8 - الإرصاد:

هو أن يذكر قبل الفاصلة
ما يدل على ما بعد الفاصلة
نحو قوله تعالى [وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ]
فأنه قبل قوله [وَقَبْلَ الْغُرُوبِ] إن السامع يترصد لها وينتظر أن تقال وذلك لأن روي ما قبل الفاصلة يدل على ما بعدها بحسب المعنى وبحسب الروي ومعنى الروي يقال لحركة القافية في الشعر وهنا عبر البلاغيون بروي الآية.
ونحو قوله تعالى:[ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ] فإن السامع سيعرف أن تتمته ما قال الله تعالى [وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ] وقول الشاعر:

 

أحلت دمي من غير جرمي وحرمت

فليس الذي حللته بمحلل

 

بلا سبب عند اللقاء كلامي

وليس الذي حرمته بمحرم


ففي سماع الشطر الأول يعلم السامع أن الشطر الثاني من قبيل هجرانه وتحريم كلامه ويعلم أن الشاعر لو استمر بالشرح فسيقول أن الذي حللته فليس بمحلل وليس الذي حرمته بمحرم.
وكذا قوله:

إذا لم تستطع شيئاً فدعه

 

وجاوزه إلى ما تستطيع

 

ونحو قوله تعالى [وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ].