البحث 12 في المجاز المركب: بالاستعارة التمثيلية:

المجاز: يعني استعمال اللفظ في غير ما وضع له
والمركب: يعني الجملة المجازية وليس كلمة فقط.
والاستعارة التمثيلية: يعني الجملة المراد بها غير ظاهر لفظها والمشتملة بتمثيل مثل من الحوادث السابقة على كلام المتكلم إذ التمثيل لا يستند إلا حادثة سابقة حقيقية أو متخيل وجودها سابقاً.
ولذلك قيل أن الاستعارة التمثيلية: هو تركيب جملة استعمل في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي الوضعي بحيث يكون كل من المشبه والمشبه به هيأت منتزعة من المتعدد مشتملة على التمثيل.
منتزعة من أمرين أو أمور ثم تدخل وتصور المشبه وكأنه المشبه به مبالغة في التشبيه وهي كثيرة الورود في القرآن والسنة المعصومين(ع) وكلام العرب:
1 - نحو قوله (في الصيف ضيعت اللبن) أصل المثل أن امرأة تطلقت من شيخ غني بطلبها وتزوجت شاباً فقيراً فاحتاجت لبنا وذهبت لمطلقها طالبة شيئاً من اللبن فقال لها هذا الكلام يضرب المثل لمن فرط في أمر وخسره وقد كان يمكنه الحصول عليه أو كان حاصلاً عليه فضيعه وخسره.
فاستعار المتكلم حالة المرأة المحتاجة لحالة الآخر المضروب فيه المثل فحالة المرأة مشبه بها وممثلة والآخر مشبه وممثل له.
2 - ونحو أني أراك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى مثل يضرب للمتردد في أمر أو في أمور.
3 - ونحو: أحشفا وسوء كيلة) أو ونقصان كيلة.
الحشف هو التمر المتيبس غير الصالح للأكل من تيبسه وقدمه والمفروض بالذي يبيع أو يتصدق بالحشف أن يكثر العطاء لأن بذل الحشف غير معتبر بينما هو قد أعطى الحشف وبخل بالمقدار أيضاً يضرب مثلاً للمقصر من وجهين أو للمظلوم من سببين.
4 - ويقال مثل لمن تعرض لإنسان أحمق فأهانه (لأمر ما جدع قصير أنفه) إذ الشخص المتعرض له هو أقصر منه شأنا فكان المفروض للعاقل أن لا يتعرض لقصار العقل وعديمي الحياء والأحامق.
5 - والمثل (نجوع الحرة لا تأكل بثدييها) يقال لمن يعيش برزق مستحقر عند المجتمع كأجرة صاحبة اللبن من رضاعة أولاد الناس.
6 - ويمثل لمن يريد أن يتفرد بعمل أو برأي لا يستطيع أن تنفيذه وحده (الكف الواحدة لا تصفق وحدها).
7 - ويقال للمجاهد الذي عاد إلى وطنه (عاد السيف إلى قرابه وحل الليث منيع غابه).
8 - والمثل (قطعت جهيزة خطبة كل خطيب).
قيل لمن جاءوا يتوسطون ويخطبون طالبين الصلح من عشيرة قتل منهم قتيل للقاتل ولعشيرة القاتل.
فخرجت إحدى النساء المسماة جهيزة وأخبرتهم أن العشيرة ظفرت بالقاتل وقتلته فقالوا هذا المثل.
9 - وفي الشعر من الأمثال كثير ومنها:

 

إذا جاء موسى وألقى العصا  

فقد بطل السحر على الساحر.


يقال المحتجين الذين بطلت حجتهم.
10 - وقال آخر:

إذا قالت حزام فصدقوها

 

فإن القول ما قالت حزام.


يقال للقوم الذين لا يصدقون الصادق ولا يتبعون الحق ولا يهتمون لعمل الصواب وإتباع الصائبين.
11 -

متى يبلغ البنيان يوما تمامه  

إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم.


هذا السؤال معناه الخبر في أن العمل لا يتم إذا كان له مخربون ومهدمون.
12 - كقوله الآخر:

إذا كان بان لا يقوم لهادم  

فكيف ببان خلفه ألف هادم.

 

وكيف كان فالأمثال عبارة موجزة مأثورة تمثل أعمال الناس الجديدة بحوادثهم القديمة وهي كما قلنا منها حقيقية قد حدثت واشتهرت ومثل بها أعمال الآخرين ومنها مخترعة متخيلة يسمونها فرضية ولكل مثل مورد وهو الحدث القديم الحاصل سابقاً.

ولكل مثل مضرب وهو الحال الجديدة التي يضرب لها المثل ولا يكون مثلاً إلا إن يكون مشهوراً أو أدعي شهرته: