شدة التقية في عصر الائمة(ع):

حكم- تجدر الاشارة هنا الى ان التقية في زمان الائمة الاثني عشر عليهم وعلى آلهم الصلاة والسلام, كانت شديدة ويكفي لك مثالا ان تعلم ان كل الائمة كانوا مقتولين مسمومين مرفوضين من كل مجتمعات ازمنتهم الا كمية من الغرباء يتصلون بهم ويدرسون عندهم ويتخرجون رواة لهم ولم يعرف منهم (ع) بكثرة الطلاب او الرواة الا الامام الصادق (ع) حين حصل على فرصة تضارب الفجرة المجرمين بينهم الدولة العباسية ضربت الاموية.
فالامام (ع) جمع حوله حوالي 20 الف شخص واربعة الاف منهم تقريباً قد وصلت اسماؤهم وكتبهم لدينا, فاعتبر من شدة التقية من حكم امير المؤمنين (ع) وهو اعظم حاكم بجرأته وشجاعته في التاريخ ومع ذلك قد ملأ قهراً وغصصاً حتى كان يتمنا الموت, وقد قال من بعض خطبه: (قد عملت الولاة قبلي اعمالاً خالفوا فيها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متعمدين لخلافه ناقضين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس على تركها لتفرق عني جندي حتى ابقى وحدي او قليل من شيعتي, أرأيتم لو امرت بمقام ابراهيم فرددته الى الموضع الذي كان فيه...وحرمت المسح على الخفين وحددت على النبيذ وامرت باحلال المتعتين وامرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات والزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم اذاً لتفرقوا عني والله لقد امرت الناس ان لا يجتمعوا في شهر رمضان الا في فريضة واعلمتهم ان اجتماعهم في النوافل بدعه فتنادى بعض اهل عسكري ممن يقاتل معي يا اهل الاسلام غيرت سنة عمر نهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعاً وقد خفت ان يثوروا في ناحية جانب عسكري)(1), ثم خذ مثلاً لحفلات القتل لاي مسألة التزم بها الشيعة مخالفة لسنة الخلفاء الغاصبين الاوائل ومن وراءهم سلاطين امية والعباس خلاصة الحديث ان داود الرقي سأل ابا عبد الله (ع): كم عدة الطهارة؟ فقال: ما اوجبه فواحدة واضاف اليها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) واحدة لضعف الناس ومن توضأ ثلاثاً ثلاثاً فلا صلاة له, وانا معه حتى اذا جاءه داود بن زربي فسأله عن عدة الطهارة فقال له ثلاثاً ثلاثاً من نقص عنه فلا صلاة له فارتعدت فرائصي وكاد ان يدخلني الشيطان فابصر ابو عبد الله الي وقد تغير لوني فقال اسكن يا داود هذا هو الكفر او ضرب الاعناق...ابو جعفر المنصور فدعاه...وقال يا داود قيل فيك شيء باطل وما انت كذلك قد اطلعت طهارتك وليس طهارتك طهارة الرافضة فاجعلني في حل وامر له بماءة الف درهم.
فقال ابو عبد الله (ع) لداود بن زربي حدث داود الرقي بما مر عليك حتى تسكن روعته قال فحدثته بالامر كله قال فقال ابو عبد الله (ع) لهذا افتيته لانه كان اشرف على القتل من يد هذا العدو ثم قال يا داود بن زربي توضأ مثنى مثنى ولا تزدن عليه وانك ان زدت عليه فلا صلاة لك(2), ومثله امر الامام الكاظم (ع) لوزير هارون وهو علي بن يقطين حيث وشي عليه عند هارون بانه من الرافضة فامتحنه الرشيد من حيث لا يشعر فلما نظر الى وضوئه ناداه كذب يا علي بن يقطين من زعم انك من الرافضة وصلحت حاله عنده وورد عليه كتاب ابي الحسن (ع) ابتدأ من الان يا علي بن يقطين وتوضأ كما أمرك الله...)(3), فهذه هي التقية التي ابتلي بها اهل البيت (ع) وشيعتهم الشجعان من القتل وبراءة الذمة من كل من يوالي علياً ويستن بسنته بعد رسول الله (ص).
ان التقية تعرفها من احوال دعبل الخزاعي رحمه الله انه حمل الاعواد التي يتقن انه يشنق عليها عشرين سنة على ظهره لانه مدح اهل البيت (ع) بجمع من القصائد وذم اعداءهم وليست التقية التي يمارسها ضعاف النفوس من بعض معممي الشيعة ممن خذلوا التشيع ومالوا الى الوهابية يتملقونهم ويبيضون وجوه المجرمين السابقين من قتلة وظلمة رسول الله واهل بيته, واحدث هؤلاء العلماء الجبناء ما اسموه (التقية التوددية) انهم يتوددون للقاعدة التي قتلت الشيعة في العراق ولبنان وخططوا من طرفهم لا من طرف الوهابية ابداً ما اسموه (مجالس الاتحاديين المسلمين) وبدون قيد ولا شرط, ولو صدقوا وكانت خطبهم التخاذلية عن شجاعة لاشترطوا على الاقل عدم الذم والسب للشيعة وعدم الاستهزاء بعبادتهم واحكامهم في محطات القنوات الفضائية الوهابية وعدم الذم والسخرية بخطباء وعلماء الشيعة في قنوات ما يسمى بالدول الاسلامية وفي اكثر قنواتهم في العالم.
حكم- الخلاصة ان اختفاء الشهادة الثالثة كان لشدة التقية من الحاكمين المخالفين وهم كل حكام المسلمين آنذاك ووزرائهم واكثر المجتمعات الاسلامية, اذ كان الشيعة في زمن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) افراد قلائل ثم في زمن علي (ع) بضعة آلاف نصروه في حروبه من مختلف الدول من الحجاز والعراق واليمن وغيرها وبعد مقتل الامام الحسين (ع) تعاطف الناس لصالح اهل البيت (ع) وانتشر التشيع في مختلف العالم الاسلامي وهم مستضعفون مشردون من قبل الحاكمين والقضاة ومن قبل اكثر الناس, والآن اصبحوا عدتهم ما يقارب نصف المسلمين تقريباً لولا بعض الدعوات التخاذلية من خونة التشيع ثم تابع بقية الاحاديث والتوجيهات.

