6- تقسيم الاعمال

حكم- الاعمال الجسدية اما جوارمية واما جوانحية ففي الحديث (ان الايمان عقيدة بالجنان وقول باللسان وعمل بالاركان) وكل من القلبية والعضوية شرية وخيرية وكل منهما تشهد وتنقص حتى يكون الشرير في اسفل السافلين من الجحيم كما في الآية [إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ...145](1), [فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَابًا شَدِيدًا وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ27](2), ويكون المؤمن الطيب الطاهر الذي يعمل صالحاً ويتحرى عمل الخير ويحسن خلقه ويحكم احسانه مع الناس وخيره عند الله حتى يكون في اعلى عليين كما في آيات [وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى 75 جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى76](3).
حكم- ورد عن النبي (ص) : (من اتى الله عز وجل بما افترض عليه فهو من أعبد الناس ومن ورع عن محارم الله فهو من اورع الناس)(4) , يتصور الجاهلون بان هذه مبالغة ويقول كيف انه مجرد اداء الواجبات يعتبر من اعبد الناس ويترك المحرمات فهو من اروع الناس ولكنهم ان يتوسعوا بمعنى الفرائض وفروعها ودقايقها وحقائقها مما يعمل بالبدن او بالفكر او بالقلب لما رأوا عبد من عرفوه قد اصاب هذه الصفة والشرف الرفيع وكذلك لو دقق بالمحرمات القلبية والعقلية والجسدية لما استطاع تطبيق هذ الشرف العظيم على أحد واني اعلن لربي اني بعد لم احصل على هذا الشرف ولم ابلغ هذه الرتبة [وَمَا أُبَرِّىءُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ53](5).
فلا يسعني الا ان اقول: (فارحم عبدك الجاهل وجد عليه بفضل احسانك انك جواد كريم)(6)


(1) سورة النساء 4/145.

(2) سورة فصلت 41/27.

(3) سورة طه 20/75 – 76.

(4) الوسائل ب21 ح15 جهاد النفس.

(5) سورة يوسف 12/53.

(6) دعاء الافتتاح من ادعية شهر رمضان في مفاتيح الجنان 179.