البحث الخامس: في المقصور والمقصور عليه

القصر سواء كان أضافياً أو حقيقياً فإنه ينقسم إلى مقصور ومقصور عليه.
أ - القصر للصفة على الموصوف هو أن تقصر الصفة على موصوفها لا غيره لا بشرط أن يتصف الموصوف بغير هذه الصفة فالوصف الحقيقي ما في قول (لا رازق إلا الله) ولم يتعرض القائل لوصف الله تعالى بوصف آخر لا نفيا ولا إثباتا.
والوصف الدعائي الإضافي (لا عالم إلا فلان) ولا كريم إلا فلان.
نعم لو وصف هذا الوصف بعائلة معينة أو بعشيرة صغيرة يمكن أن يكون الوصف حقيقي وأنه ليس غيره زعيم فيهم أو أنه أبر القوم وأقدم مجاهد وهكذا.
ب - قصر الموصوف على الصفة: وهو أن يقصر المسند إليه أي الموصوف على صفته ويختص بها لا بشرط وجودها في غيره.
مثال الحقيقي: ما الله إلا خالق كل شيء) ولم يتعرض القائل لكون غيره خالقاً.
ومثاله في الإضافي: قوله تعالى [وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا].
فقد قصر الرسول على الرسالة ونفى عنه الصفات المظنونة للمنافقين غيرها كظن خلوده وعدم موته.