فصل صلاة الآيات:

حكم- الى هنا انتهينا من الصلوات اليومية المفروضة بكل اشكالها من افراد وجماعة وجمعة واعياد وتقصير وخوف وقضاء واجارة ونيابة وشرعنا بفرائض الصلوات غير اليومية وليس الا صلاة الآيات لان صلاة الميت قد فصلت في احكامه وصلاة الطواف قد فصلت باحكام الحج وعلى الله التوكل وبه الاعتصام.
حكم- قبل ان نطرح احكام صلاة الآيات لا بد ان ننبه الى ما ينتشل المصابين بهذه البلاءات من الذكر والقرآن والدعاء اجمالاً حتى يحصن المؤمنون انفسهم بالتقرب الى الله قبل نزول البلاء من زلزلة او حريق او فيضان النهر وغرق البلاد وغيرها من المصائب التي تكثر هذه الايام.
حكم-

  1.  مأة آية: ذكرنا في مسك ختام الصلاة الحديث (اذا خفت امراً فاقرأ ماءة آية من القرآن من حيث شئت ثم قل اللهم اكشف عني البلاء ثلاث مرات)(1).
  2. تعقيب الفرايض: وكذلك الدعاء عن زرارة عن ابي جعفر (ع) قال: (اقل ما يجيزك من الدعاء بعد الفريضة ان تقول: اللهم اني اسألك من كل خير احاط به علمك واعوذ بك من كل شر احاط به علمك اللهم اني اسألك عافيتك في اموري كلها واعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة)(2).
  3. تعقيب الصبح
  4. حكم- عن محمد بن مسلم عن ابي عبد الله (ع) قال: (من قال بعد صلاة الصبح قبل ان يتكلم "بسم الله الرحمان الرحيم لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم" يعيدها سبع مرات دفع الله عنه سبعين نوعاً من

    انواع البلاء ومن قالها اذا صلى المغرب قبل ان يتكلم دفع الله عنه سبعين نوعاً من انواع البلاء اهونها الجذام والبرص)(3).

  5. الاستغفار
  6. حكم- قال الله تعالى [فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا10 يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا11 وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا12](4), وقد ورد ان الاستغفار يقضي كل حاجة ويدفع كل بلاء وهو مجرب.

  7. سورة التوحيد: عن ابي عبد الله (ع) قال: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع ان يقرأ في دبر الفريضة بقل هو الله احد فان من قرأها جمع الله له خير الدنيا والآخرة غفر الله له ولوالديه وما ولدا)(5).
  8. كثرة الدعاء
  9. حكم- عن ابي الحسن موسى (ع) قال: (التحدث بنعم الله شكر وترك ذلك كفر فارتبطوا بنعم ربكم بالشكر وحصنوا اموالكم بالزكاة وارفعوا البلاء بالدعاء فان الدعاء جنة منجية ترد البلاء وقد ابرم ابراماً)(6), وقال ابو الحسن (ع): (ما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيلهمه الله عز وجل الدعاء الا كان كشف ذلك البلاء وشيكاً وما من بلاء ينزل على عبد مؤمن فيمسك عن الدعاء الا كان ذلك البلاء طويلاً فاذا نزل البلاء فعليكم بالدعاء والتضرع الى الله عز وجل)(7).

  10. ذكر الله: ورد في الحديث عن معاوية بن عمار عن الامام الصادق (ع): (ان الصاعقة تصيب المؤمن والكافر ولا تصيب ذاكراً)(8).
  11. عن الامام الرضا (ع): (انما جعلت للكسوف صلاة لانه من آيات الله لا يدرى الرحمة ظهر ام لعذاب فاحب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ان تفزع أمته الى خالقها وراحمها عند ذلك ليصرف عنهم شرها ويقيهم مكروهها كما صرف عن قوم يونس (ع) حين تضرعوا الى الله عز وجل)(9).
  12. محمد وزرارة قلنا لابي جعفر (ع) ارأيت هذه الرياح والظلم التي تكون هل يصلي لها؟ فقال (ع): (كل اخاويف السماء من ظلمة او ريح او فزع فصل له صلاة الكسوف حتى يسكن)(10).
  13. ثبت من الآيات والاحاديث ان الكسوف والخوف والزلازل وانواع البلايا من الارض والسماء اذا كثرت ذنوب العباد في حق انفسهم او في حق المبادئ المقدسة كتمزيق كتب السماء واحراقها والاستهانة بها وقتل الانبياء والاولياء ومطاردتهم واضرارهم.

