فصاحة المتكلم وهيئته

اعلم أن الرجل الفصيح في لسانه سواء في الشعر أو في خطاب أو في تأليف كتاب: لا يكفي أن يكون فصيحاً في لسانه وكتابه فقط فيلتفت إلى شعره ونثره ويجتمع إليه الناس إلا أن يكون هندامه وهيئته أيضاً محترمة فلو جاء يتمايل كالسكران أو رث الثياب أو تعلوه الأوساخ والروائح الكريهة من بدنه ولباسه، وكما في الحديث النبوي الشريف (بئس العبد القاذورة) وبعد فصاحة الهيئة تقبل منه فصاحة اللسان والقلم وعرفوا فصاحة المتكلم: بأنه الذي له ملكة يقتدر بها على التعبير الفصيح عن مقاصده بأسهل عبارة وأوضحها والطفها والملكة: بفتحات ثلاث هي القوة العقلية والروحية اللطيفة التي تؤثر باللسان والتعبير اللطافة بحيث يستحسنه السامع والقارئ له