15 الطي والنشر:

أن يذكر أموراً متعددة ثم يذكر ما يعود على تلك الأمور وهو على قسمين إما طي ونشر مرتب أو مشوش (غير مرتب).
أ - النشر على ترتيب الطي.
نحو قوله تعالى: [وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ].
فقد طوى أي جمع الليل والنهار بتقديم الليل ثم أعاد ما يحصل فيها على ترتيبها فالليل يسكن فيه الناس ذكر السكنى أولاً ثم أردف صفة النهار وهو العمل وابتغاء الرزق وقوله تعالى: [وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آَيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً].


فعل المرام ولونها ومذاقها

 

في مقلتيه ووجنتيه وريقه

 

ب - والنشر غير المرتب بترتيب الطي: كقوله تعالى في ذيل الآية السابقة [فَمَحَوْنَا آَيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آَيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ](1).
حيث جعل ابتغاء الرزق وهو صفة النهار أولاً مع أن النهار كان في الطي مذكوراً أخيراً والعلم بالزمن والحساب الذي يكون بواسطة النجوم والقمر وحركتهما جعله أخير مع أن الفائت مذكور أولاً.
وقال الشاعر:

ولحظةُ ومحياه وقامته

 

بدر الدجا وقضيب البان والراح


بدر الدجا مدح لمحياه الذي هو الوجه
وقضيب ألبان الذي هو ساق نبته مستقيم وزاهي وصف القامة والراح قيل هو الشراب الموجب للراحة والارتياح من حرام أو حلال.


(1) الإسراء 17/12.