مسألة:

هنا جمل يختفي فيها القسم منها:
أ - [أَمْ لَكُمْ أَيْمَانٌ عَلَيْنَا بَالِغَةٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَمَا تَحْكُمُونَ] (1).
ب - وقوله تعالى [وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ](2).
باعتبار أن أخذ الميثاق بمعنى الاستحلاف
وفي إعرابها قال الكسائي وجماعة التقدير بأن لا تعبدوا إلا الله وبأن تحسنوا للوالدين والناس)
ثم حذف الجار ثم أن فارتفع الفعل (تعبدون) وجوز الفراء أن يكون الأصل النهي ثم أخرج مخرج الخبر ويؤيده ما بعده (وقولوا، وأتموا، وآتوا)
ج - قول الفرزدق تعش فإن عاهدتني لا تخونني تكن مثل من يا ذئب يصطحبان فجملة النفي أما جواب لعهدتني
فلا محل لها أو حال من الفاعل أو المفعول أو كليهما فمحلها النصب
الجملة الخامسة: الواقعة جواباً لشرط غير جازم مطلقاً أو جازم ولم تقترن بالفاء ولا بإذا الفجائية
مثل: إن تقم أقم وإن قمت قمت فبهذا الشرط الجازم
أما غير الجازم مثل جواب لو ولولا ولما وكيف مثل لو لا قومك قريب عهد بالإسلام لهدمت الكعبة وجعلت لها بابين)
فالجزاء لهدمت لا محل له لأنه غير مجزوم.
الجملة السادسة الواقعة صلة لاسم أو حرف مثل جاء الذي قام أبوه فالذي في موضع رفع والصلة لا محل لها
وقال تعالى [رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا](3).
وأما صلة الحرف نحو: أعجبني إن قمت أو ما قمت) إذا قلنا بحرفية ما المصدرية فالموصول وصلته في موضع رفع لأن الموصول حرف فلا إعراب له لا لفظاً ولا محلاً.
الجملة السابعة: الجملة المعطوفة لا محل لها
نحو قام زيد ولم يقم عمرو إذا قدرت الواو عاطفة لا واو الحال
الجمل التي لا محل لها من الإعراب.
الجملة الأولى ذات المحل: الواقعة خبر وموضعها الرفع في بابي المبتدأ والحروف المشبهة بالفعل مثل إن وإن والنصب في خبر كان وكاد.
واختلف في نحو زيد ضربه وعمر وهل جاءك بناء على الجملة الإنشائية لا تكون خبراً فالمقدر النصب بقول مضمر هو الخبر.
مثلاً يمكن تقدير (هل رأيته جاءك) وهذا لا وجه له
الثانية الواقعة حالاً وموضعها النصب نحو قوله تعالى [وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ](4).
[لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى](5). [قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ](6).
فتستكثر حال من تمنن وأنتم حال لا تقربوا وأتبعك حال من قالوا
الثالثه الواقعة مفعولاً ومحلها النصب وهي مختصة بالقول نحو قوله تعالى [ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ] (7). لما ثبت أن الجملة التي يراد بها لفظها تنزل منزلة الأسماء المفردة.
وبالجملة فتقع الجملة مفعولاً في ثلاث حالات: 1 - نحو قوله تعالى [قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ]
2 - أما معها حرف تفسير كقول الشاعر

وترمينني بالطرف أي أنا مذنب

 

