فصل في الستر والساتر

حكم- في الستر بحثان بحث مطلق الستر امام الآخرين من الجنسين وبحث الستر لخصوص الصلاة او الطواف, ونبدأ بمطلق الستر وبمطلق الجنس, فان الله اراد عدم التماس الجنسي أي الشهوي بين الناس فامر بستر كل عضو يعد عورة شرعاً وعرفاً امام الآخرين ومعنى العورة هي كل عضو اذا ظهر (يعتور) يؤثر في نفوس الآخرين ويبعث فيهم الرغبة بالجماع سواء الحلال كما بين الزوج والزوجة او حرام كما بين المرأة والرجل التي لاتحل له او بين المرأة والمرأة والرجل والرجل فذكر الرجل ودبره عورة عند جميع الناس وللجنسين, وتحليل رؤيتها للزوجة انما هو لدعوة الشرع النساء لرغبة ازواجهن واذا ابدى الرجل عورته لزوجته كذلك لترغيب الشرع لكليهما لهما واما صدر الرجل او بطنه او ثديه او سائر اعضائه غير العورتين فليست بعورة امام الرجال ولا أمام النساء فانهم لا يرغبون بجماع المنظور الا من شواذ الناس من الرجال والنساء, والشاذ لا يحسب له حساب العام وانما يقيد ويحرم عليه بخصوصه فكشف الرجل جسمه غير العورة امام المرأة التي تتأثر برؤيته يمنع بالخصوص ولا يمنع امام عموم النساء او

الرجال, واما المرأة فرؤية كل عضو منها يدعو للشهوة فهي كلها عورة واستثني من ذلك الوجه والكفين والقدمين فان العرف العاقل لا يتحرك للتشهي بها ما لم يصحبه تزيين او تعطير وما شابه كما استثني ممارسة الحياة مع المحارم فان الطبيعة البشرية العاقلة حتى غير الملتزمين منهم بالدين فانهم يغارون على اعراضهم من انفسهم ومن غيرهم فلا يتشهى لحمه ولا يخوض بدمه فلذلك اجاز الشرع والعرف تكشف المرأة امام محارمها بكل بدنها الا العورتين, الا الانسان الشاذ بفسقه بحيث ينظر لمحرمه بشهوة فهذا تستتر منه كالاجنبي أو اشد لانه خائن لكل المبادئ, واستجابة لامر الشيطان الرجيم تحرك بعض الفسقة السفهاء وبمساعدة بعض الفاسقات وبدعم حكام المسلمين الظلمة والمفسدين لشعوبهم والدليل على ذلك الافساد العظيم وسائل اعلامهم بين اوامر تعسفية وحياة بوليسية جائرة وبين خطباء السلاطين المخالفين للحق واهله والكائدين بالمؤمنين وفي خطبهم ينزلون بالمديح وتبييض وجوه اسلافهم القتله المجرمين ومن كل هذا او ذاك, قامت في بعض الشعوب دعوة المطالبة بحقوق المرأة وبعض الخطب من ابناء الشوارع قد حرص بان الاسلام قد ظلم المرأة وان الحرية لازمه للمرأة, ويعنون بالحرية ان لها ان تتصرف ما شاءت من حب وعشق من شاء وتطلق زوجها وبيدها ان تربي اولادها او تنفر من اولادها وتضعهم في الحاضنات العامة مع ابناء الزنا واللقطاء, تنزع من ثيابها ما شاءت امام من شاءت وحتى رأينا النساء السافرات الملعونه في القناة الفضائية تصرح بان المرأة المحجبة المعصبة رأسها انها فاجرة وتريد ان تتستر على فسادها فتعصبت وتحجبت.
وما اريد ان استطرد في هذا المجال وانما احببت ان انبه ابناءنا وبناتنا الطلاب والطالبات والمقلدين في العالم ان لا ينخدعوا لدعوات المتجددين ذوي العقول الضعيفة انما يستجيبون لدعوات المتجديين المثقفين المتدينين , وبالجملة ان الله جعل وظيفة الرجل مناسبة لبدنه فهو اقوى من المرأة فيستطيع تحمل مشاق العمل وجلب الرزق, والمرأة اوضح الله وظيفتها من اعضائها فهي تحمل وتولد وتحتضن وتربي الاجيال نعم لا بأس ان تسترزق ببعض الاعمال المناسبة لبدنها بشرط الحفاظ على عفتها وحجابها واستقلالها وزوجها وشؤونها وعدم الفساد في الارض.