  1. عن الامام العسكري (ع) في تفسيره عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قال: (مفتاح الصلاة الطهور وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم ولا يقبل الله صلاة بغير طهور ولا صدقة من غلول وان اعظم طهور الصلاة الذي لا يقبل الله الصلاة إلا به ولا شيئاً من الطاعات مع فقده موالاة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)لانه سيد المرسلين وموالاة علي (ع) لانه سيد الوصيين وموالاة اوليائهم ومعاداة اعدائهم)(4).
  2. والخبر في الكافي عن ابي عبد الله (ع) قال: (انا اول اهل البيت نوه الله باسمائنا انه لما خلق السماوات والارض امر منادياً فنادى اشهد ان لا إله الا الله ثلاثاً, اشهد ان محمداً رسول الله ثلاثاً, اشهد ان علياً امير المؤمنين حقاً حقاً)(5).

  3. وقوله (ع): وان قال في اول وضوئه او غسله من الجنابة سبحانك اللهم...الى ان قال – واشهد ان محمداً عبدك ورسولك واشهد ان علياً وليك وخليفتك بعد نبيك وان اولياءه خلفاؤك واوصياؤه تحاتت عنه ذنوبه (6).
  4. وبالاضافة الى ما ورد في فصول يوم القيامة في احاديث كثيرة انه مكتوب على لواء الحمد الا اله الا الله محمد رسول الله علي امير المؤمنين ولي الله وعلى ساق العرش وعلى ابواب الجنة وعلى الصراط والميزان وعلى جبين الحور العين وعلى جناح جبرئيل وفي شجرة طوبى.
  5. ومعلوم ان الاذان والاقامة انما هما للاقرار بالعقيدة الاسلامية التامة ومنها الاقرار والاظهار للخلافة في الارض النبوة والامامة, وان لخلافة الارض لثلاث طوائف من آدم (ع) الى يوم القيامة كما في الآية: [قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ32](7), فكل من عصى الرسول في اهل بيته فقد كفر ثم ابان الذين اصطفاهم والزم باطاعتهم فقال: [إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ...33] وهم محمد وآل محمد, [وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ...33], اختارهم انبياء واولياء وهم : [ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ34].
  6. من انك ترى كل احكام الشرع تجمع شروطها واجزاؤها من روايات عديدة ولا تجد حديثاً جامعاً لشروط واجزاء عمل من العبادات والمعاملات الا شذوذاً جداً خذ مثلاً اجزاء الصلاة ومفطرات الصوم ومحرمات الاحرام وعدد النجاسات والمطهرات وهكذا, فلما خلا في الاذان والاقامة لما خلت بعض الروايات من ذكر ولاية علي (ع) حكمتم بعدم جزئيتها؟! مع شدة الخوف على الائمة والشيعة في زمان صدور الروايات اذ هذه الشعيرة مما تعصف بشرعية خلافة الثلاثة الغاصبين والاوائل ويتبعهم بنو أمية وبنو العباس بالتعري عن حق الخلافة وكان السلاطين العباسيون شديدي الملاحظة والمراقبة وترتيب الجواسيس على هذه الامور.
  7. هذا وقد ورد في مجمع البيان ان الاصحاب كانوا يلهجون بها في الاذان والاقامة بعد يوم الغدير.
