حكم- ان ابا الحسن (ع) سئل عن فضل عيش الدنيا؟ قال: (سعة المنزل وكثرة المحبين)(1), وعن نافع بن عبد الحارث قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من سعادة المسلم سعة المسكن والجار الصالح والمركب الهني).
حكم- عن ابي ميمون عن ابي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (الشؤم في ثلاثة اشياء, في الدابة والمرأة والدار, فأما المرأة فشؤمها غلاء مهرها وعسر ولادتها, واما الدابة فشؤمها كثرة عللها وسوء خلقها, واما الدار فشؤمها ضيقها وخبث جيرانها)(2).
حكم- من المكروهات تعلية بناء البيوت باكثر من الحاجة ولأجل اذهاب الكراهة وجلب البركة وابقاء الرحمة وابعاد سخط الله تعالى كتابة بعض الآيات في الطوابق المرتفعة, فقد روي عن ابان بن عثمان عن ابي عبد الله (ع) قال: شكى إليه رجل عبث اهل الارض باهل بيته وبعياله, فقال كم سقف بيتك؟ فقال: عشرة اذرع, فقال اذرع ثمانية اذرع, ثم اكتب آية الكرسي فيما بين الثمانية الى العشرة كما تدور فان كل بيت سمكه (السمك ظاهره يقصد علوه) اكثر من ثمانية اذرع فهو محتضر تحضره الجن تكون فيه مسكنه(3).
حكم- قد ورد اللعن في من بات على سطح ليس فيه محجر ومن بات في بيت وحده ومن أكل وحده ومن سافر وحده, وعن الصادق (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) (ان الله كره لكم ايتها الامة اربعة عشرين خصلة ونهاكم عنها... وكره النوم فوق سطح ليس بمحجر وقال من نام على سطح غير محجر برئت منه الذمة)(4), وتمامه سيأتي في جهاد النفس ان شاء الله تعالى ومعناه ان لا اجر له لو سقط ومات بل عليه العقاب ولا ضمان على احد بموته.
حكم- عن ابي جعفر (ع): (كنس البيوت ينفي الفقر)(5), وعن ابي الحسن الرضا (ع): (كنس البيوت يجلب الرزق)(6), وعن الامام الصادق (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تبيتوا القمامة في بيوتكم واخرجوها نهاراً فإنها مقعد الشيطان)(7), وعن علي (ع) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) آداب كثيرة قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في كلام كثير: (لاتؤوا منديل اللحم في البيت فانه مربض الشيطان ولا تؤوا التراب خلف الباب فانه مأوى الشيطان, واذا خلع احدكم ثيابه فليسم عليها لئلا يلبسها الجن فانه اذا لم يسم عليها لبسها الجن حتى يصبح)(8), (...ولا تتبعوا الصيد فانكم على غره) اي يفاجؤكم ما يهلككم, (واذا بلغ احدكم باب حجرته فليسم فانه يفر عنه الشيطان واذا دخل احدكم بيته فليسلم فانه تنزل البركة وتؤنسه الملائكة ولا يرتدف ثلاثة على دابة فان احدهم ملعون وهو المقدم ولا تسموا الطريق السكة فانه لا سكة الا سكك الجنة...ولا تخرجوا بعد نومة فان لله دواباً يبثها يفعلون ما يؤمرون واذا سمعتم نباح الكلب ونهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان الرجيم فانهم يرون ما لا ترون فافعلوا ما تؤمرون ونعم اللهو المغزل للمرأة الصالحة)(9).
حكم- عن ابي عبد الله (ع): ان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كره ان يدخل بيتاً مظلماً الا بسراج(10), وعن الرضا (ع): (اسراج السراج قبل ان تغيب الشمس ينفي الفقر)(11).
حكم- قال امير المؤمنين (ع) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (بيت الشياطين من بيوتكم بيت العنكبوت)(12), وعن علي (ع): (نظفوا بيوتكم من حوك العنكبوت فان تركه في البيت يورث الفقر)(13).
