ثوابت مهمة:

1 - علم مما تقدم أن الجملة الشرطية هي وعد أن حصل أمر حصل جوابه، والجزاء لا يكون إلا بعد عمل المشروط.
2 - إن الجملة تعتبر إنشائية أو خبرية باعتبار جوابها كما سيلي.
3 - قد يبدل المعنى لإذا فتوضع مكان أن وبالعكس لأسباب:
أ - للتجاهل نحو قول المعتذر: إن كنت عملت هذا فقد أخطأت.
لأن العمل كان قطعياً فيستحق كلمة إذا.
ب - تنزيل المخاطب العالم بمنزلة الجاهل لمخالفته كقولك للمتكبر إن كنت من تراب فلا تتفاخر.
ج - إن جمع بين المستحق وغير المستحق وخاطبها سومة قائلاً: إن نجحتما فسأوضفكما.
4 - تبديل المشكوك المستحق (إن) يبدل بـ (إذا).
أ - للإشعار بأن لا ينبغي الشك في هذا ولا يظهر ذلك الريب.
كقولك: إذا كثر المطر في هذا العام أخصب الناس)
ب - تغليب غير المتصف بوصف المتصف كما إذا كان الشخص غير قاصد للسفر تقول له (إذا سافرت فأقض المدة وارجع لنا).
5 - الأصل في الجواب الشرط في إذا وإن أن يكون مستقبلا كقوله تعالى: [وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ] وقول الشاعر:

 

والنفس راغبة إذا رغبتها

 

وإذا ترد إلى قليل تقنع



وقد تخالف هذه القاعدة لأسباب.
أ - التفاؤل نحو إن عشت فعلت الخير.
فهذه استعملت لفظ الماضي والمعنى مستقبل.
ب - تخيل غير الحاصل حاصلاً أي تخيل المستقبل ماضياً كقوله (نحو إن مت كان ميراثي للفقراء)
ج - وقد تستعمل في غير الاستعمال لفظاً ومعنى: وذلك إذا قصد بها تعليق الجزاء على حصول الشرط الماضي حقيقة كقول أبي العلاء المعري:

 

فيا وطني إن فاتني بك سابق

 

من الدهر فلينعم بساكنك البال.



د - وقد تستعمل إذا في الماضي حقيقة كقوله تعالى [حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ] وللاستمرار: [وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا].
6 - وعلم أيضاً أن استعمال (لو) في الماضي لزوم كون جملتي الشرط والجزاء فعليتين ماضيتين وعم ثبوتهما وقد يخرج الكلام على خلافه فتستعمل لو في المضارع اقتضاها المقام ومنها:
أ - إن المضارع الذي دخلت عليه يقصد استمراره فيما مضى وقتا فوقنا كقوله تعالى: [لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ] أي دفع عنكم أي هلاككم ومشتقتم بسبب استمراره في عدم إطاعتكم فيما مضى من الزمان.
ب - وتنزيل المضارع منزلة الماضي لصدوره يقينا ولا يتخلف.
كقوله تعالى: [وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ]. فقد نزل وقوفهم في النار في يوم القيامة منزلة الماضي فاستعمل فيه إذا ولفظ الماضي وحينئذ فقد عدل عن لفظ الماضي في (ترى) إلى المضارع تنزيل للمستقبل المتحقق منزلة الماضي وكأنه يقول قد انتهى التقدير بهذا الأمر وأنه أمر فضيع وحتمي.