  8. وعن كتاب السياسة الحسينية للشيخ عبد العظيم عن كتاب مخطوط (السلافة في امر الخلافة للشيخ عبد الله المراغي من اعلام السنة في القرن السابع الهجري في المكتبة الظاهرية بدمشق قال فيه روايتان مضمون احدهما ان سلمان قد أذن بعد نصب الرسول (ص) علياً خليفة وولياً في يوم الغدير, فقال بعض الناس ان سلمان قد زاد في الاذان فشكوه لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه قد ابدع بالاذان فقال (ص): (ففيم كنا واقر لسلمان اذانه) والرواية الاخرى انهم سمعوا ابا ذر الغفاري بعد بيعة الغدير يهتف بها في الاذان فرقعوا ذلك الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال لهم: (اما وعيتم خطبني يوم الغدير لعلي بالولاية اما سمعتم قولي في ابي ذر, وما ظلمت الخضراء وما اقلت الغبرات على ذي لهجة اصدق من ابي ذر الغفاري, انكم لمنقلبون بعدي على اعقابكم).
  9. وقال الشيخ في محكي النهاية: واما ما روي من شواذ الاخبار من قوله (ان علياً ولي الله وآل محمد خير البرية..), يدل على وجود هذه المقولة في الاخبار في مجاميع الشيعة كما في عند بعض السنة.
  10. واما رمي الصدوق للقائلين بالولاية بالتفويض فلا يضر لان سيرته قد كانت شديدة على كل من اجتهد خلاف اجتهاده فقد كان يطرد من قم من قال بعدم سهو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) متهماً اياه بالغلو وما ابعد التفويض عن القائل بالولاية فان التفويض هو ان الله قد عطل نفسه وفوض امر الخلق الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والائمة (ع), ولا علاقة لهذا القول بالمؤذن بالشهادة الثالثة المستندة على نصب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (ع) في يوم الغدير وغيره, وانا اعجب لروايتهم انه لعن الشيعة الذين يذكرون امير المؤمنين (ع) في الاذان, ورووا انه لعن وطرد من قم كل من ينفي السهو عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويسميهم المفوضة والغلاة, وقد اجمع الشيعة على عدم سهو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وانعقد الاجماع على جواز ورجحان ذكر ولاية علي (ع) في الاذان والاقامة, بينما العبارة المنقولة عن الصدوق ليس من تعبيرات الشيعة في حق الشيعة, وانما هي عبارات وهابية تيمية لعينه, وهناك روايات وردت عن طريق الصدوق وهي فضائل لاهل البيت (ع) تذكر في داخل الصلاة فكيف يمنع من ذكر علي (ع)في الاذان والاقامة وهما قبل الدخول في الصلاة, ويروي ان تكرار تكبيرة الاحرام هي اهم ركن في الصلاة انما ذكر كرامة للامام الحسين (ع) وبيقت سنة في الصلاة, وكذلك في التسليم يسلم على الائمة الراشدين وعدة عبارات بالسلام عليهم بعد السلام على الرسول (ص), وهو يعتقد بان السلام جزء من الصلاة خصوصاً وان التسليم على الائمة قبل السلام الذي يخرج به من الصلاة.
  11. وعليه فاما ان يكون الصدوق متهافت الاراء واما ان ذم الشيعة بسبب ذكرهم للولاية في الشهادة الثالثة في الاذان والاقامة مكذوب عليه.

