تتمة مهمة:

أولاً للأمثال أسباب ومقاصد:

1 - للمواعظ والعبر.
2 - مقياسا للرقي والتقديم وعدمها.
3 - لأخلاق الشريفة والدنيئة.
4 - درر نفيسة مهداة من القدماء للجديدين.
5 - عظة للعاقل ومسلية للجاهل.
وثانياً: التمثيلية إما عملية وإما قولية فاللفظية هو عملنا وعلم البلاغة وضع لأجله من جملة مواضعه.
وإما العملية فهي الفلم المسلسل على حلقات أو بحلقة واحدة وقد يسمى مسرحية إذا كان بمشهد مباشر أمام الناس حيث يمثل الممثلون حادثة قديمة يشبهون أنفسهم بإبطالها ويظهرون مصاديق فصولها ويعملون كأفرادها عملاً وقولاً وصفاتاً وليس نحن بصدد هذا فإن لهذا رجاله ومجاله.
وإنما نعمل بالتمثيل القولي.
فينقسم التمثيل إلى تحقيقي وهو ما ينتزع من عدة أمور وحوادث متحققة خارجاً كما في الأمثلة السابقة وإلى تخييلي كقوله تعالى [إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا](1).
قال بعض البلاغيين أنه لم يكن هناك عرض حقيقي على الجمادات ولا أباء منها ولا إشفاق وإنما هو مثل لوعظ البشر وتصوير للتقريب إلى النفوس المريضة ولذا صرح بعدها بالتقصير من الناس [وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ] فلم يؤد حقها إنه كان ظلوما جهولا.
وقد صور الله تعالى الأمانة وهي ولاية محمد وآل محمد صلى الله عليه وآله أو الولايات الثلاثة ولاية الله ورسوله وأوليائه.
أنها قد عرضها على أعظم مخلوقاته وهي السماوات الجبارة والأرض الواسعة والجبال الشاهقة الباسقة فخافت من حملها وتبناها الإنسان لكنه خانها وخالفها وكذب الأنبياء والأولياء ومزق الكتب.
ومثله [فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ].
قيل أن إطاعة السماوات والأرض وتسبيحهما وكل شيء لله تعالى كما في قوله تعالى [وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ].
إنما هو تسبيح وإطاعة وجودية وليست عملية فالأرض ليس لها لسان حتى تلفظ بشيء نعم يمكن أن تفترق أرض عن أخرى بالقداسة مثلاً بحسب ما حصل فيها من الحوادث ومباركة الله تعالى فيها
وهذا لا يدل على بعض الشعور والتسبيح وجواب بالإطاعة.
بل لعل المقصود لسان الحال وليس لسان المقال والفعال ولكن عقولنا لا تدرك سر ذلك ولعل التسبيح العملي ليحصل من الجمادات بأي شكل من مرحلة من المراحل ولعل شهادة الأرض والبدن على العاصين وللمطيعين يوم القيامة يدل على شيء من الأعمال للجمادات من استجابة الأوامر ومن التسبيح.
وثالث فروق بين التمثيل والاستعارة:
تشبيه التمثيل الاستعارة التمثيلية 
1 - يذكر فيه الأداة والمشبه لا تكون إلا في الجمل المركبة.
2 - يكون بين المفردين مثل المنافق
كالحرباء والطامع كالأخطبوط لا تكون إلا في الجمل المركبة.
3 - لا يصلح استعارة بدون حذف نحتاج إلى قرينة تمنع من إرادة المعنى الحقيقي الأصلي
4 - لا يحتاج إلى قرينة صارفة يحذف منها المشبه والأداة ولا يبقى فيها إلا المشبه به
5 - نوع من الحقيقة تصلح مشبها به دون حذف.
رابعاً: أبلغ أنواع الاستعارة: المرشحة: لذكر ما يناسب المستعار منه فيها بناء على الدعوى بأن المستعار له هو عين المستعار منه
ثم تليها المطلقة لترك ما يناسب الطرفين فيها بتاء على دعوى التساوي بينهما ثم تليها المجردة لذكر ما يناسب المستعار له فيها بناء على تشبيهه بالمستعار منه.
ولابد في الاستعارة والتمثيل على سبيل الاستعارة من مراعاة جهات حسن التشبيه كشمول وجه الشبه للطرفين ومن كون التشبيه وافياً بإفادة الغرض ومن عدم شم رائحة التشبيه لفظاً وان يظهر وجه للشبه بين الطرفين لئلا تنقلب الاستعارة إلى تعمية.


(1) الأحزاب 33/72.