البحث الثاني في طرق القصر

وأشهر الأدوات أربعة:
1 - النفي والاستثناء نحو وما محمد إلا رسول
2 - إنما مثل [إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ] وقول الشاعر

إنما يشتري المحامد حر

 

طاب نفس لهن بالأثمان.


3 - بالعطف ببل وبلا ولكن كقول الشاعر.

عمر الفتى ذكره لا طول مدته

ما نال في دنياه ولا بغيه

 

وموته خزيه لا يومه الداني

لكن أخو حزم يجد ويعمل.



4 - بتقديم ما حقه التأخير نحو [إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ](1)
أي أن العبادة والاستعانة مخصوصة بك
5 - وهناك ألفاظ كثيرة تدل على القصر أيضاً وتستعمل كثيراً مثل:
أ - فقط: وهي من جزئين فاء العطف وقط وهي ظرف لاستغراق ما مضى من زمان نحو أخرج اليوم فقط أو المكان نحو إلا ها هنا فقط أو الحال نحو ما عملت أو ما مرضت أو ما قمت إلا هذا الحال فقط حسب.
وهي إما اسم كما قلنا أو اسم فعل بمعنى كفى يكفي
وتنسب إلى المتكلم فيقال (قطني) والنون للوقاية
وتنسب لغيره فيقال (قطك وقطها وقطه وقطهى) بمعنى حسبهن وحسبك.
ب - غير: وهي اسم للاستثناء.
ج - ليس غير.
د - أو تعريف المسند إليه الصديق قد جاء.
هـ - والمقصور عليه في النفي الاستثناء هو المذكور بعد أداة الاستثناء مثل [وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ].
وفي إنما هو المذكور بعدها ويكون في آخر الجملة مثل إنما الدنيا غرور
وفي لا العاطفة هو المذكور قبلها المقابل بما بعدها نحو الفخر بالعلم لا بالمال وفي بل ولكن العاطفتين هو المذكور بعدهما نحو ليس الفخر القوم بل بالعمل الصالح وما الفخر بالنسب لكن بالتقوى
وفي تقديم ما حقه التأخير هو المذكور المتقدم نحو [عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا](2) وكقول المتنبي

 

من البلية عذل من لا يرعوي

 

عن غيه وخطاب من لا يفهم


ثانياً: يشترط في الاستثناء ببل ولكن أن تسبق بنفي أو نهى وأن يكون المعطوف مفرداً وألا تقترن لكن بالواو.
وثالثاً: يشترط في لا أفراد معطوفها وأن تسبق بإثبات وأن لا يكون ما بعدها داخلا في عموم ما قبلها فلا يقال إنما البر لكل العائلة (البنت أو لا للولد) بينما يصح أن يقال أنما البر للمؤمنين لا للكافرين.
ورابعاً: القصر بأنما له مزية على العطف لأنها تفيد الإثبات للشيء والنفي عن غيره دفعة واحدة بخلاف العطف بلا أو بل أو لكن فإنه يفهم الإثبات أو لا ثم النفي أو بالعكس.
خامساً: التقديم يدل على القصر بطريق الذوق السليم.
بخلاف الثلاثة الباقية فتدل على القصر بالوضع اللغوي أي بالأدوات.
سادساً: كلما خالف الترتيب وهو تأخير المعمول على عامله فإنما يراد منه التخصيص.


(1) الحمد.

(2) قد أنهاها السيوطي في الإتقان إلى 14 طريقاً للقصر.