الحرف الأول: الهمزة:

ويطلب بها التصور أو التصديق.
والفرق بين التصور والتصديق في المنطق وبينهما في البلاغة والبيان إن المنطق لا يدور حول الألفاظ وإنما هو مهمته التصور والتصديق في الذهن فالتصور هو تخيل المفرد بدون معرفة والتفات للحكم عليه بإيجاب أو سلب.
والتصديق هو معرفة وإدراك الحكم على الموضوع.
يعني تصور الموضوع مع المحمول مع النسبة بينهما حتى يؤلف منهما قضية من موضوع ومحمول في القضية الحملية ومقدم وتالي في القضية الشرطية حتى يؤلف مقدمة صغرى ثم كبرى ثم نتيجة مما ينتج النتيجة بحسب الأشكال الأربعة المعروفة.
وأما في علم البلاغة والبيان فيدور حول اللفظ ومحسناته فلفظ المفرد وتفهمه هو التصور وهو أما الموضوع المسمى في علم البلاغة مسنداً إليه أو محمول المسمى مسنداً والتصديق وهو لفظ المركب من مسند ومسند إليه والنسبة بينهما ففي علم البلاغة يذكر الجملة التامة ولكن يكون سؤاله عن المسند فقط أو المسند إليه فقط فيسمى تصوراً وإذا كان السؤال والجواب عن النسبة بينهما أيضاً فهو تصديق ولذلك لا يقع الجواب إلا بنعم أو لا.
وكيف كان فإن التصور هو للمفرد فقط ومثلوا له أعلي مسافر أم سعيد من حيث إن السفر معلوم فهوي سأل عن الفرد الواقع منه السفر وجوابه تعيين أحدهما:
فالتركيبة إن قيل: أأنت فعلت هذا أم يوسف؟
فالسؤال عن المسند إليه.
وإذا قلت: أراغب أنت عن الأمر أم راغب فيه؟
فالسؤال المسند هوى
وإذا قلت إياي تقصد أم سعيد فالسؤال عن المفعول وإذا قلت: أراكب حضرت أم ماشياً فالسؤال عن الحال وإذا قلت: أيوم الخميس قدمت أم يوم الجمعة فالسؤال عن الظرف.