البحث التاسع: الاستعارة

باعتبار الجامع في الاستعارة المصرحة ينقسم الجامع إلى عامي وخاصية وداخل وخارج والجامع في الاستعارة بمنزلة وجه الشبه في التشبيه وهو ما قصد اشتراك الطرفين فيه وسمي جامعاً لأنه جمع المشبه في أفراد المشبه به بحيث شمله مفهومه وجنسه فالتقسيم الأول إلى أربعة أقسام
فالاستعارة العامية: القريبة المبتذلة مشتهرة في الألسن والجامع فيها ظاهر نحو رأيت أسداً يرمي فالجامع فيه الشجاعة والمشبه رجل شجاع وكقوله:

 

وأدهم يستمد الليل منه  

وتطلع بين عينيه الثريا.


والادهم هو الفرس الاسود وجبينه شبيه بنجم الثريا من البياض واللمعان
2 - والخاصية: هي الغريبة والجامع فيها غامضاً لا يدركه إلا خواص الأدباء كقول الشاعر يمدح شخصاً:

 

غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا  

غلقت لضحكته رقاب المال


فغمر: كثير العطاء فقد استعار الرداء للمعروف المعطي لأن العطاء يصون ويستر صاحبه كستر الرداء وأضاف الغمر وهو قرينة على عدم قصد الثوب لأن الغمر من صفات المال وهذه استعارة دقيقة بحاجة إلى فكر.
3 - والجامع الداخل: ما كان داخلاً في مفهوم الطرفين كقوله تعالى إلى فكر [وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا].
إذا استعير التقطيع الموضوع لإزالة الاتصال بين الأجسام المنسوب لكل منهم على حد سواء حيث فرق الله بين تلك الأمم وأبعد بينهم وقد كان الاجتماع داخلا في مفهوم تلك الأمم فصار التقطيع بدله داخلاً في مفهومها.

4 - الخارج - ما كان خارجاً عن مفهوم الطرفين نحو رأيت أسداً أي رجلاً شجاعاً فالجامع وهو الشجاعة أمر عارض للأسد لا داخل في مفهومه.