ختامه مسك

[حكم -82] نذكر في ختام الجهاد المسلح اموراً مهمة فيه منها:

  1. لا يقيم الناس الا السيف:
  2. فان الناس على ثلاث طبقات من العصاة أو الكفار أو المنافقين
    الأولى: انسان طيب النفس ولكن لم يحصل له هادي فبقي كافرا او عاصيا فاسقاً فمذ يهديه شخص ويوضع له يهتدي ويرعوي عن غيه ويصلح عمله كما ورد في بشر الحافي انه كان فاسقا مشغولاً بالخمر والنساء والغناء فمر عليه الإمام الكاظم(ع) وكانت جاريته عند الباب لتلقي القمامة فسألها الإمام ان صاحب هذا الدار حُرٌّ أم عبد فقالت يا سيدي انه مولاي وهو حر فقال نعم لو كان عبداً ما فعل هكذا فدخلت على مولاها وأخبرته فسألها عن صفته فقالت هو جل طوال قد نحفته العبادة اسمر اللون تكاد الريح ان تميله لنحافته.
    فقال هو والله سيدي موسى بن جعفر(ع) ولحقه حافيا حتى ادركه فبكى وطلب التوبة فقال: ان تبت تاب الله عليك فرجع تائباً وصار من عبّاد زمانه وصلاحها وسمي الشيخ بشار وسميت محلته باسمه وهي في رأس جسر النصر من الكرخ في بغداد.
    الثانية: رجل عنود كثير الجدال لا يقبل كل شيء الا بالبراهين والادلة ويراوغ ويتقلب ولكنه يهتدي ان وجد من يفهمه ويوضح له.
    الثالثة: رجل لا يقبل بكل حديث قد طبع على قلبه وحتى حديث رسول الله وخطبه لا تنفع معه كما في الآية: [وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ](1)
    وكذلك الآية: [وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ](2)
    فهؤلاء لا ينفعهم الا السيف وكمثل اعداء الامام الحسين(ع) قد خطب فيهم سبع خطب فلم ينفع معهم فقال لهم : ((انكم قد ملئت بطونكم من الحرام فقست قلوبكم ونسيتم ذكر الله العظيم))
    ولذلك قال الإمام الصادق(ع) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (الخير كله في السيوف وتحت ظل السيف ولا يقيم الناس الا السيف والسيوف مقاليد الجنة والنار)(3)

  3. القتل بالدفاع عن الحق أهون من الموت من دون القتل
  4.  
    [حكم -83] قال الإمام الحسين(ع)


    وان كانت الابدان للموت انشئت

     

    فقتل امرئ بالسيف في الله أفضل

    سأمضي وما في الموت عار على الفتى

     

    اذا ما نوى حقاً وجاهد مسلما


    وقال(ع) : ((اني لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما)) ومن خطب أمير المؤمنين(ع) قال: ((ايها الناس ان الموت لا يفوته المقيم ولا يعجزه الهارب ليس عن الموت محيص ومن لم يمت يقتل والذي نفسي بيده لألف ضربة بالسيف أهون عليَّ من ميتة على فراش))(4)

  5. الجهاد عز في الدنيا للابناء والاهل وفي الآخرة للشهيد وذويه
  6. [حكم -84] عن أبي عبد الله عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: ((اغزوا تورثوا أبناءكم مجداً))(5)

  7. مشية التبختر محرمة الا في الحرب.
  8. [حكم -85] ذكر عن ابي دجانة الانصاري اعتم يوم أحد بعمامة وأرخى عذبة العمامة بني كتفيه حتى جعل بتبختر فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (ان هذه لمشية يبغضها الله عز وجل الا عند القتال في سبيل الله)(6)

  9. الشهيد يسقط في حجر الحور العين
  10. [حكم -86] عن زيد عن آبائه عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (( للشهيد سبع خصال من الله أول قطرة من دمة مغفور له كل ذنب
    والثانية: يقع رأسه في حجر زوجتيه من الحور العين وتمسحان الغبار من وجهه وتقولان مرحباً بك ويقول هو مثل ذلك لهما
    والثالثة: يكسى من كسوة الجنة
    والرابعة: تبتدره خزنة الجنة بكل ريح طيبة أيهم يأخذه معه
    والخامسة: ان يرى منزله في الجنة.
    والسادسة: يقال لروحه اسرح في الجنة حيث شئت.
    والسابعة: ان ينظر في وجه الله وانها لراحة لكل نبي وشهيد))(7)
    يقصد ينظر رحمة الله وان الله ليس بجسم حتى يكون له وجه أو غيره من الأعضاء

