البحث التاسع: تشبيهات على غير طرقها المألوفة

1 - التشبيه الضمني: وهو الذي لا يوضع فيه المشبه ولا المشبه به بل يلمح الكلام إليهما ويفهمان من المعنى كقول المتنبي: من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت أيلام
من عاش مهينا فلا يكثر تاثره بالهوان لأنه قد عهده في زمانه وبحسب حاله والملازمة الكلامية تنتج أنه شبه الهوان على الشخص المهان كالجرح في الجسد الميت والوجه عدم الشعور بالألم فهنا لم يصرح بالتشبيه إنما لمح إليه وفهم من الملازمة بين ذكر جرح الميت في عقب ذكر إهانة المهان (اللهم أعزنا بعزك وأيدنا بتأييدك يا أرحم الراحمين).
2 - التشبيه المقلوب وهو المنعكس أو المعكوس.
أي جعل المشبه مشبهاً به وبالعكس للمبالغة في مدحه وتعظيمه أو تحقيره وتذميمه على حد قول القائل في وصف ملعون

 

رجل إذا سموا النجاس باسمهم  

قال النجاس بأي ذنب أشتم


أو:

قوم إذا سموا الخباث بأسهم  

قال الخباث بأي جرم أشتم.


وهو تشبيه نادر
ومن المقلوب: المقلوب معنى إذا شبه الطيب بالخبيث وبالعكس وهو تشبيه فاشل وكاذب إلا أن يريد به الاستخفاف والسخرية
ويشير إلى سخافة المخاطب حيث يكون فهمه مقلوباً وكلامه معكوساً كقول بعض المذاهب المخالفة فانهم يقولون بان الله له ان يجعل الأنبياء والأولياء في جهنم وبئس المصير ويحشر الشياطين والسفلة إلى جنات النعيم فإنه حينئذ تستحق أن تصحب الأنبياء والقديسين والأولياء والصالحين فقد مشبه الأنبياء(ع) بأهل غضب الله وشبه السفلة بالصلحاء والشهداء والأولياء.
والمعكوس بالمعنى الأول هو المبحوث عنه هنا وهو أدعاء المشبه أنه مشبه به وبالعكس
كقوله

كان ضوء النهار جبينه  

وكان الماء في صفائه طباعه


وكقول الشاعر:

في طلعة البدر شيء من محاسنها  

وللقضيب نصيب من تثنيها


وذيله تشبيه معكوس المعنى إذ القضيب مستقيم فلا يوصف تثني بالبدن به.

وكما في قوله تعالى حكاية عن المرابين وقولهم [إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا] يقصدون إن الربا مثل البيع وكذبوا بالنسبة أيضاً.