أصول ديننا خمسة وهي:

1- التوحيد: إن الله واحد لا شريك له.

2- العدل: إن الله عادل لا يظلم أحداً.

3- النبوة: إن الله تعالى أرسل أنبياء كثيرين ليهدوا البشر.

4- الإمامة: إن الله جعل بعد الأنبياء أوصياء يبلّغون رسالته وجعل لنبينا محمد (صلى الله عليه وآله) اثني عشر إماماً من بعده.

5- المعاد يوم القيامة: إن الله قدّر يوماً يقوم فيه الناس والبهائم والجن والملائكة بعد الموت ليحاسبهم فيدخل المسيء من الجن والإنس النار وأشد العقاب، وللمحسنين الجنة وأجزل الثواب.

شرح أصول الدين:

الأول - التوحيد: إن الله واحد وهو شيء لا كالأشياء، فليس بجسم ولا يصاب بالحوادث من صحة ومرض وغضب وضحك وغير ذلك، وليس له أجزاء وأعضاء ولا هو جزء من غيره وكل ما ورد في القرآن أو الحديث مما يظهر منه تغير أحوال الله سبحانه أو كونه جسماً وما شابه يجب تأويله وملاحظة ما يخالفه.

ولا يمكن التعرّف على ذاته المقدسة، ولو أمكن للعقل أن يدركه لأصبح العقل هو الله لأنّ الذي يدرك الشيء لابد أن يكون أوسع من الشيء وأولى منه بالربوبية، فكيف يصح للعقل أن يكون أوسع من الله؟ وكيف يكون المخلوق أقوى من الخالق؟! والأولى من ذلك أن يرى ولا يسمع صوته إلا أنه يخلق صوتاً فيسمع بعض الأنبياء كموسى ومحمد (صلى الله عليه وآله)، وصفاته الثبوتية هي:

إن الله سبحانه وتعالى عالم بكل شيء، وقادر على كل شيء، وسرمدي لا يزول، ومدرك لكل شيء، ومختار غير مجبور فيما يضع، ويضع كل شيء في موضعه.

والتوحيد الذي يجب علينا فهمه هو توحيد الله بالذات فلا إله غيره، وفي العبادة فلا يصح عبادة غيره، وفي الصفات فصفاته عين ذاته وليس هو وعلمه شيء آخر طرأ عليه.

الثاني - العدل: إن الله عادل وليس كما يقول بعض الجهال إنه يقدِّر المعصية ويأمر بها ثم يعاقب الفاعل في الآخرة بالنار عليها، ويقول الخير والشر كله من الله نعوذ بالله، إن الذي يطلب الشر هو السفيه الفاسق والله سبحانه هو الحكيم العادل فكيف يفعل الشر؟ (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ).

الثالث - النبوّة: إن الله تعالى أرسل (124) ألف نبي إلى البشرية أولهم آدم (عليه السلام) وآخرهم محمد (صلى الله عليه وآله).

وأفضلهم المبشرون المنذرون الذين ورد ذكرهم في القرآن وهم (28) نبياً وآخرهم النبي محمد (صلى الله عليه وآله).

وهم على التسلسل:

1- آدم أبو البشر.

2- نوح (عليه السلام) أبو البشر الثاني.

3- إدريس (عليه السلام) عالم الكيمياء والبناء والخياطة وهو الجد السادس لإبراهيم (عليه السلام).

4- صالح (عليه السلام) صاحب ثمود الأولى.

5- هود.

6- إبراهيم الخليل (عليه السلام) ولد في العراق وهاجر إلى مصر وفلسطين والحجاز.

7- إسحاق (عليه السلام) ابن إبراهيم (عليه السلام).

8- لوط ابن خالة إبراهيم وأخو زوجته سارة، بُعث إلى قومه في الأردن حتى أهلكهم الله.

9- إسماعيل (عليه السلام) الذبيح الأول جد النبي محمد (صلى الله عليه وآله) بن إبراهيم (عليه السلام).

10- يعقوب بن إسحاق ولد في فلسطين وهاجر إلى مصر ثم نقلت جنازته إلى فلسطين أيضاً.

11- يوسف بن يعقوب ولد في فلسطين وهاجر إلى مصر ونقلت جنازته إلى الخليل في فلسطين.

12- أيوب زوج رحمة حفيدة يوسف.

13- ذو الكفل وهو بشير بن أيوب وأمه رحمة.