  11. يجب نصرة المستغيث
  12. [حكم -87] عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : ((من سمع رجلاً ينادي يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم))(8)
    وعن علي(ع) قال: ((من رد عن المسلمين عادية ماء أو نار أو عادية عدو مكابر للمسلمين غفر الله له ذنبه))(9)

  13. القتل صبراً
  14. [حكم -88] القتل صبراً هو ان يترك الشخص بالحر او البرد أو الجوع أو العطش حتى يموت وهو محرم لمن حكم عليه القتل بدون تعذيب ومنه ان يعلق برجله أو شعره أو رأسه حتى الموت وأما اذا كان حكم عليه بالقتل مع التعذيب فيجوز ومن ذلك ما لو كان يعذب المؤمنين فيستحق العذاب والتطويل في القتل.
    وفي الحديث عن ابي عبد الله(ع) قال: (لم يقتل رسول الله صبراً قط غير رجل واحد عقبة بن ابي معيط وطعن أبي بن خلف فمات بعد ذلك)(10)
    هذا وتفصيل احكام الجهاد موكول الى ظهور دولة الحق عجل الله تعالى فرجه فصاحبها اعلم بمصالحه واحكامه.

  15. السيوف خمسة:
  16. ونذكر - تيمناً وتبركاً – خبر ابن غياث عن الصادق(ع) قال: (سأل رجل أبي(ع) عن حروب أمير المؤمنين وكان السائل من محبينا فقال له أبو جعفر(ع) بعث الله محمداً بخمسة اسياف: ثلاثة منها شاهرة فلا تغمد حتى تضع الحرب اوزارها ولن تضع الحرب اوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت الشمس من مغربها أمن الناس كلهم في ذلك اليوم فيومئذ [لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًاوسيف منها مكفوف وسيف منها مغمور سله الى غيرنا، وحكمه إلينا، فاما السيوف الثلاثة الشاهرة فسيف على مشركي العرب قال الله عز وجل: [فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُواٌ] يعني آمنوا [فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ] فهؤلاء لا يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الاسلام واموالهم فيئ وذراريهم سبي على ما سن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فانه سبا وعفا وقبل الفداء، والسيف الثاني على أهل الذمة قال الله تعالى: [وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا] نزلت هذه الآية في أهل الذمة ثم نسخها قوله عز وجل: [قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ] فمن كان منهم في دار الاسلام فلن يقبل منهم الا الجزية أو القتل وما لُهم فيئ وذراريهم سبي وإذا قبلوا الجزية على انفسهم حرم علينا سبيهم وحلت لنا مناكحتهم، ومن كان منهم في دار الحرب حل لنا سبيهم، ولم تحل لنا مناكحتهم، ولم يقبل منهم الا الدخول في دار الاسلام أو الجزية أو القتل، والسيف الثالث سيف على مشركي العجم يعني الترك والديلم، الخزر قال الله عز وجل في أول السورة التي يذكر فيها الذين كفروا فقص قصتهم ثم قال: (فضرب الرقاب حتى إذا اثخنتموهم فشدوا الوثاق فاما مناً بعد وأما فداء حتى تضع الحرب اوزارها) فاما قوله: [فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ] يعني بعد السبي منهم [وَإِمَّا فِدَاءً] يعني المفاداة بينهم وبين أهل الاسلام، فهؤلاء لن يقبل منهم إلا القتل أو الدخول في الاسلام ولا تحل لنا مناكحته مماداموا في دار الحرب، وأما السيف المكفوف فسيف على أهل البغي والتأويل قال الله تعالى: [وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ] فلما نزلت هذه الآية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (إن منكم من يقاتل بعدي على التأويل كما قاتلت على التنزيل) فسئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من هو فقال: ((خاصف النعل يعني أمير المؤمنين(ع) فقال عمار بن ياسر: قاتلت بهذه الراية مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثلاثاً وهذه الرابعة، والله لو ضربونا حتى يبلغونا السعفات من هجر لعلمنا .
    أنا على الحق وانهم على الباطل وكانت السيرة فيهم من أمير المؤمنين(ع) ما كان من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أهل مكة يوم فتح مكة فانه لم يسب لهم ذرية وقال من اغلق بابه فهو آمن ومن القى سلاحه فهو آمن أو دخل دار ابي سفيان فهو آمن.
    وكذلك أمير المؤمنين(ع) يوم البصرة نادى لا تسبوا لهم ذرية ولا تجهزوا على جريح ولا تتبعوا مدبراً ومن أغلق بابه أو ألقى سلاحه فهو آمن، وأما السيف المغمور فالسيف الذي يقام به القصاص قال الله عز وجل: [أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ](11)
    فسلمه الى أولياء المقتول وحكمه الينا فهذه السيوف التي بعث بها الى نبيه محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فمن جحدها أو جحد واحداً منها أو شيئاً من سيرها أو احكامها فقد كفر بما أنزل الله على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)))(12)

