مقدمة:

استعمال اللفظ في المعنى على أشكال
أما استعمال غلطاً بأنه يستعمله في غير معناه ولا مناسبة بين معناه وبين المستعمل فيه كقولك أركب الكتاب مشيراً إلى الفرس وأما أسماء جامدة وردت أسماؤها كحديد وخشب وإنسان وقد دخلت بعد الاستعمال في الاشتقاق فقيل مثلاً أنس يأنس وتخشب يتخشب.
كما أن التلفزة لم تكن ثم لما صنع التلفزيون أدخلوه في الاشتقاق أو في بعض الاشتقاقات.
ومن الأسماء الجامدة المرتجل وهي ما لم يلفظ بها قبلاً ولا لها معنى وإنما أطلقت على شيء بغير مناسبة غالباً كلفظ أدد وأما أسماء المشتقة من ألفاظ وتصرفت إلى هيئات وكذا الأفعال منها جامد غير مشتق كلفظ ليس وعسى ومنه مشتق
فكل من الأسماء والأفعال سواء جامدة أو مشتقة وسواء اسم معنى أو اسم ذات إذا استعملت في معناها وذاتها فهو استعمال حقيقي وإن استعملت بغير ذاتها بأي مناسبة فهو استعمال غير حقيقي أي مجازي وأيضاً: إن استعملت بغير معناها بلا مناسبة ولا سبب مجوز ومقرب ولا قرينة فهو استعمال غلط.
وإن وضع قرينة فهو استعمال مجازي.
وإن اشتهر المجازي بحيث ساوى الاستعمال الحقيقي فهو حقيقة ثانية مشتركة.
وإن هجر المعنى الأول فهو حقيقة جديدة منقلبة مثل الصلاة في الإسلام بمعنى الحركات والكيفية المعينة والزكاة لعطاء مخصوص والحج لسفر وأعمال معينة
فصار الحقيقة الشرعية التي كانت مجازا صارت حقيقة والحقيقة القديمة كالصلاة بمعنى مطلق الدعاء كما عند النصارى حالياً صار مجازا لا يستعمل فيه إلا بقرينة بسبب انقلابه إلى حقيقة جديدة
وألفية ابن مالك في النحو تشير إلى بعض هذه التفصيلات في باب الاسم العلم إذ يقول:

 

اسم يعين المسمى مطلقاً

وقرن وعدن ولاحق

 

علمه كجعفر وحرنقا

وشدقم وهيلة وواشق.


هذه الأسماء أصبحت حقائق في أشخاص سموا بها بعضها ارتجلت فيهم وبعضها أطلقت من معاني قبلهم فجعفر الذي أصله بمعنى النهر أو الناقة كثيرة الحليب.
وخرنق: اسم امرأة معينة وهي أخت طرفة بن العبد وهي شاعرة مشهورة ولعله منقول من الخرق أي التمزق أو العادة السيئة والأخلاق العسرة.
وقرن لعله منقول من المقارنة يعني التسوية أو الاقتران أي الالتصاق والاجتماع وهي اسم قبيلة.
وعدن: فنقول من التعدين أي السكن واتخاذ الوطن وهي اسم مدينة من اليمن.
ولاحق: اسم فرس وهو مشتق.
وشدقم اسم جمل وهو مرتجل كان لا معنى له قبل استعماله علماً.
وهيلة اسم شاة وهو مشتق من هل يهل أي طلع فجأة أو من الهالة أي النور الدائر حول القمر وغيره.
وواشق اسم كلب وهو مشتق من الوشق أي الخدش والتقطيع وأشار في الألفية للمنقول والمرتجل بقوله

 

ومنه منقول كفضل وأسد  

وذو ارتجال كسعاد وأدد.


والفضل مشتق وأسد جامد نقل من اسم حيوان إلى قبيلة معينة وسعاد أصله مشتق من السعادة وهو منقول لشخص امرأة ولكن الناظم ادعى أنه مرتجل بمعنى لا معنى سابق له
وقال مما نقل وصار حقيقة في إنسان أو حيوان أو معاني معينة

ووضعوا لبعض الأشخاص علم

من ذاك أم عريط للعقرب

 

كعلم الاشخاص لفظا وهو عم

كذا فجار علم للفجرة


إذ العلم للأشخاص إما معنوي أي مخصوص في أشخاص معينة.
أو لفظي يعي يطلق على أجناس ويعم في الشخص الذي سمي به ويطلق على غيره مما هو لصفته
كأسامة يطلق على الأسد وأم عريط كناية للعقرب.
وثعالة يسمى بها الثعلب
كما ورد في تجاسر أبي بكر على فاطمة الزهراء(ع) من بعد إكمالها الخطبة إذ خذلها الأصحاب ولم ينصروها ورجعت راغمة مقهورة وحصلت ضجة في المسجد فخطب أبو بكر قائلا (ما هذه اللعاعة إنها ثعالة وشاهدها ذيلها).
لعن الله الظالمين من الأولين والآخرين.

وكذا أطلق أسماء لبعض الأعمال مثل برة لكل عمل مبرور ومساعدة للناس كذا فجار علم للفجرة.