من آداب صلاة العيد: خروج الامام الرضا(ع) للصلاة:

حكم- ان الائمة المعصومين (ع) يستغلون كل فرصة لتحريك المجتمع وتعليمهم الخشوع والتبتل الى الله تعالى واثارة روح التقوى والذكر والتسبيح فيهم فقد روي عن ياسر الخادم والريان بن الصلت (لما حضر العيد بعث المأمون الى الرضا (ع) يسأله ان يركب ويحضر العيد ويصلي ويخطب فبعث اليه الرضا (ع)قد علمت ما كان بيني وبينك من الشروط في دخول هذا الامر...فان اعفيتني من ذلك فهو احب إليّ وان لم تعفني خرجت كما خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وامير المؤمنين (ع)؟ فقال المأمون اخرج كيف شئت...فاجتمع القواد والجند على باب ابي الحسن (ع) فلما طلعت الشمس قام (ع) فاغتسل وتعمم بعمامة بيضاء من قطن القى طرفا منها على صدره وطرفاً بين كتفيه (وتشمر) رفع ثيابه ثم قال لجميع مواليه: (افعلوا مثل ما فعلت) ثم اخذ بيده عكاز ثم خرج ونحن بين يديه وهو حاف قد شمر سراويله الى نصف الساق وعليه ثياب مشمرة فلما مشى ومشينا بين يديه رفع رأسه الى السماء وكبر اربع تكبيرات فخيل لنا ان السماء والحيطان تجاوبه والقواد والناس على الباب قد تهيئوا ولبسوا السلاح وتزينوا باحسن الزينة, فلما طلعنا عليهم بهذه الصورة وطلع الرضا (ع) وقف على الباب وقفة ثم قال الله اكبر الله اكبر الله اكبر على ما هدانا والله اكبر على ما رزقنا من بهيمة الانعام والحمد لله على ما ابلانا نرفع بها اصواتنا, قال ياسر فتزعزعت مرو بالبكاء والضجيج والصياح لما نظروا الى ابي الحسن (ع) وسقط القواد عن دوابهم ورموا خفافهم لما رأوا ابا الحسن (ع) حافياً وكان يمشي ويقف على عشر خطوات ويكبر اربع تكبيرات فتخيل الينا ان السماوات والارض والجبال تجاوبه وصارت مرو ضجة واحدة بالبكاء, وبلغ المأمون فقال له الفضل يا امير المؤمنين

ان بلغ الرضا المصلى على هذا السبيل افتتن الناس به والرأي ان تسأله ان يرجع فبعث اليه المأمون فسأله الرجوع فدعا ابو الحسن (ع) بخفه فلبسه وركب ورجع(1).


(1)الوسائل ب19 العيد.