البحث الثالث: في تقسيم الخبر إلى جملة فعلية وجملة أسمية

أ- المبتدأ قد يكون كلمة مفردة وكذلك الخبر: زيد قائم.
ب- وقد يكونا جملتين: إن زيدا قائم جملة مفيدة.
ج- المبتدأ مفردة والخبر جملة: زيد أبوه قائم.
د- المبتدأ جملة والخبر مفرد: زيد قائم جملة.
وبالجملة الجملة الفعلية ما سبق الفعل فيها ظاهراً أو مقدراً مثل زيداً نصرته بتقدير نصرت قبل ذكر زيد وتركبت من فعل وفاعل أو من فعل ونائب الفاعل مثل ضرب زيد الجملة الفعلية وتفيد التجدد والحدوث وتدل على أحد الأزمنة الثلاثة بصورة مختصرة لأن الأسمية تحتاج إلى مقيد الزمان فيقال زيد قائم الآن فلولا قيد الآن لما دلت على الزمان.
مثل قوله تعالى: [وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا](1).
وقد تفيد الجملة الفعلية التجدد شيئاً فشيئاً بحسب المقام مثل (لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم) أي لو استمر على طاعتكم وقتا فوقتا لحصل لكم ألعنت والمشقة ويشترط أن يكون الفعل مضارعاً وكقول المتنبي:

تدبر شرق الأرض والغرب كفه

 

وليس لها يوماً عن المجد شاغل



يمدح ممدوحه على أن تدبير الممالك ديدنه ويستمر ويتجدد آنا فآنا.
الثانية الجملة الأسمية:
وهي التركب من مبتدأ وخبر وتفيد ثبوت شيء لشيء بدون على التجدد والاستمرار إلا بقرينة
كقوله تعالى: [وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ](2).


(1) الزمر 39/69.

(2) القلم 68/4.