المعاد

الخامس من أصول الدين المعاد يوم القيامة: وهي إن الله سبحانه خلق الإنسان خلق متقلباً من حال إلى حال.

 

الأحوال التي ينتقل إليها الإنسان حتى دخول الجنة أو النار - نعوذ بالله -:

أ) حال الطين: قال تعالى: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ)(30).

ب) حال الذر: (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى)(31).

ج) حال الماء: (وَاللهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ)(32).

د) حال التراب: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ..)(33).

هـ) حال الزرع: (وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتاً)(34).

و) حالة النطفة: تتكون في ظهر الرجل ثم في بيضته وتختلط في الذر المقرر فيها وفي صدر المرأة ثم بويضها وتختلط مع الذر الذي لها: (فَلْيَنْظُرِ الإِنْسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ)(35)، الصلب: ظهر الرجل، والترائب: صدر المرأة.

ز) عالم الرحم: حين اتصال الرجل بالمرأة يقدر الله تعالى باختلاف المائين خلق نسمة يتكون جنيناً، إما ذكراً أو أنثى ويتدرج من نطفة إلى علقة وهي قطعة دم إلى مضغة، وهي قطعة لحم إلى عظام ثم يكسى العظم فتبارك الله أحسن الخالقين ثم ينفخ فيه الروح في الشهر الرابع.

ح) عالم الدنيا: وهو حين يولد إلى الموت.

ط) حالة النزع: وهي خروج روحه صبياً أو شاباً أو شيخاً أو عجوزاً بمرض أو قتل أو صحة وفجأة وقد يطول النزع وقد يعجل به وقد يكرر فيموت ثم ترجع إليه الروح ويموت وهكذا.. وقد يشتد النزع وقد يخفّف وهكذا، وبالمناسبة نقرأ هذا الدعاء: (اللهم ارحمني عند الموت وهون علي سكرات الموت وارضني إلى ملك الموت ولا تعذبني بعد الموت يا فاطر السموات والأرض أنت وليي في الدنيا والآخرة توفني مسلماً وألحقني بالصالحين برحمتك يا أرحم الراحمين).

ي) عالم البرزخ: وهي المدة التي ما بين الموت إلى قيام الساعة ويرى فيها قصره ونعيمه إن كان من أهلها ويدعو الله بتعجيل القيامة لينعم بمأواه، ويرى جحيمه وتحريقه إذا كان من أهله ويتوسل بالله بتأخير القيامة لئلا يعجل بروحه إلى نار جهنم والعذاب الأليم التي كان يصيبه في قبره شيء منها كما يصيب أهل النعيم شيء منه فالقبر إما روضة من رياض الجنان وإما حفرة من حفر النيران.

كما أن الموت العام على مراحل:

1- النفخة الأولى: يموت فيها جميع المخلوقات (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ)(36).

2- البرزخ: وهي الكون في القبر وكونه (إما حفرة من حفر النيران أو روضة من رياض الجنان) كما في الخبر.

3- القيام من القبر في النفخة الثانية: وفيها مشاهد منها المرور على الصراط وتكلم الأعضاء والجوارح دون اللسان وتكلم اللسان دون الجوارح واجتماع المؤمنين وتباشرهم والفاسقين ودعاء بعضهم على بعض وتطاير الكتب وميزان الأعمال وكون عمل كل شخص معلقاً في عنقه وأخذه كتابه إما بيمينه أو بيساره أو من وراء ظهره وإصابة بعض الفاسقين نفحات النار وسحب المجرمين بالسلاسل ونصب حوض الكوثر يشرب منه المؤمنون بيد محمد(صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) وتقدم فقراء المؤمنين للجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام وحصول شفاعة النبي وأهل بيته لبعض الناس وإدخال المجرمين النار والمؤمنين الجنة. وشكوى القرآن والمسجد والعالم الذي يعيش بين جهال ولا يسأله أحد وشكوى الأنبياء والأوصياء عليهم الصلاة والسلام من أعدائهم وقاتليهم وغير ذلك من المشاهد وبهذا انتهت بحوث أصول الدين.

الباب الثالث