تتمات الوصل والفصل

البحث الثالث: كان موضوعنا في الفصل والوصل هو العطف بالواو والفعل غيره ومر علينا في البحث الأول التمثيل للجمل الإنشائية والخبرية.
ثم تخرجنا إلى بيان نحوي موسع حول نسبة الجمل إلى بعضها وقلنا أنها إما فعلية أو أسمية أو ظرفية والظرفية تنسب أيضاً لأحديهما.
ثم بحثنا حول الجمل التي لها محل واللتي لا محل لها من الإعراب.
وقلنا أن الوصل في ثلاثة مواضع:
1 - إذا أتحدث الجملتان في الخبرية والإنشائية لفظاً ومعنى أو معنى فقط وبينهما مناسبة ونحو (أذهب إلى فلان وتقول له كذا)
والثانية خبرية لفظا ولكنها إنشائية بمعنى قل له
فالاختلاف في اللفظ لا في المعنى ولهذا وجب الوصل وكل من الجملتين لا محل لها من الإعراب.
2 - يجب الوصل لدفع توهم غير المراد إذا اختلفت الجملتان في الخبرية والإنشائية وكان الفصل بينهما يوهم خلاف المقصود كما إذا سألك سائل هل بريء فلان من المرض فقلت (لا شفاه الله) فتوهم بأن تدعو عليه بعدم الشفاء
فيجب الوصل بالواو حتى يذهب هذا التوهم فتقول: لا وشفاه الله.
3 - إذا كان للجملة الأولى محل من الإعراب وقصد تشريك الثانية بإعرابها ولم يكن مانع.
نحو علي يقول ويفعل
فجملة يقول هي خبر للمبتدأ وكذلك جملة ويفعل معطوفة عليها وقالوا إن هاتين الجملتين بحكم المفرد الموصول بالآخر والأحسن أن تتفق الجملتين بالاسمية والفعلية والفعلية بالماضوية والمضارعية.
ولا يحسن الخلاف بين الجملتين إلا لأغراض.
أ - كحكاية الحال الماضية مع استحضار أمور فضيعة استجدت كقوله تعالى [إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ] [فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ].
ب - وكإفادة التجدد كخطابة الكفرة للرسول(ص) وآله [أَجِئْتَنَا بِالْحَقِّ أَمْ أَنْتَ مِنَ اللَّاعِبِينَ]
ونحو (الصديق يكاتبني وأنا لازلت أوده)

والمعلوم أن الاسمية تدل على الثبات والفعلية تدل على التجدد.