  12. كيف وان الصدوق كغيره يعرفون بان علياً (ع) كمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم)علماً وعملاً وانه معه في بيته في الجنة ثبت ذلك في اجماع الشيعة بل هي من ضرورياتهم مستندة على نصوص كثيرة في القرآن والسنة تثبت ان علياً (ع) كنفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منها قوله تعالى: [وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ...61](8) اذ لو لم يكن علي (ع) كنفس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مخالفاً لامر الله في القرآن اذ امر ان لا يأتي الا بنفسه ومن هو كنفسه وحاشا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ان يخالف الوحي الالهي العظيم.
  13. مع ان الامامة في سياق النبوة منصوبة كنصبهم وموصى بها على لسان الانبياء (ع) وفي كتاب الله تعالى كالوصية بالنبوة, فراجع معي آيات كثيرة في هذا المضمار كقوله تعالى: [وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ124](9), فاي صراحة لعصمك الامامة وانها في كتاب من طلبات ابراهيم (ع) المستجابة من الله تعالى.
  14. وقوله تعالى: [وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ28](10), وعن الامام الصادق (ع) انها الامامة باقية من ابراهيم (ع) الى يوم القيامة.
  15. وفي مسند الشيعة نفي المحدث المجلسي في البحار البعد عن كونها من الاجزاء المستحبة للاذان واستحسنه من تأخر عنه.
  16. والحدايق قد قال بمقالة المجلسي.
  17. وقال السيد بحر العلوم الطباطبائي:
  18. صل اذا اسم محمد بدا

     

    عليه والآل فصل لتحمدا

    واكمل الشهادتين باللتي

     

    قد اكمل الدين في الملة

    وانها مثل الصلاة خارجة

     

    عن الخصوص بالعموم والجه(11)

     

