البحث 16 - بقية المفاعيل:

قلنا الأول: وهو المفعول وشرحنا الفعل والفاعل والمفعول وحذف الفاعل ونيابة المفعول عنه.
الثاني المفعول المطلق وفيه جهات لتوضيحه 1 - قال في الألفية:

المصدر اسم ما سوى الزمان من

 

مدلولي الفعل كأمن من أمن



يعني الفعل يدل على الزمان والحدث والمصدر يدل على الحدث فقط.
2 - والمفعول المطلق هو المصدر المنصوب توكيداً لعامله مثل ضربت ضرباً أو بيانا لنوع العامل مثل سرت سير القوافل
أو عدد العامل ضربت ضربتين
3 - وسمي مفعولا مطلقا لعدم تقييد بحرف الجر ونحوه.
4 - وينوب عن المصدر وكل وبعض مضافا إلى المصدر مثل اجتهد كل الجهد واستأنس بعض الإنس وقيل أيضاً ينوب اسم الإشارة كقتلت هذا القتل وذهبت ذلك الذهاب.
5- وقد يكون مصدراً مؤكداً بالمعنى لا في اللفظ مثل قعدت جلوسا وقمت وقوفا وسرت حثيثا وأكلت التهاماً.
6 - قد ينوب عن المصدر ضميره فتقول ضربته زيداً كما تقول ضربت ضرباً زيداً وعليه خرج قوله تعالى: [فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا](1).
فإن لا أعذبه حال من المصدر ناب عنه في الذكر.
أو نيابة عدد عنه مثل قوله تعالى: [فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً].
فإن ثمانين تمييز ناب عن ذكر المصدر
أو ضربته سوطاً وكنسته مكنسة
7 - ويحذف عامل المصدر في مواضع: أ - إذا وقع المصدر بدلاً من فعله نحو قياماً لا قعوداً بدل ثم قياما وفي الدعاء (سقيا يا رب وفي التوبيخ مثل أطر با وأنت قنسري وإنما الزمان دواري.
ب - بعد الفعل المقصود به الخبر مثل أفعل وكرامة أي وأكرم كرامة ومثل ندلاً يا زريق المال يعني اتندل ندلاً والندل خطف الشيء بسرعة أي سرقته أو أخذه.
وفي الأمر أيضاً (ندلا يا زريق) يعني أندل الشيء يا فلان.
ج - إذا وقع تفصيلاً لعاقبة ما تقدمه قوله تعالى: [حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً].
أي بعد ما توثقوهم فإما تمنون عليهم مناً فتحلوهم مجانا وأما يغدون أنفسهم بالمال مناً.
د - إذا ناب المصدر عن خبر وكان المصدر مكرراً.
كنحو (زيد سيراً سيراً والتقدير زيد يسير سيراً).
هـ - إذا ناب المصدر عن المحصور مثل ما زيد إلا سيراً وإنما زيد كرما وتقدير إنما زيد يكرم كرما.
و - والمؤكد لنفسه لا غيره مثل له عليَّ ألف اعترافا أو اقرارا مني فالمؤكد لنفسه هو الواقع بعد جملة لا تحتمل غيره.
والمؤكد لغيره هو الواقع بعد جملة تحتمله وتحتمل غيره فتصير بذكره نصا فيه نحو أنت ابني حقاً)
فحقاً مصدر منصوب بفعل محذوف وجوبا وتقدير احقه حقا.
ز - وكذلك يجب حذف عامل المصدر إذا قصد ربه التشبيه بعد جملة مشتملة على فاعل المصدر في المعنى نحو صوت صوت حمار وله بكاء بكاء الثكلى.
فصوت الحمار مصدر تشبيهي وهو منصوب بفعل محذوف وهو والتقدير يصوت صوت الحمار وقبله جملة وهي لزيد صوت وبكاء الثكلى منصوب بفعل محذوف وجوباً والتقدير يبكي بكاء الثكلى.


(1) المائدة 5/115.