وتقلينني لكن أباك لا أقلي


والطرف تواد العين
وكقولك: كتبت إليه أن أفعل.
3- وما ليس معه حرف تفسير كقوله تعالى [وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ](8).
[وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا](9).
و[فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ](10) بكسر الهمزة أن
مثل [اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا](11).
الرابعة: المضاف إليها ومحلها الجر ويضاف إلى الجملة ثمانية أمور:
1 - اسم الزمان ظروفا كانت أو أسماء [وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ](12) [وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ] (13)
[هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ](14) [لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ](15) واليوم ظرف في الأولى ومفعول ثاني في الثانية وخبر في الثالثة
وبدل في الثاني من الرابعة بدل من الأول المفعول.
ومن أسماء الزمان التي تضاف: 1 - إذ للزمان الماضي مثل إني زرت إذ قدم أبوك
2 - إذا وهي للزمان المستقبل سأزوركم إذا جاء الحاج.
3 - لما عند من قال باسميتها مثل لما أتيتني كنت مسافراً أو لما تأتيني أكون مسافراً.
4 - وتبدل هذه الأدوات بالزمن أو بالحين تقول: آتي زمن يقدم الحاج وهو بدل إذا
وتقول حين قدم الحاج أو حين هو قادم فيكون بدل إذا وبمعنى إذ وقال الشاعر:

وكن لي شفيعاً يوم لا ذو شفاعة

 

بمغن فتيلا عن سواد بن قارب


5 - حيث: تختص باسم المكان كقول الشاعر:

ثم تترا في الملبين إلى

 

حيث تحجى المأ زمان ومنى


6 - أنّى وهي تعبر عن الزمان والمكان والحال كقوله تعالى [فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ](16). أي كيف شئتم وفي أي مكان وفي أي زمان.
7 - آية بمعنى علامة فأنها تضاف جواز إلى الجملة الفعلية المتصرف فعلها مثبتاً أو منفيا بما كقول الشاعر:

بآية يقدمون الخيل شعثاً

 

كأن على سناكبها المداما


شعث جمع أشعث يعني طويل الشعر مع الوساخة
والسنبك سنابك هو طرف الشيء فيصور الشاعر تعب الفرس العرق المتسبب من أطرافها كان قد سكب عليها الخمر وقد أضيفت آية إلى الجملة الفعلية
ولا يقال بآية عسى قدومك أو آية ليس قدومك
إن عسى وليس غير متصرفين
ويضاف إلى المثتبة كما مر
والمنفية بما كقول الشاعر: ألكني إلى قومي السلام رسالة بآية ما كانوا ضعاف ولا عزلا
وتضاف أيضاً إلى المفرد كقوله تعالى: [إِنَّ آَيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ](17).
8 - ذو قول (إذهب بذي تسلم) والباء ظرفية وذي صفة لزمن محذوف.
9 - 10 - لدن وريث ويضافان إلى الجملة الفعلية والفعل متصرف وهو مثبت فلدن هي لابتداء الغاية زمانا أو مكانا كقول الشاعر

 

لزمنا سألتمونا وفاقكم

 

فلا يك منكم للخلاف جنورح


وأما ريث في مصدر راث إذا أبطأ وعوملت معاملة اسم الزمان.
قال الشعر: خليلي رفقاً ريث أقضي لبانة من العرصات المذكرات عهود
بانة اسم امرأة والعرصات بالتحريك جمع عرصة وهي الأرض والساحة المحدودة كأرض الدار
وغالباً يزاد لريث ما فيقال ريثما من حيثما ريثما أقضي عملي
والظاهر أنها اسم موصول معنى انتظار الذي هو قضاء عملي
11 - 12 - قول وقائل: قال الشعر

قول يا للرجال ينهض منا

 

مسرعين الكهول والشبانا.


الجملة الخامسة: من التي لها محل من الإعراب.

وهي الواقعة بعد الفاء أو إذا جواباً لشرط جازم لأنها لم تصدر بمفرد يقبل الجزم لفظا قولك إن تقم أقم أو محلاً كقولك إن جئتني أرمتك مثل المقرونة بالفاء قوله تعالى [مَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ](18).
وبإذا كقوله تعالى: [وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ](19).
والفاء المقدرة كالموجود كما قول الشاعر

من يفعل الحسنات الله يشكرها

 

والشر بالشر عند الله مثلان


والتقدير فالله.

