكوا قطعة و هذا حرام فان حق الإقطاعي ما استولى عليه و استطاع ان يعمره بالزرع و البناء
ثانيا: ظلموا الفلاحين المستخدمين لهم بغصب أعراضهم او أموالهم و تجوعهم وقتلهم و سجنهم وشدة تعزيرهم و اذلا لهم و لم يفوا حق عملهم
ثالثا – تجبروا و تسلطوا على كل شيء فهم يقتلون من شاؤا و يعرزون من ارادوا و يأخذون نساء من اختاروا بالإضافة الى إشاعة الفساد من الزنا و الخمر و التجسس على المؤمنين و تقوية الحكم الاستعماري و التعلق بنوري سعيد و الوصي ومن ورائهم من المستعمرين الملعونين هكذا اشتهر القول عليهم و لكن بعضه افتراء عليهم و بعضه صحيح
[حكم -856] لا يصح التحجير على الأرض الموات لبيعها المحجر لغيره نعم اذ عمل بها شيئا من زرع او بناء و حوطها و نظفها و ساواها وما شابه من الإصلاحات جاز بيعها
فللشخص ان يستولي على مليون متر ثم يخططها قطع للسكن و بينها الشوارع وحوطها و يخطط فيها للأسواق قطعا ً ثم يبيع قطع البيوت بسعر مناسب و قطع لبنائها دكاكين بسعر كذلك


(1) النور 24 / 47 – 52