أقوال المخالفين

وهكذا راجع في تيسير الوصول وتاريخ الخلفاء وتاريخ بغداد وفي ينابيع المودة للحنفي. وإليك بعض ما ورد في نبينا وأئمتنا من قبل المخالفين والظالمين:

1) النبي محمد (صلى الله عليه وآله):

قال عنه محاربوه الطلقاء: (إنك أخ كريم وابن أخ كريم).

وقال معاوية: (هذا ابن أبي كبشة يصرخ به كل يوم خمس مرات على المآذن قد قرن اسمه باسم الله، لا والله إلا قتلاً قتلاً لا والله إلا دفناً دفناً) يعني لشيعة علي (عليه السلام)، أجاب بهذا ابن شعبة حين قال له بعد قتل أمير المؤمنين (عليه السلام): (خفف عن الشيعة كفاك فيهم قتلاً وتشريداً).

ذكر هذا الخبر في (الموفقيات) لابن بكار ومروج الذهب: ج2 ص241، وفي الغدير: ج1 ص285.

2) الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام):

قال أبو بكر وعمر: (بخٍّ بخٍّ لك يا علي أصبحت مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة).

وقالت عائشة: (ما رأيت رجلاً أحبّ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) منه أما أنه لأعلم الناس بالناس)(10).

وقال معاوية في علي شعراً:

خير الورى من بعد أحمد حيدر فالناس أرض والوصي سماء

فأجابه عمرو بن العاص:

ومناقب شهد العدو بفضلها والفضل ما شهدت به الأعداء

وقال يزيد:

كمليحة شهدت لها ضراؤها والحسن ما شهدت به الضراء

3) فاطمة الزهراء(عليها السلام):

أبو بكر قال حين غصب أرضها في جواب خطبتها: (يا خيرة النساء وابنة خير الآباء)(11).

وقالت الزهراء (عليه السلام) لأبي بكر وعمر: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: (رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني) قالا: نعم سمعنا، قالت: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه.

وقالت لأبي بكر: (والله لأدعونّ عليك في كل صلاة أصليها)(12).

4) الحسن بن علي أمير المؤمنين (عليه السلام):

قال أبو هريرة: (يا أيها الناس مات اليوم حبيب رسول الله (صلى الله عليه وآله) وآله فابكوا).

وقال واصل بن عطاء: (كان الحسن بن علي (عليه السلام) عليه سمات الأنبياء وبهاء الملوك). ولما جاء خبر موته كبّر معاوية فرحاً.

فقالت فاختة بنت قرظة بموته: (إنا لله وإنا إليه راجعون وبكت وقالت: مات سيد المسلمين وابن بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال معاوية: نعم والله انه كان كذلك أهلاً أن تبكي عليه)(13).

5) الإمام الحسين بن علي أمير المؤمنين (عليه السلام) :

قال عمر بن الخطاب: (فإنما أنبت ما ترى في رؤوسنا الله ثم أنتم).

وقال عثمان بن عفان في الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر (عليهم السلام): (فطموا العلم فطماً وحازوا الخير كله).

وقال أبو هريرة حين دخل الإمام (عليه السلام): (فظننت أن النبي قد بُعث)، وقال عمرو بن العاص: (هذا أحب أهل الأرض إلى أهل الأرض والى أهل السماء اليوم)(14).

6) الإمام زين العابدين (عليه السلام):

قال الإمام مالك: (سمّي زين العابدين لكثرة عبادته)، وقال سفيان الثوري: (ما رأيت هاشمياً أفضل من زين العابدين ولا أفقه منه).

وقال محمد بن طلحة الشافعي: (هذا زين العابدين قدوة الزاهدين وسيد المتقين وإمام المؤمنين شيمته تشهد له أنه من سلالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسمته يثبت مقام قربه من الله زلفى، وثفناته تسجل بكثرة صلاته وتهجده وإعراضه عن متاع الدنيا ينطق بزهده فيها.. وله من الخوارق والكرامات ما شوهد بالعين الباصرة وثبت بالأخبار المتواترة وشهد له أنه من ملوك الآخرة)(15).

