38- الرفق والخرق

حكم- ذكر امير المؤمنين (ع) في دعاء الصباح (صل اللهم على الدليل اليك في الليل الاليل...وعلى آله الاخيار المصطفين الابرار وافتح اللهم لنا مصاريع الصباح بمفاتيح الرحمة والفلاح...واغرس اللهم في شرب جاني ينابيع الخشوع واجر اللهم لهيبتك في آماقي زفرات الدموع وأدب اللهم نزق الخرق مني بأزمة القنوع...)(1), الاليل: هو شديد الظلام, المصرع: هو جانب ابواب الصباح جمعها مصارع ومصاريع, وجناني: هو بفتح الجيم يعني قلبي, واماقي: اطراف عيني من جانبي الاجفان, والزفرة: هو صوت البكاء او الرذاذ الذي تنزوا من الفم عند البكاء واستعمالها هنا اجزاء الدموع المتطايرة عند اشتداد البكاء جمعها زفرات, النزق: هو التميع الذي يحدثه الفاسق السفيه في تكلمه او تمايل بدنه السكران في مشيه او وثبه وتسرع الذي يطفر عالياً مع الطيش والهوس والخفة الحمقاء في النطق او في الفعل, والخرق: ضد الرفق الذي يمزق الشيء بلا ملاحظة لشعور الآخرين خصوصاً بالكلام الفاحش البذيء او بالحركة المؤذية للآخرين والخارق هو الممزق والمشقق للشيء, وفي الحديث قال رسول الله (ص) : (ما وضع الرفق على شيء الا زانه ولا وضع الخرق على شيء الا شانه فمن اعطي الرفق اعطي خير الدنيا والآخرة ومن حرمه حرم خير الدنيا والآخرة)(2), وعنه (ص) : (الرفق خير والخرق شؤم), وعن الامام الكاظم (ع) : (اي هشام عليك بالرفق فان الرفق خير والخرق شؤم ام الرفق والبر وحسن الخلق يعمر الدنيا ويزيد في الرزق)(3).

وعن علي بن الحسين (ع) قال: (كان آخر ما اوصى الخضر موسى بن عمران انه قال: لا تعيرن احداً بذنب فان احب الامور الى الله ثلاثة, القصد في الجدة والعفو في المقدرة والرفق لعباد الله وما ارفق احد باحد في الدنيا الا رفق الله به يوم القيامة)(4), وعن النبي (ص) : (الرفق رأس الحكمة اللهم من ولي شيئاً من امور أمتي فَرفقَ بِهم فارفق بهِ ومن شق عليهم فاشقق عليه)(5).


(1) دعاء الصباح في مفاتيح الجنان 60.

(2) مستدرك الوسائل 27/5 و1 جهاد النفس.

(3) مستدرك الوسائل 27/13 و15 جهاد النفس.

(4) مستدرك الوسائل 27/13 و15 جهاد النفس.

(5) مستدرك الوسائل 27/13 و15 جهاد النفس.