23 - تأكيد المدح بما يشبه الذم:

وهو أنواع:
أ - أن يستثني من عدم الذم صفة مدح بتقدير دخولها في الذم كقول الشاعر:

 

ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم

 

بهن فلول من قراع الكتائب


الفلول: الثلمة والفطور بسبب كثرة القراع فهو مدح وليس ذم وإن كان في صيغة الذم.
ب - أو تضمن مدح تضمن تخييل يتعقبه تردد كقول الشاعر:

 

عقدت سنابكها عليها عثيرا

 

لو تبتغي عنقا عليه لأمكنا


والعثير الغبار والعنق بالفتحتين سير سريع واسع الخطا
كقول الشاعر:

يا ناق سيري عنقا فسيحا

 

إلى سليمان فنستريحا

 

وعلى آية حال فتردد ثم حكم بالإمكان
ج - ومن المدح ما يتعقبه ما يصلح للذم والمدح ثم يثبت المدح وفرض الوجود
كما قال تعالى: [لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآَنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ].
د - أن يثبت لشيء صفة مدح ثم يستثني منه ويتلوها صفة مدح أخرى نحو:

 

ولا عيب في غير أني قصدته

 

فأنستني الأيام أهلا وموطنا


فيثبت عدم العيب ويستثني ثم يمدحه بأنه أهل وموطن
وقوله:

فتى كملت أوصافه غير أنه

 

جواد فما يبقي من المال باقياً.


فعدم إبقاء المال ظاهرها الذم ولكنه مدح بالكرم
وقوله:

ولا عيب في معروفهم غير أنه

 

يبين عجز الشاكرين عن الشكر.