حكم- يلزم على الفقهاء ان يضعوا رسائل عملية مستقلة عن آداب الضيافة على الضيف والمضيف واغراض الضيافة منها محرمة ومنها واجبة ومنها بين بين, وكيفية دخول بيوت الآخرين ويشرحون في ذلك آيات وأحاديث كثيرة, ولو تفرغت لصنفت هذه الرسالة المباركة ومنها قال الله تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا...27](14) خصوا بالذكر لانهم المطيعون السامعون دون السفلة والفسقة وغير المتأدبين, [لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ...27] لان الناس مسلطون على انفسهم واموالهم فلا يجوز دخول وتدخل شخص بغير بيته وامواله وعياله ومختصاته الا بأذن, [حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا...27] من الانس وهو الارتياح من قبل الاذن ومن المأذون فان لم يحصل للاذن ولا للمأذون فلا يجوز الدخول لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (المأخوذ حياءً كالمأخوذ غصباً) والايناس من الاذن والاستيناس يحصل للمستأذن اذا كان الاذن مع الرضا القلبي, [وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا...27] قبل الدخول فاذا اجبتم بكل رحابة فادخلوا واتموا التسليم, [ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ27] آداب الاسلام, [فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ] كانت مسكونة, [وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا...28] المفروض الشرعي هنا ان القائل للقادم ارجع ان يقول له بلطف واحترام ولا يجوز ان يهين طالب الزيارة, وان القادم عليه ان يتقبل الاعتذار بعدم الدخول ولا تأخذه العزة بالاثم لان صاحب الدار يعرف عورة بيته, [هُوَ أَزْكَى لَكُمْ...28] ثم اجازت الآيات الباقية من دخول الدار غير المسكونة واخذ الشيء الذي ادخره فيها ما دام لم ترجع لأحد ومهجورة من قبل الآخرين, ثم امرت بغض البصر من عيال الآخرين لو دخل دورهم.
حكم- ذكر في الآية الكريمة [لَيْسَ عَلَى الْأَعْمَى حَرَجٌ...وَلَا عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا61](15) وعدد (11) صنفاً ممن يحل لك الاكل من بيوتهم وهي: من بيتك ومن بيت ابيك وامك واخيك واختك وعمك وعمتك وخالك وخالتك واذا ملكت مفاتيح الدار وصديقك ويتبع ذلك بيت أبناء اخيك واختك بخلاف ابناء الاعمام والاخوال وبقية القرابات فانه لا بد من اذن وكذا من قرابات الازواج الا من طابت نفوسهم.
حكم- جاء في الآية الكريمة: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّإِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ54](16) غير منتظرين, (اناه) أي اناءه, والاناء هنا بمعنى النضج وتمام الطبخ وفي عكسه قال العرب ان الطعام لا زال نياً أي غير ناضج فهذه الكلمة متعاكسة المعنى مثل المولى بمعنى العبد وبمعنى السيد وقد كان جماعة من الطفولين يتحينون الفرص لدخول بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ليشغلوه عن واجباته وينتظرون الطعام سواء بقصد العداوة لأنهم منافقون او بلا قصد لانهم جهلة بالاحكام والاداب, [وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا...53](17) اخرجوا ولا تبقوا تتحدثون وتلتهون, [وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ...53].
حكم- قد يدعوا احد اناساً لحضور مجلس عرس او عزاء او وليمة بمناسبة اسلامية عامة او خاصة او بغير مناسبة, فقد يأتون الناس ويتكدسون على بعضهم مما يزعج الداعي لهم فهذه الآية تؤدب القادمين بآداب الاسلام فتقول: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ11](18), والفسحة بضم الفاء هي الوسعة يعني ان تفرقوا بينكم بالمجلس حتى يستطيع الشخص يسير من خلالكم ويتحرك لاغراضه, [وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا...11] واذاقيل انهضوا وقوموا الى اشغالكم او للصلاة او للجهاد فقوموا, [يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ11](19).
حكم- ورد عن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد (ع) عن ابيه قال: (اذا دخل احدكم على أخيه في رحلة فليقعد حيث يأمره صاحب الرحل فان صاحب الرحل اعرف بصورة بيته من الداخل عليه)(20), اذ لعل زوجته او بعض نسائه بغير حجاب ولم تستطع ان تخرج لتتحجب.
حكم- ورد عن موت سعد بن معاذ انه قد شيعه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واهتم بجنازته فلما رأت امه اهتمام الرسول به قالت: هنيئاً لك يا سعد بالجنة, فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (لا تفرضي يا ام يعد على الله الجنة فلقد اصابته ضمة), أي عصره قبره, فسأله الاصحاب لماذا اصابته ضمة, فقال: (انه كان في خلقه مع اهله سوء) يعني النحوسة مع الاهل او التكبر عليهم او العصبية في سيرته او الجبروتية بالتصرف تسبب عصرة القبر وان كان الشخص مؤمناً صالحاً, ومن ذلك انه اذا دخل الدار فليسلم على الاهل, فعن علي (ع): (اذا دخل احدكم منزله فليسلم على اهله يقول: السلام عليكم, فان لم يكن له اهل فليقل: السلام علينا من ربنا وليقرأ [قل هو الله أحد...] حين يدخل منزله فانه ينفي الفقر)(21), وكما في الآية: [فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً61](22), والنفس هنا اما مقصود بها الاهل لانهم بمنزلة النفس كما في آية المباهلة, واما ان لم يكن في الدار أحد فليقل كما مر في الخبر.