الجملة السادسة التابع لمفرد وهي ثلاث أنواع

1 - المنعوت بها موضع رفع [مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ](20).
ونصب نحو: [وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ](21).
وجرغوا: [رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ](22).
ونحو [خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ](23).
ويحتمل أن تطهرهم حال من ضمير خذ ونحو [فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي](24).
2 المعطوفة بالحرف
نحو زيد منطلق وأبوه ذاهب) إن قدر العطف على الخبر فمحله الرفع وإن قدرت العطف على الجملة فلا محل لها
وإن قدرت الواو حالية فمحلها النصب
3 - المبدلة كقوله تعالى:[ مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ](25). فإن الصلة ما هي بدل عن ما السابقة وصلتها وجاز إسناد يقال إلى الجملة.
هذا كله إن كان المعنى ما يقول الله لك إلا ما قد قيل
وأما الظاهر أن المعنى ما يقول لك الكفار من الكلمات المؤذية إلا مثل ما قال الكفار السابقون لرسلهم فالجملة استئناف ولا محل لها
مثله [وَأَسَرُّوا النَّجْوَى] ثم استأنف بالقول [هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ](26).
احتملوا في هل بدلا عن النجوى بموضع سؤال واحتملوا التفسير وهو بعيد ومعلوم أيضاً أن قولهم [افتأتون...] عطف بيان من هل.
ويعتبر كالعلة لمورد المنع من اتباعه أو بدل ثاني فيكون المانع لهم شيئان وهما أنه مثل فلا يمكن أن يكون رسولاً وأنه يعمل بالسحر
الجملة السابقة وهي التابعة لجملة لها محل فتكون لها محل فهي إما نسق أو بدل فالأولى مثل زيد قام أبوه وقعد أخوه)
غذ لم تقدر الواو الحالية.
والبدل يشترط فيها كون الثانية أوفى من الأولى بتأدية المراد
نحو قوله تعالى [وَاتَّقُوا الَّذِي أَمَدَّكُمْ بِمَا تَعْلَمُونَ (132) أَمَدَّكُمْ بِأَنْعَامٍ وَبَنِينَ (133) وَجَنَّاتٍ وَعُيُونٍ](27).
والشاهد هنا أن الثانية أوضح وأكثر تفصيلاً فهي بدلاً
وزاد ابن هشام جملتين لها محل
الثامنة: الجملة المستثناة مثل [لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ (22) إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ (23) فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ](28) قال ابن خروف أن الجملة بموضع نصب على الاستثناء المنقطع ومثل [فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ](29).
فقليل مبتدأ وخبره مضمر أي لم يشربوا.
التاسعة الجملة المسندة
مثل قوله تعالى [وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ](30).
إذا أعرب سواء خبر ونحو (وما تسمع بالمعيدي خير من أن تراه) إذا لم تقدر (أن تسمع) فإذا قدرت سماعك خير من رؤيتك أياه فتكون خير خبر من تسمع فتكون لها محل واختلف في الفاعل ونائبه هل يكونان جملة أم لا والمشهور المنع وأجازه غيرهم مثل (يعجبني قام زيد).


(1) القلم 68/39.

(2) البقرة 83 - 84.

(3) فصلت 41/29.

(4) المدثر 74/6.

(5) النساء 4/43.

(6) الشعراء 26/111.

(7) المصففين 83/17.

(8) البقرة 132.

(9) هود(ع) - 11/43.

(10) القمر 54/10.

(11) نوح.

(12) مريم 19/33.

(13) إبراهيم(ع) - 14/44.

(14) المرسلات 77/35.

(15) غافر 4 - 15.

(16) البقرة 223.

(17) البقرة 248.

(18) الأعراف 7/185

(19) الروم 30/36.

(20) البقرة 254.

(21) البقرة 281.

(22) آل عمران 3/9.

(23) التوبة 9/103

(24) مريم 19/5 - 6.

(25) فصلت 41/43.

(26) الجاثية 45/31.

(27) الشعراء 26/132 - 134.

(28) الغاشية 88/22 - 24.

(29) البقرة 249.

(30) البقرة 6.