  17. شذرات من رسالة الإمام الصادق(ع) لشيعته

[حكم -89] ان الإمام الصادق(ع) كتب الى شيعته رسالة اخلاقية تربوية كثيرة الفوائد تدعوا الى الورع وهي دستور للمسلم في حياته للعمل لاخرته وأوصى اصحابه بدراستها وتعاهدها.
(بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فاسألوا الله ربكم العافية وعليكم بالدعة والوقار والسكينة وعليكم بالحياء والتنزه عما يتنزه عنه الصالحون....
فاعرفوا منزلتكم فيما بينكم وبين أهل الباطل فانه لا ينبغي لأهل الحق ان ينزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل لان الله لم يجعل أهل الحق عنده بمنزلة أهل الباطل ألم تعرفوا وجه قول الله تعالى في كتابه اذ يقول: [أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ](13)
فمهلاً يا أهل الصلاح لا تتركوا امر الله وامر من امركم بطاعته فيغير الله ما بكم من نعمة، احبوا في الله من وصف صفتكم وابغضوا في الله من خالفكم وابذلوا مودتكم، ونصيحتكم لمن وصف صفتكم ولا تبذلوها لمن رغب عن صفتكم وعاداكم عليها...
واستقيموا لله [وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ ](14).
اجارنا الله واياكم من التجبر على الله ولا قوة لنا ولا لكم الا بالله...
فبعد ما بين حال المؤمن وحال الكافر سلوا الله العافية واطلبوها اليه ولا حول ولا قوة الا بالله، صبر النفس على البلاء في الدنيا فان تتابع البلاء فيها والشدة في طاعة الله وولايته وولاية من امر بولايته خير عاقبة عند الله في الآخرة من ملك الدنيا وان طال تتابع نعيمها وزهرتها وغضارة عيشها في معصية الله وولاية من نهى الله عن ولايته فان الله امر بولاية الأئمة الذين سماهم في كتابه في قوله: [وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا](15)
وهم الذين امر الله بولايتهم وطاعتهم، والذين نهى الله عن ولايتهم وطاعتهم هم أئمة الضلال الذين قضى الله ان يكون لهم دول في الدنيا على أولياء الله الأئمة من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ليحق عليهم كلمة العذاب وليتم أمر الله فيهم الذي خلقهم في الاصل) أصل الخلق (من الكفر الذي سبق في علم الله ان يخلقهم له في الاصل ومن الذين سماهم الله في كتابه في قوله: [وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ](16) فتدبروا هذا واعقلوه ولا تجهلوه...
واعلموا انه ليس من علم الله ولا من امره ان يأخذ احد من خلق الله في دينه بهوى ولا رأى ولا مقاييس قد أنزل وجعل فيه تبيان كل شيء وجعل للقرآن وتعلم القرآن أهلاً لا يسع أهل علم القرآن الذين اتاهم الله علمه ان يأخذوا فيه بهوى ولا رأي ولا مقائيس اغناهم الله عن ذلك بما آتاهم من علمه وخصهم به ووضعه عندهم كرامة من الله تعالى اكرمهم بها وهم أهل الذكر الذين أمر الله هذه الامة بسؤالهم...
هل يستطيع اولئك اعداء الله ان يزعموا ان أحداً ممن اسلم مع محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أخذ بقوله ورأيه مقائيسه؟ فان قال نعم فقد كذب على الله وضل ضلالاً بعيداً وان قال لا لم يكن لأحد ان يأخذ برأيه وهواه ومقائيسه فقد اقر بالحجة على نفسه وهو ممن يزعم ان الله يطاع ويتبع امره بعد قبض الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد قال الله تعالى وقوله الحق : [وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ](17)