  19. اشار بالابيات الى قوله تعالى: [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا3](12) التي نزلت بعد نصب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعلي (ع) اميراً للمؤمنين وخليفة لله ورسوله وولياً لله ولرسوله (ص) وامر بمبايعته بالخلافة, وقول السيد (رحمه الله) مثل الصلاة, اي مثل الصلاة على محمد وال محمد خارجة عن النص عليها في الاذان في النصوص الخاصة التي تحكي الاذان وتعدد فصوله وداخله اي مشموله للادلة العامة التي توصي بذكر محمد واله بالصلاة والتسليم وتوصي بذكر ولاية علي (ع) وابنائه المعصومين في الصلوات والاذكار.
  20. وكيف نتبع الاحاديث غير تامة الفصول وعندنا كتاب الله يؤكد على الولايات والاطاعات ثلاث قائلاً: [إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ55 وَمَن يَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ56](13) نزلت حين تصدق علي (ع) بالخاتم الثمين جداً وهو من كنوز الملوك حصله في بعض حروبه.
  21. وقال تعالى: [أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ59](14), ومعلوم ان اولي الامر الذين نصبهم الله وامر باطاعتهم كاطاعة الله ورسوله لابد ان يكونوا معصومين وليس مجموعة من الفسقة والمنافقين واعداء الدين كبني امية وبني العباس ومن بعدهم الى هذا اليوم.
  22. وهذه احاديث اركان الاسلام عن المفضل بن عمر عن الصادق (ع) قال: (بني الاسلام على خمس دعائم: على الصلاة والزكاة والصوم والحج وولاية امير المؤمنين والائمة من ولده (ع))(15).
  23. ولا يغيب عن الذهن ما مر من الحديث في علة الاذان والاقامة حين اوحى الله نبيه وهو المعراج في حديث الامام الصادق (ع) في الرد على العامة في كذبتهم بان الاذان والاقامة علمت من احلام بعض الاصحاب فحكى الامام (ع) كيفية تحيات الملائكة للرسول وسؤالهم عن ابن عمه علي (ع) ثم حدثه جبرئيل بفصول الاذان وقالت الملائكة مرحباً بك يا خاتم النبيين وبعلي ابن عمك خير الوصيين ثم ذكروا اسماء الائمة (ع) وبشروا شيعتهم بعد قولهم (محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)) وقبل قول جبرئيل (حي على الصلاة حي على الفلاح) فقال الملائكة (بمحمد تقوم الصلاة وبعلي الفلاح) وختم الحديث بان (في البيت المعمور لرقا من نور فيه كتاب من نور فيه اسم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة وشيعتهم...)(16).
  24. وقال الاستاذ الاعظم السيد السبزواري (رحمه الله) في شرح قول العروة (فليست جزءاً منها) قال: (لعدم التعرض لها في النصوص الواردة في كيفية الاذان والاقامة ولكن الظاهر انه لوجود المانع لا لعدم المقتضي)(17) ثم ذكر رواية الاحتجاج ورواية الكافي وغيرهما, ويعني بالمانع شدة التقية والخطر على الشيعة من اظهارها وشيوعها.
  25. والسيد الحكيم (قدست نفسه) قد زاد على ذلك فانه بعد قوله بالاستحباب المطلق قال: (بل ذلك في هذه الاعصار معدود من شعائر الايمان ورمز الى التشيع فيكون من هذه الجهة راجحاً شرعاً وقد يكون واجباً)(18) اقول بل هو الظاهر المدعوم بالنصوص.
  26. وهذا الحديث النبوي الذي يثبت الشهادة الواجبة على كل مسلم في كتاب الوصية عن موسى بن جعفر (ع) عن أبيه (ع) انه قال في حديث لما كانت الليلة التي اصيب حمزة من يومها, يعني قبل مقتله, دعاه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال يا حمزة يا عم رسول الله يوشك ان تغيب غيبة بعيدة فما تقول لو وردت على الله تبارك وتعالى وسألك عن شرايع الاسلام وشروط الايمان, فبكى حمزة وقال بابي انت وامي ارشدني وفهمني, قال يا حمزة تشهد ان لا إله الا الله مخلصاً واني رسول الله بالحق, قال حمزة شهدت, قال وان الجنة حق وان النار حق وان الساعة آتية لا ريب فيها وان الصراط حق والميزان حق ومن يعمل مثقال ذرة خير يره ومن يعمل مثقال ذرة شر يره وفريق في الجنة وفريق في السعير وان علياً (ع) امير المؤمنين, قال حمزة شهدت واقررت وآمنت وصدقت وقال الائمة من ذريته ولده الحسن والحسين والامامة في ذريته, قال حمزة آمنت وصدقت, وقال فاطمة سيدة نساء العالمين, قال نعم صدقت)(19)
  27. ثم لا تنسى ما مر مفصلاً في تجهيز الميت من تلقينه مكرراً والصلاة عليه وتذكيره بان الملائكة تسأله عن أئمته في قبره وفي حشره وتذكيره بولايتهم.
  28. كيف لا وقد صرح القرآن بذلك فقال تعالى: [يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُوْلَئِكَ يَقْرَؤُونَ كِتَابَهُمْ وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً 71 وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً72](20), انه اعمى عن اتباع الحق وحتى جهله او تجاهله وتنكر لآل محمد وشيعتهم.
  29. وقال تعالى: [وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ24](21) بعد قوله: [احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ...22] فقد عنى بالظالمين الذين ظلموا اهل الحق في سبيل سلطانهم وتسلطهم على الامة وقال الامام الصادق (ع) [مَّسْئُولُونَ] عن ولايتنا اهل البيت وكذا عن ابي سعيد الخدري وسعيد بن جبير [مَّسْئُولُونَ] عن ولاية علي بن ابي طالب (ع).
  30. وقال تعالى [ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ8](22) النعيم هو ولاية اهل البيت (ع).
  31. وفي كتاب احقاق الحق قال: اهدي لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) خاتماً فأمر أحدج اصحابه ان ينقش عليه الشهادتين ولما أرجعه واذا فيه الشهادة الثالثة مع الشهادتين فقال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): (كيف علمت ان علياً ولي الله تعالى), قال: ما انا كتبته, فنزل جبرئيل قائلاً ان صاحبك نقش ما امرته وانا عملنا بما امرنا الله.
  32.  وقال في المهذب: (والظاهر جواز ذكر اسماء الائمة (ع) ايضاً لما ورد من: ان ذكرنا من ذكر الله تعالى)(23).

