كنايات لطيفة اشتهرت في التاريخ:

1 - طويل النجاد: هو السير أو الحبل الذي يعلق فيه السيف وغيره دليل على طول القامة والشجاعة.
2 - قال الشاعر:

قد كان تعجب بعضهن براعتي  

حتى رأين تنحني وسعالي


كنى عن كبر السن باللوازم وهي التنحنح والسعال.
3 - وعن أمير المؤمنين ع: من لانت أسافله صلفت أعاليه
ومن صلبت أسافله (لانت أعاليه)
فقد كنى عليه باللين عن كثرة التحرك في المعصية وبلفظ الأسافل عن العورات تعبير لطيف عن ما يستحي الغيور من ذكره وكنى عن الوجه والفكر بالأعالي فمن بذل أسافله للزنا والسفاح والممارسة الكثيرة والمعيبة والمحرمة فقد ترى وجهه صلفا ولسانه صلفا وسليطا ولا يستحي من أحد ومن حفظ عورته عن الحرام ولم يظهرها إلا بالحلال نراه لين الأخلاق سهل الجانب لطيف المعاشرة حيياً.
4 - وقال الشاعر في ذم قوم

بيض المطابخ لا تشكوا أماؤهم  

طبخ القدور ولا غسل المناديل.


أي أنهم غير مضيافين فإن مطابخهم نظيفة لا تحدث رماداً والإماء لا تطبخ ولا تغسل الأواني.
5 - ويروي أن هرون المسمى بالرشيد.
رأى حلما أن أسنانه قد سقطت فأرسل إلى مفسري الأحلام فقال أحدهم ما معناه أن قرابتك قصار العمر ويموتون قبلك فقتله أو سجنه وقال آخرون من هذا القبيل فسخط عليهم وقال آخر أن الأمير يطول عمره على الآخرين فرضي عنه وأكرمه
فكنى عن سقوط السنين بسقوط الأسنان أو كنى بسقوط الأسنان عن سقوط السنين.
6 - ويروي أن خلافاً وقع بين خليفة وبين نديم له فاتفقا على تحكيم بعض أهل العلم وطرحا عليه فرأى أن الخليفة مخطئا فقال القائلون بقول الخليفة أكثر يكني عن أنه خاطئ لأن الكثرة خلاف القلة النوعية.
7 - ونظر البديع إلى رجل طويل بارد أي غير ذي عزيمة فقال قد أقبل ليل الشتاء.
8 - ودخل رجل أيضاً على مريض وكان به قشعريرة من البرد فقال له الداخل ما تجد من ألم قال أجدك يعني البرد.
9 - وقال الله تعالى [أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا](1).
فكنى عن الغائب بالميت وعن ذمه بأكل لحمه.
10 - وعبر العرب عن العداوة: أنه لبس جلد الأرقم والارقم هو الحية.
11 - يعبر عن الإنسان ذي الشؤم المكروه (بالبومة).
12 - وقولهم (قلبت الأمور ظهراً لبطن) يكنون عن جوانب الأمور بالبطن والظهر.
13 - قولهم (قلبت ظهر المجن) كناية عن تغيير المودة والمجن لعله من المجون وهو الاستهتار والتقلب الجنوني وقلة الحياء.
14 - قولهم: يده تطول: أي له واسطات في الدولة أو عند السلطان والمسؤلين.
15 - وقال الشاعر:

 

أن الغريب الطويل الذيل ممتهن  

فكيف حال غريب ماله قوت


كنى بطول الذيل: عن الغنى والقوة.
16 - ويقولون أنه فلان غريب أي فقير الحال.
17 - وقال تعالى [وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ] كنى بمواد السفينة وهي الألواح الخشبية والمسامير عن الكل وهي سفينة.
18 - وقال تعالى [إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ]
كناية عن الأفراس.
19 - قال الشاعر:

سألت قتيبة عن أبيها صحبه  

في الروح هل ركب الأغر الأشقرا


أي سألت قتيبة أصحاب أبيها عن روحه هل ركبت روحه الفرس فقد كنت عن الموت بركوب الفرس وعن الفرس ببعض صفاته وهو أنه أغر أي ذو جبين أبيض وأشقر اللون.
أو أن الأغر الأشقر هو وصف الدم فتقول أنه هل سفك دمه.
20 - وقال الفرزدق في وصف الإمام علي زين العابدين ع.

يغضي حياء ويغض من مهابته  

ولا يكلم إلا حين يبتسم


كنى عن الأذن بالكلام بالابتسامة الدالة بالرضا وعن حياء الناس منه بإغضائهم عنه.
21 - وعن الشاعر: يغضون فضل اللحظ من حيث بدا لهم عن مهيب في الصدور محبب كنى عن تعظيم الناس للممدوح وهيبتهم له بغض الأبصار وهو برهان على الهيبة والإجلال.
22 - ومن قصد البحر استقل السواقيا

يقال لمن أراد أن يتوجه إلى عظائم الأمور فليغض عن صغائر الأمور أومن مدح مكرماً أنه من قبيل البحر في كثرة العطاء وليس من قبيل السواقي.


(1) الحجرات 49.