واعلموا ان الله لم يذكره أحد من عباده المؤمنين الا ذكر بخير فاعطوا الله من انفسكم الاجتهاد في طاعته فان الله لا يدرك شيء من الخير عنده الا بطاعته واجتناب محارمه التي حرم الله تعالى في ظاهر القرآن وباطنه فان الله تعالى قال في كتابه وقوله الحق [وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ](18) واعلموا أن ما أمر الله فقد حرمه واتبعوا آثار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وسنته فخذوا بها ولا تتبعوا أهواءكم فتضلوا فان اضل الناس عند الله من اتبع هواه ورأيه بغير هدى واحسنوا الى انفسكم ما استطعتمإِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا](19)
وجاملوا الناس ولا تحملوهم على رقابكم تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم ... واعلموا انه من حقر أحداً من المسلمين القى الله عليه المقت منه المحقرة حتى يمقته الناس والله له أشد مقتا فاتقوا الله في اخوانكم المسلمين المساكين منهم فان لهم عليكم حقا ...
واياكم ان يحسد بعضكم بعضاً فان الكفر اصله الحسد
واياكم ان تعينوا على مسلم مظلوم فيدعوا الله عليكم فيستجاب له فيكم فان ابانا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول: ان معونة المسلم خير واعظم اجراً من صيام شهر واعتكافه في المسجد الحرام
واياكم واعسار احد من اخوانكم المؤمنين ان تعسروه بالشيء يكون لكم قبلة وهو معسر فان ابانا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول ليس لمسلم ان يعسر مسلماً ومن انظر معسراً اظله الله يوم القيامة بظله يوم لا ظل الا ظله.
واياكم ايتها العصابة المرحومة المفضلة على من سواها وحبس حقوق الله قبلكم يوما بعد يوم وساعة وبعد ساعة فانه من عجل حقوق الله قبله كان الله اقدر على التعجيل له الى مضاعفة الخير في العاجل والآجل وانه من أخّر حقوق الله قبله كان الله اقدر على تأخير رزقه...
ومن سره ان يلقى الله وهو مؤمن حقا فيتول فليتول (الله ورسوله والذين أمنوا والابراء) وليبرأ (الى الله من عدوهم وليسلم لما انتهى اليه من فضلهم لأن فضلهم لا يبغله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك ألم تسمعوا ما ذكر الله من فضل اتباع الأئمة الهداة وهم المؤمنون قال: [فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا](20)
فهذا وجه من جوه من فضل اتباع الأئمة فكيف بهم وفضلهم ومن سره ان يتم الله له ايمانه حتى يكون مؤمناً حقا حقاً فكيف ) فليكمل (لله بشروطه التي اشترطها على المؤمنين فانه قد اشترط مع ولايته ولاية رسوله وولاية أئمة المؤمنين(ع) أقام الصلاة وايتاء الزكاة وإقراض الله قرضا حسنا واجتناب الفواحش ما ظهر منها وما بطن فلم يبق شيء مما خسر مما حرم الله الا وقد دخل في جملة قوله فمن دان الله فيما بينه وبين الله مخلصاً لله ولم يرخص لنفسه في ترك شيء من هذا فهو عند الله في حزبه الغالبين وهو من المؤمنين حقاً... واعلموا انه ليس يغني عنكم من الله أحد من خلقه شيئاً لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك فمن سره ان تنفعه شفاعة الشافعين عند الله فليطلب الى الله ان يرض عنه) يقصد(ع) انهم(ع) [وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ](21)
(واعلموا ان أحداً من خلق الله لم يصب رضاء الله الا بطاعته وطاعة رسوله وطاعة ولاة امره من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ومعصيتهم من معصية الله ولم ينكر لهم فضلاً عظم ولا صغر واعلموا ان المنكرين هم المكذبون وان المكذبين هم المنافقون وان الله تعالى قال: [إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا](22)
انهم (يريدون ان استطاعوا ان يردوا أهل الحق عما اكرمهم الله به من النظر في دين الله الذي لم يجعل الله شياطين الانس من أهله ارادة ان يستوي اعداء الله وأهل الحق في الشك والانكار والتكذيب فيكونون سواء كما وصف الله في كتابه من قوله سبحانه [وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً](23)
