تتمات مهمة:

1 - كل استعارة تبعية قرينتها مكنية.
2 - أن تقسيم الاستعارة إلى أصلية وتبعية يشمل التصريحية والمكنية والاستعارة هي اللفظ المستعمل في غير ما وضع له مع قرينة تصرف المعنى إلى غير ما وضع له ويمكن التعبير عنها أنها مجاز لغوي علاقته المشابهة كقول الشاعر:

لدى أسد شاكي السلاح مقذف  

له لبد أظفاره لم تقلم


فقد استعار الأسد للرجل الشجاع لتشابههما بالجرأة والقوة والمستعار له هنا لفظ محقق حساً وكقوله تعالى [اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ] فقد استعار الصراط المستقيم الذي هو معنى محسوس للمعنى المعقول: الدين الحق لتشبههما في الإيصال لمطلوب.
وكقوله تعالى: [كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ] أي من الضلال إلى الهدى فقد أستعير لفظ الظلمات للضلال لتشابههما في المتورط بهما يسير إلى الضياع
واستعار النور للهداية لأن كليهما السائر بهما رأى طريقه وعارف غايته.
3 - يراد بالاستعارة إحدى معنيين: فإنه يقصد أنها اللفظ المستعمل في غير ما وضع له فيقال الأسد استعارة والظلمات والنور والقمر والشمس والنهار المستعارات للشجاع والباطل والحق والجميل والصبيح أنها استعارة يعني مستعارة ومرة يراد بها المعنى المصدري أي عملية نقل المعنى من الحقيقي إلى المجازي واللفظ مستعار والمشبه به مستعار منه والمشبه مستعار له وكذلك المواضيع التي يستعيرها الناس يعبرون بأحد قصدين فيقولون هذا الكتاب ليس ملكي وإنما هو استعاره يعني ذو استعارة ومرة يقولون استعرت الكتاب فالكتاب مستعار وليس هو الاستعارة.