حكم- مما سبق من الادلة الكثيرة والاحاديث المؤكدة يتبين ان ذكر ولاية علي (ع) بعد ذكر رسالة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) هي جزء من الاذان والاقامة محكومة بأحكامها, وثانياً: تزيد عليها وجوبها وحرمة تركها بالحكم الثانوي اي لكونها شعاراً للتشيع ومن تركها احدث فتنة بين المسلمين ومظالم بين اهل المذهب الحق, وهذا امر الله بكتابه والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واهل بيته (ع) في احاديثهم كما مر ذكره.


(1)وسائل الشيعة ب10 ح4 نافلة شهر رمضان.

(2)الوسائل ب32 ح2 و3 الوضوء.

(3)الوسائل ب32 ح2 و3 الوضوء.

(4)الوسائل ب15 ح2 وضوء.

(5)الكافي: الحجة: مولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ج1 ح8 ص439.

(6)الوسائل ب15 ح21 وضوء.

(7)سورة آل عمران آية 32- 34.

(8)سورة آل عمران 3/61.

(9)سورة البقرة آية 124.

(10)سورة الزخرف 43/28.

(11)فقه السيد الشيرازي (قدس) 3/27 صلاة عن منظومة السيد بحر العلوم (ع).

(12)سورة المائدة 5/3.

(13)سورة المائدة 55-56.

(14)سورة النساء 4/59.

(15)الوسائل ب1 ح29 مقدمة العبادات.

(16)حديث المعراج من كتاب العلل ح2.

(17)مهذب الاحكام 6/20.

(18)المستمسك: الاذان والاقامة.

(19)مستدرك الوسائل 17 مقدمة العبادات.

(20)سورة الاسراء 17/71-72.

(21)سورة الصافات 37/24.

(22)سورة التكاثر 102/8.

(23)مهذب الاحكام 8/314 شرح م4 من الخلل والحديث في الوسائل ب36 ح1 الذكر عن الامام.