ثم نهى الله أهل النصر بالحق ان يتخذوا من اعداء الله ولياً ولا نصيرا فلا يهولنكم ولا يردونكم عن النصر بالحق الذي خصكم الله به من حيلة شياطين الانس ومكرهم وحيلهم ووساوس بعضهم الى بعض فان اعداء الله ان استطاعوا صدوكم عن الحق فيعصمكم الهل من ذلك فاتقوا الله وكفوا السنتكم الا من هير واياكم ان تزلقوا السنتكم بقول الزور والبهتان والاثم والعدوان فانكم ان كففتم السنتكم عما يكره الله مما نهاكم عنه كان خير لكم عند ربكم من ان تزلفوا السنتكم فان ذلك اللسان فيما يكره الله وفيما ينهى عنه لدناءة العبد عند الله ومقت من الله وصمم وعمى وبكم يروثه الله اياه يوم القيامة فيصبر كما قال الله: [صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَرْجِعُونَ](24) يعني لا ينطقون [وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ](25)
واياكم وما نهاكم الله عنه ان تركوبه وعليكم بالصمت الا فيما ينفعكم الله به في أمر آخرتكم ويؤجركم الله عليه واكثروا من التهليل والتقديس والتسبيح والثناء على الله والتضرع اليه والرغبة فيما عنده من الخير الذي لا يقدر قدره ولا يبلغ كنهه أحد.
فاشغلوا السنتكم بذلك عما نهى الله عنه من اقاويل الباطل التي تقب اهلها خلوداً في النار لمن مات عليها ولم يتب الى الله منها ولم ينزع عليها عنها ...
فاتقوا الله ايتها العصابة الناصبية ان اتم الله لكم ما اعطاكم فانه لا يتم الامر حتى يدخل عليكم مثل الذي دخل على الصالحين قبلكم وحتى تبتلوا في انفسكم وأموالكم وحتى تسمعوا من اعداء الله اذىً كثيراً.
فتصبروا وتعركوا بجنوبكم ومتى يستذلوكم ويبغضوكم وحتى يحملوا عليكم الضيم فتحتملوه منهم تلتمسون بذلك وجه الله والدار الآخرة وحتى تكظموا الغيض الشديد في الاذي في الله...
ثم سلوا الله ان يعطيكم الصبر على البلاء في السراء والضراء والشدة والرخاء مثل الذي اعطاهم الانبياء والصالحين (واياكم ومماضة) أي التعلق الشديد والتعويذ (اهل الباطل وعليكم بهدى الصالحين ووقارهم وسكنتهم وحلمهم وتخشعهم وورعهم عن محارم الله وصدقهم ووفائهم واجتهادهم لله في العمل بطاعته فانكم ان لم تفعلوا ذلك لم تنزلوا عند ربكم منزلة الصالحين قبلكم.
وأعلموا ان الله تعالى اذا اراد بعبد خيراً شرح صدره للإسلام فاذا اعطاء ذلك نطق لسانه بالحق وعقد قلبه عليه فعمل به فاذا جمع الله له ذلك تم اسلامه وكان عند الله ان مات على ذلك الحال من المسلمين حقا واذا لم يرد الله بعبد خيراً وكله الى نفسه وكان صدره ضيقاً حرجاً فان جرى على لسانه حق لم يعقد قلبه عليه...
فاتقوا الله وسلوه ان يشرح صدوركم للإسلام وان يجعل السنتكم تنطق بالحق حتى يتوفاكم وانتم على ذلك وان يجعل منقلبكم منقلب الصالحين ولا قوة الا بالله والحمد لله رب العالمين... ).
تمت الرسالة المباركة من الإمام الصادق(ع) العظيم المبارك وقد تجاوزت عن بعضها في 15 موضع روماً للأختصار(26)


(1)محمد " 47/16.

(2)البقرة 2/14-15.

(3)الوسائل ب1 ح1 جهاد العدو.

(4)الوسائل ب1 ح1 جهاد العدو.

(5)الوسائل ب1 ح16 جهاد العدو.

(6)الوسائل ب1 ح17جهاد العدو.

(7)الوسائل ب1 ح20جهاد العدو.

(8)الوسائل ب59 ح1 جهاد العدو.

(9)الوسائل 60/2 جهاد العدو.

(10)الوسائل 66 جهاد العدو.

(11)المائدة 5/45.

(12)الوسائل 5/ح2 جهاد العدو.

(13)ص /28.

(14) المائدة/21.

(15) الانبياء/73.

(16)القصص/41.

(17)آل عمران 3/144.                                                                                       

(18)أنعام /120.

(19)الاسراء 17/7.

(20)النساء4/69.

(21)الانبياء 21/28.

(22)النساء 4/145.

(23)النساء 4/89.

(24)البقرة/18.

(25)المراسلات 77/36.

(26)نقلها في المهذب 15/في خاتمته عن الوافي: ج14 ب14 ص30.