حكم- ورد عن الرضا (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (اطفوا المصابيح بالليل لاتجرها الفويسقة فتحرق البيت وما فيه)(23), وسبب ذلك ان المصابيح كانت علبة فيها زيت معدني وما شابه يشعل فيضيء, وعن جابر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (اجيفوا ابوابكم وخمروا آنيتكم واوكؤا اسقيتكم فان الشيطان لا يشكف غطاء ولا يحل وكاء واطفأوا سراجكم فان الفويسقة تضرم البيت على اهله واحبسوا مواشيكم واهليكم من حين تجب الشمس الى ان تذهب فخمة العشاء)(24), فالاجافة هي سد الابواب والتخمير التغطية ووكاء السقاء لئلا يمر حيوان فيقلبه فيغرق الارض والفويسقة اسم للفار لان كل البيوت حينذاك كانت فيها الفيران لعدم رصانة البناء وحبس المواشي لئلا تفلت فتضيع او تسرق والاهل من الاطفال والنساء تحبس حين الغروب لئلا يعتدي عليهم أحد وذهاب الفحمة أي الظلمة اول الغروب الى مطلع القمر.
حكم- ورد امور كثيرة لها علاقة بالمسكن وبعضها اعم نذكرها لنؤدب انفسنا وشعبنا بها عن ابي جعفر (ع): (من تخلى على قبر او بال قائماً او بال في ماء قائماً او مشى في حذاء واحد او شرب قائماً او خلا في بيت وحده وبات على غمر فاصابه شيء من الشيطان لم يدعه الا ان يشاء الله واسرع ما يكون الشيطان الى الانسان وهو على بعض هذه الحالات وان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خرج في سرية فاتى وادي مجنة فنادى اصحابه الا ليأخذ كل رجل منكم بيد صاحبه ولا يدخلن رجل وحده ولا يمضي رجل وحده قال فتقدم رجل وحده فانتهى إليه وقد صرع فاخبر بذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فاخذ بابهامه فغمرها ثم قال بسم الله أخرج حيث انا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال فقام)(25), من هذه الرواية يتبين صحة دخول الجن في الانسان فيصرع فاخرجه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منه.
حكم- اذا بنى الشخص بناء اكثر من حاجته وعياله او اشترى كذلك فقد اسرف الماء وضيق على الآخرين, عن الصادق (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)(ومن بنى بنياناً رياءً وسمعة حمله الله يوم القيامة من الارض السابعة وهو نار يشتعل منه ثم يطوق في عنقه ويلقى في النار فلا يحبسه شيء منها دون قعرها الا ان يتوب), قيل يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف يبنى رياء وسمعة؟ فقال: (يبني فضلاً على ما يكفيه استطالة به على جيرانه ومباهاة لاخوانه)(26).
حكم- يستحب ان يكون في الدار مزرعة وما جاري, ففي للحديث: (ثلاثة يجلون البصر: النظر الى الخضرة والنظر الى الماء الجاري والنظر الى الوجه الحسن)(27).
حكم- في عقاب الاعمال عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (ومن كان مؤذياً لجاره من غير حق حرمه الله ريح الجنة ومأواه النار الا وان الله يسأل الرجل عن حق جاره ومن ضيع حق جاره فليس منا ومن منع الماعون من جاره اذا احتاج إليه منعه الله فضله يوم القيامة ووكله الى نفسه ومن وكله الله عز وجل الى نفسه هلك ولا يقبل الله عز وجل له عذراً)(28).
حكم- ورد ان يمسح الذي يريد النوم فراشه اذ لعل تحته حشرة سامة او من خلاله دبوس وما شابه ليؤكد سلامته, فعن جعفر (ع) عن ابيه (ع) قال: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (اذا آوى احدكم الى فراشه فليمسحه يضفه إزاره فانه لا يدري ما حدث بعده)(29), وسبب المسح بالازار لعله حتى يكون الازار هو المباشر فلو كان تحته عقرب فلدغتها لاتصل الى يده, وحديث آخر قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (اذا آوى احدكم الى فراشه فليمسحه بطرف ازاره فانه لا يدري ما حدث عليه ثم ليقل: اللهم ان امسكت نفسي في منامي فاغفر لها وان ارسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين)(30).
الوليمة عند البناء:
حكم- عن جعفر بن محمد (ع) عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من بنى مسكناً فذبح كبشاً سميناً واطعم لحمه المساكين ثم قال اللهم أدحر عني مردة الجن والانس والشياطين وبارك لي في بنائي, أُعطي ما سأل).
حكم- ورد عن ابي حمزة قال: استأذنت على ابي جعفر (ع) فخرج إلي وشفتاه يتحركان فقال: (افطنت لذلك يا ثمالي, قلت: جعلت فداك, قال اني واللهتكلمت بكلام ما تكلم به احد قط الا كفاه ما اهمه من امر دنياه وآخرته, قال: قلت له اخبرني به, قال: نعم من قال حين يخرج من منزله "بسم الله حسبي الله توكلت على الله اللهم اني اسألك خير اموري كلها واعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة" كفاه الله ما اهمه من امر دنياه وآخرته)(31).