حكم- الاعتبار مما اصاب الامم حينما دعى عليهم انبياؤهم (ع) فهذه الحوادث من قبيل تلك والسبب العصيان أيضاً فاعتبر الفرق لعامة البشرية عند دعاء نوح على قومه والغيمة السوداء التي تحمل النار لدعوة يونس حتى اغضبوه والريح الصرصر المهلكة في اسبوع من الاربعاء الى الاربعاء لغضب هود (ع) حتى قطعت لحومهم [تَنزِعُ النَّاسَ كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ مُّنقَعِرٍ20](11).
والصيحة الشديدة من السماء حتى تقطعت ابدانهم وهلكوا هلاكاً مخزياً [صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ31](12) لغضب صالح وارسال الحصى من السماء ثم رفع القرى والقاؤها في البحر الميت لاهل الاردن قوم لوط عند غضبه عليهم وغرق آل فرعون وهكذا وهكذا وقال الله تعالى عند غرق آل فرعون [فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاء وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنظَرِينَ29](13) لكفرهم وغضب موسى (ع) عليهم ولفسق آخرين يبعث الله الدخان وهو قبل ظهور الحجة (ع) قال الله تعالى [فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاء بِدُخَانٍ مُّبِينٍ10 يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ11 رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ12](14), وقد روي انكساف الشمس لموت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما قال امير المؤمنين (ع) في نهج البلاغة ومطرت السماء دماً وانكسفت الشمس واظلمت السماء حتى ظهر النجوم في سبعة ايام لقتل الحسين (ع) وما رفع حجر الا رؤي تحته دم عبيط, وهذه الاخبار في كتب العامة مثلها مثل كتب الخاصة(15), فالقول الوارد بان الشمس والقمر آيتان لا ينكسفان لموت أحد ليس صحيحاً على الاطلاق والا فهو ناقص لآية [فَمَا بَكَتْ..] على قوم فرعون ومفهومها انها تبكي على الانبياء والاولياء وتناقض ايضاً ما ذكر من آيات العذاب النازلة بالامم الظالمة لقتل انبيائهم وغضبهم وغضب الله عليهم فتفكر جيداً وهذا الحديث يبين ارتباط الهلاك بالذنوب عن الصادق (ع): (اذا فشت اربعة ظهرت اربعة: اذا فشى الزنا كثرت الزلازل واذا امسكت الزكاة هلكت الماشية واذا جار الحكام في القضاء أمسك القطر من السماء واذا خفرت الذمة نصر المشركون على المسلمين)(16).
حكم- الآيات بعضها يجب لها الصلاة سواء حصل الخوف في غالب الناس لو لم يحصل وهي خسوف القمر وكسوف الشمس, وبعضها لا تجب الصلاة الا اذا حصل الخوف مثل الرياح والظلمة الشديدة والصيحة في السماء والغريق بفيضان البحر والنهر والحريق التي من السماء والصواعق الشديدة المحرقة لبعض الناس وخسف بقاع من الارض ومسخ البشر حيوانات او احجار والصيحة من  السماء والهدة وهي سقوط الجبل على الارض وتطاير احجاره.
حكم- تجب صلاة الآيات لو حصلت على الرجال والنساء اذا كن طاهرات والحاضر والمسافر على البالغ والعاقل مع الوعي اي عدم الاغماء.
حكم- الكسوف هو اسوداد الشمس بعضها او كلها لحيلولة القمر بينها وبين الارض, وخسوف القمر لحيلولة الارض بين الشمس والقمر هذا في ظاهر العلم القديم والحديث ولكن السبب الواقعي مستور والا فلم يقع الكسوف والخسوف في شهر واحد كما في الاخبار الحاكية لعلامات ظهور الحجة وانها آية لم تقع في اول الدنيا الى ان تقع في آخر الزمان.
حكم- لا عبرة بغير المخيف لغالب الناس من عدى الكسوفين كما لا عبرة بالانكساف ببعض الكواكب والذي لم يظهر الا بالكامرات البعيدة الدقيقة ولا بانكساف غير الشمس والقمر.
حكم- اول وقت الكسوف والخسوف عند اول حصولها وانتهاء وقتها هو تمام الانكشاف والانجلاء, وما دام هما حاصلين فاداء الصلاة اداء سواء آخذان بالتوسع او اخذان بالانجلاء, واذا انجليا صارت الصلاة قضاء ويستحب للمصلي ان يطيل او يكررها الى ما بعد الانجلاء.
حكم- الزلزلة وما اشبهها من الامور التي تحصل بلحظات وتدمر كل شيء كالهدة والصيحة والصاعقة فلا وقت لها نعم يبدأ الوجوب عند الحس بها.


(1)الوسائل ب23 ح2 تعقيب.

(2)الوسائل 24/1 تعقيب.

(3)الوسائل 25/17 تعقيب.

(4)سورة نوح 71/ 10 – 12.

(5)وسائل 29/3 تعقيب.

(6)الوسائل 8/9 الدعاء.

(7)الوسائل 10/1 الدعاء.

(8)الوسائل 9/5 الذكر.

(9)الوسائل 1/3 الآيات.

(10)الوسائل 3/1 الآيات.

(11)سورة القمر 54/ 20 و31.

(12)سورة القمر 54/ 20 و31.

(13)سورة الدخان 44/29 و10 – 13.

(14)سورة الدخان 44/29 و10 – 12.

(15)الصواعق المحرقة ومقتل الخوارزمي وتاريخ السيوطي ومجمع الزوائد واتحاف المقررين وغيرهم.

(16)الوسائل ب7 صلاة الاستسقاء.