7) وفي الإمام محمد الباقر (عليه السلام):

قال ابن خلكان: (كان أبو جعفر محمد بن علي (رضي الله عنهم أجمعين)، الملقب بالباقر أحد الأئمة الاثني عشر وكان الباقر عالماً سيد كبيراً.. وفيه يقول الشاعر:

يا باقر العلم لأهل التقى وخير من لبّى على الأجبل)(16)

وهكذا تجد فيهم (عليهم السلام) مديحاً كثيراً في الصواعق المحرقة وحلية الأولياء وأخبار الدول وسبائك الذهب وجامع كرامات الأولياء.

8) وفي الإمام الصادق (عليه السلام):

قال أبو حنيفة: (ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد)، وقال: (لولا السنتان لهلك النعمان) إذ حضرهما عنده ولمن سأله عن الإمام الحق قال: (المستحق جعفر الصادق لأنه إمام الحق).

وقال مالك بن أنس إمام المالكية: (ما رأت عين ولا سمعت أذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق علماً وعبادة وورعاً)(17).

9) وفي الإمام الكاظم (عليه السلام):

قال هارون الرشيد لابنه: (هذا إمام الناس وحجة الله على خلقه وخليفته على عباده يا بني هذا وارث علم النبيين هذا موسى بن جعفر إن أردت العلم الصحيح فعند هذا).

وقال شيخ الحنابلة أبو علي الخلال: (ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلاّ وسهل الله تعالى لي ما أحب)(18).

10) وفي إمامنا الثامن علي الرضا (عليه السلام):

قال ابن حجر الهيثمي: (علي الرضا هو أنبههم ذكراً وأجلّهم قدراً ومن ثم أحلّه المأمون محلّ مهجته وأنكحه ابنته وأشركه في مملكته وفوض إليه أمر خلافته).

وقال القرماني الدمشقي في أخبار الدول ص115: (كانت مناقبه علية وصفاته سنية كان رضي الله عنه قليل النوم كثير الصوم).

11) وفي الجواد (عليه السلام):

قال المأمون حين اختبره وهو صبي في سمكة ألقاها إليه باز فقال الإمام (عليه السلام): (إن الله تعالى خلق في بحر قدرته سمكاً صغاراً يصيدها بزاة الملوك والخلفاء ثم تختبر بها سلالة أهل بيت المصطفى). فعجب منه المأمون وزوّجه ابنته وقال: (اخترته لتبريزه على كافة أهل الفضل في العلم والفضل مع صغر سنّه والأعجوبة فيه بذلك..)(19).

12) وفي الإمام علي الهادي (عليه السلام):

قال أبو عبد الله الجنيدي: (والله تعالى لهو خير أهل الأرض وأفضل من براه الله تعالى)، وقال الحافظ ابن كثير: (وأما أبو الحسن علي الهادي فهو ابن محمد الجواد.. أحد الأئمة الاثني عشر وهو والد الحسن العسكري وقد كان عابداً زاهداً..)(20).

13) وفي إمامنا الحادي عشر الحسن العسكري (عليه السلام):

قال الطبيب بختيشوع: (هو أعلم في يومنا هذا من كل من هو تحت السماء).

وقال أحمد بن عبد الله بن خافقان: (ما رأيت ولا عرفت بسرّ من رأى رجلاً من العلوية مثل الحسن بن علي.. في هديه وسكونه وحفاظه ونبله وكبرته عند أهل بيته وبني هاشم كافة وتقديمهم إياه على ذوي السن فيهم والخطر وكذلك كانت حاله عند القواد والوزراء وعامّة الناس..)(21).

14) وفي إمامنا الثاني عشر الحجة ابن الحسن المهدي (عليه السلام):

روى حكومته وأنه يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً في الصحاح العامة الستة وهي البخاري ومسلم ومسند أبي داود والترمذي وسنن ابن ماجة والنسائي، بل ذكرته كل كتب المحدثين وقال ابن حجر الهيثمي: (أبو القاسم محمد الحجة وعمره بعد وفاة أبيه خمس سنين أتاه الله فيها الحكمة ويسمّى القائم المنتظر)(22).