14- موسى بن عمران ولد في مصر وانتقل إلى فلسطين وتوفي في (التيه) واسم أمه يوخابيد.

15- هارون وصي موسى مثل موسى بالانتقال.

16- يونس بن متّى بُعث إلى قومه في الموصل.

17- شعيب أبو زوجة موسى بُعث إلى مدين على البحر الأحمر ثم بُعث إلى أصحاب الأيكة.

18- إلياس (الخضر) الذي بُعث إلى بعلبك وحطم بعلاً الصنم وهو الذي نبّه موسى على بعض أوامر الله تعالى.

19- يوشع بن نون وصي موسى.

20- لقمان الحكيم الذي عاش آلاف السنين.

21- داود صانع الدروع والذي كانت الجبال تتجاوب معه بالتسبيح.

22- سلميان (عليه السلام) الملك صاحب البساط الطائر.

23- زكريا (عليه السلام) أبو يحيى مربي مريم.

24- يحيى ابن خالة عيسى.

25- عيسى بن مريم الذي بميلاده اتخذ التاريخ.

26- اليسع.

27- إسكندر والظاهر أنه نبي وليس برسول وهو إمبراطور عالمي من أهل مكدونيا، وقد سافر من غرب الأرض شمال أفريقيا إلى شرقها الصين، ورجع جنوباً وغرب أفريقيا وهي السوداء والظاهر أنه توفي في (أربيل) شمال العراق.

28- النبي محمد صلى الله عليه وآله وعلى الأنبياء أجمعين وهو سيد الأنبياء وخاتمهم.

والخلاف في نبوة خضر إلياس ولقمان والاسكندر.

وأفضلهم أولو العزم وهم خمسة: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (صلى الله عليه وآله) وأفضلهم محمد.

والأنبياء كلهم معصومون عن الخطأ مبرّأون عن المعاصي وإلا لما صحّ للناس اتباعهم ووجب تركهم، بينما قد بين الله في القرآن فضلهم ووجوب اتباعهم وذمَّ الذين عصوهم وعاقبهم.

وثبت أن أجداد الأنبياء من جهة الأب كلهم موحدون مؤمنون وليس بكفرة، لأن الكافر نطفته خبيثة ولا يصحّ للنبي أن يكون من نطفة خبيثة لأنهم ليسوا كعادي المؤمنين وإنما هم سفراء الله في الأرض.

وقد ورد أنهم ينتقلون من أصلاب طاهرة إلى أرحام المطهرات، وأما حديث (يخرج الخبيث من الطيب والطيب من الخبيث) فإنها لغير سفراء الله تعالى.

والفروق بين النبي والرسول عديدة منها: إن الرسول يُوحى إليه، ويرى الملائكة المرسلة إليه بتبليغه من قبل الله تعالى، ويقوم بالأمر بلا آمر له كذلك حتى غير أولي العزم.

والنبي تابع للرسول ولا يوحى إليه مستقلاً وهو مأمور من قبل الرسل.

الرابع - الإمامة: وجب على رسول الله أن يوصي المسلمين بأئمة من بعده لأنه (صلى الله عليه وآله) قال: (من مات بلا وصية مات ميتة الجاهلية)، وهو أولى بتطبيق حديثه وقد نصب بقوله: (خلفت فيكم الثقلين؛ كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما فلن تضلوا من بعدي أبداً) كما في صحاح مسلم والترمذي.

وقال: (فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله) في حديث الغدير المجمع عليه.

وقال: (ستفترق أمتي إلى ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة والبقية في النار).

وقال: (يا علي أنت وشيعتك الفائزون بالجنة).

وقال: (من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة الجاهلية).

وقال: (الأئمة من بعدي اثنا عشر إلى يوم القيامة).

ومعناه أنه لا يخلوا زمان إلا فيه إمام لهذه الأمة ومن مات لا يعرفه فهو جاهلي.

وقال: (الأئمة من بعدي اثنا عشر كلهم من قريش آخرهم مهديهم لا يقوم حتى تملأ الأرض ظلماً وجوراً فيملأها قسطاً وعدلاً).

وهذه الأحاديث مما اتفق عليها علماء ومحدثو السنة والشيعة بلا شبهة من أحد، راجع الفصول المهمة والمراجعات والنص والاجتهاد والغدير وغيرها.. وكلها مفصلة ومصادرها من المتفق عليها عند السنة والشيعة.