البحث الثالث ك المجاز العقلي وعلاقاته

المجاز العقلي: هو مجاز بالإسناد مقابل المجاز بالكلمة الذي هو اللغوي اللفظي والذي قد مر.
والإسناد سواء في جملة فعلية أو أسمية يسندها إلى غير ما هي له لعلاقة ما مع القرينة الصارفة عن الإسناد الحقيقي. وهذه أشهر علاقات المجاز العقلي:
1 - الإسناد إلى الزمان نحو: من سره زمن ساءته زمان آخر
إذ أسند الإساءة والسرور إلى الزمن وإنما هما من أهل الزمن على أهل الزمن بعلاقة الحال والمحل وليس بالكلمة كما مر وإنما بالإسناد وبمجموع الجملة.
2 - الإسناد إلى المكان: [وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ] والأنهار مكان الماء الذي يجري.
3 - الإسناد إلى السبب نحو قول الشاعر:

إني لمن معشر أفنى أوائلهم  

قيل الكماة إلا أين المحامونا؟


نسب الإفناء إلى قول الكماة
ومعلوم أن ليس المفني قولهم وإنما هو فعلهم وإنهم حين قالوا: هل من مبارز؟ لم يحصل الفناء من قولهم وإنما حين قالوا وبرزوا فعلاً الفناء وقولهم سبب لهجوم كل فريق لنحو الآخر.
4 - الإسناد إلى المصدر كقول أبي فراس

سيذكرني قومي إذ جد جدهم  

وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر

 


نسب الجد وهو الجهد إلى الجد والحقيقة أن الجد فعل الجاد أي الفاعل يعني إذا جد جادهم فحذف الفاعل وأبدله بالمصدر.
5 - إسناد ما بني الفاعل إلى المفعول.
نحو أعجبني حديث الوامق والوامق هو المحب وقصده حديث المحبوب فقد ذكر اسم الفاعل وقصده المفعول.
6 - إسناد اسم المفعول للفاعل نحو جعلت بيني وبينك حجاباً مستوراً) بمعنى ساتراً.

 


ملحق
1 - من جملة المجاز بالإسناد: المجاز في النسبة الإضافية نحو جرى النهر يعني جرى ماء النهر نسبة مكانية
وغراب البين: بفتح الباء بدون تشديد وهو الهلاك والعداوة والفراق وفساد الشيء نسب إلى الغراب وهو الأسود الذي تتشاءم العرب من مروره أو رؤيته والعلاقة سببية ويحسبونه نذير الخراب وإنما هو علامة إذا صح ظنهم وليس هو الخراب. ومكر الليل نسبة زمانية اي مكر الاعداء في الليل
2 - والفعل المبني للفاعل واسم الفاعل إذا أسند للمفعول فالعلاقة المفعولية والفعل المبني للمجهول واسم المفعول إذا أسند إلى الفاعل فالعلاقة الفاعلية
واسم المفعول المستعمل في موضع اسم الفاعل مجاز علاقته الفاعلية
واسم الفاعل المستعمل في موضع اسم المفعول مجاز علاقته المفعولية
وكيف كان فالمجاز بالإسناد هو دأب الشاعر المفلق والخطيب المصقع والكاتب الأديب ولا يستغني عنه أديب فائق.