الرياء وتوابعه:

حكم- يشترط في العبادات شرطاً تكليفياً لا وضعياً عدم الرياء في النية يعني تمام الاخلاص لله تعالى, كل عمل تضمنه الرياء فلا ثواب له سواء كان هذا العمل عبادياً او غير عبادي, والرياء هو الشرك الاصغر اذ هو من المؤمن بالله تعالى وتوحيده ذاتاً وفعلاً وعبادة, ولكنه يرائي الناس ليرفعوه بمستوى العبد الصالح لله سبحانه.
حكم- الرياء من الكبائر المحرمة ولكنه لا يبطل العبادة وفي ذلك لنا قرائن: أولاً: لا نص يصرح ببطلان العمل ووجوب الاعادة ولم نر عالماً ولا اماماً معصوماً قال لمرائي انه يجب عليك إعادة الصلاة وما اكثر المرائين في المسلمين وما اكثر التائبين, فلو بطل العمل فعلا التائب اعادة الصلاة لكل عمره الذي قضاه مرائياً, ثانيا: لو بطلت الصلاة فلا وجه للتحريم من جهة الرياء وانما من جهة انه تارك للصلاة ولا يحشر مصلياً, بينما النصوص التي بعضها تقول انه يؤخذ الى النار لانه مراءٍ وليس لانه صلى بلا وضوء مثلاً والذي يعتبر غير مصل فالذي يصلي بلا نية او بلا وضوء لا يقال له انه صلى بلا كذا بل يقال انه لم يصلي ويعيد عمل الذي سماه صلاة, وثالثاً: التائب لا يسمى مراء ولا يعاقب في الدنيا ولا في الآخرة بعنوان الرياء, ولو كان لبان فالروايات كلها منصبة على من مات ولا زال على الرياء.
حكم- اذا وقف الشخص وتظاهر بالصلاة ولكنه حين غاب من يرائي له ترك الحركات وانصرف عنها لاشغاله فهذا ليس بمراءٍ بل هو غير مصل وانما قد خدع من قصد خداعه ولا يصح للعلماء حمل المرائي على هذا التارك للصلاة والذي نيته اراءة الناس فقط وفقط ومثل هذا مثل الصبي يجبره ابوه على الصلاة فلما يحضر ابوه يقف يصلي ولما يغيب يهرب وينصرف للعب فهذا غير معتبر مصلياً وانما خادعاً ولاعباً.
حكم- ان بعض النصوص متشددة وبعضها اخف فلنذكر بعضها ونرى ماذا نستفيد منها وللتبرك وللوعظ بلسان المعصومين (ع) وهو احلى لسان في التعبير:

  1. عن ابي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (سيأتي على الناس زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدنيا لا يريدون به ما عند ربهم يكون دينهم رياء الا يخالطهم خوف يعمهم الله بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم)(1).
  2. وقال رسول الله (ص): (ما زاد خشوع الجسد على ما في القلب فهو عندنا نفاق)(2).
  3. عن ابي عبد الله (ع) قال: (من اراد الله عز وجل بالقليل من عمله اظهره الله له اكثر مما اراده به ومن اراد الناس بالكثير من عمله في تعب بدنه وسهر من ليله أبى الله الا ان يقلله في عين من سمعه)(3).
  4. عن ابي جعفر (ع) قال: (قال لو ان عبداً عمل عملاً يطلب به وجه الله والدار الآخرة وادخل فيه رضا أحد من الناس كان مشركاً).
  5. وعن مسعدة بن صدقة عن جعفر بن محمد عن آبائه ان رسول الله (ص) سئل فيما النجاة غداً فقال: (انما النجاة في ان لاتخادعوا الله فيخدعكم فانه من يخادع الله يخدعه ويخلع منه الايمان ونفسه يخدع لو يشعر), قيل له فيكف يخادع الله؟ قال: (يعمل بما امره الله ثم يريد به غيره فاتقوا الله في الرياء فانه الشرك بالله ان المرائي يدعى يوم القيامة باربعة اسماء يا كافر يا فاجر يا غادر يا خاسر حبط عملك وبطل اجرك فلا خلاص لك اليوم فالتمس اجرك ممن كنت تعمل له)(4).
  6. عن علي بن جعفر عن اخيه موسى (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يؤمر برجال الى النار فيقول الله عز وجل لمالك قل للنار لا تحرق لهم اقداماً فقد كانوا يمشون الى المساجد ولا تحرق لهم وجوهاً فقد كانوا يسبغون الوضوء ولا تحرق لهم ايدي فقد كانوا يرفعونها بالدعاء ولا تحرق لهم ألسنة فقد كانوا يكثرون تلاوة القرآن, قال فيقول لهم خازن النار يا اشقياء ما كان حالكم؟ قالوا: كنا نعمل لغير الله فقيل لنا خذوا ثوابكم ممن عملتم له)(5).
  7. وعن نهج البلاغة قال (ع): (كم من صائم ليس له من صيامه الا الظمأ والجوع وكم من قائم ليس له من قيامه الا العناء حبذا نوم الاكياس وافطارهم)(6).
  8. عن علي بن سالم قال: سمعت ابا عبد الله (ع) يقول: قال الله تعالى: (انا أغنى الاغنياء فمن اشرك معي غيري في عمل لم اقبله الا ما كان لي خالصاً)(7).

(1)الوسائل ب11 ح4 و7 و9 و11 و16 مقدمة العبادات.

(2)الوسائل ب11 ح4 و7 و9 و11 و16 مقدمة العبادات.

(3)الوسائل ب11 ح4 و7 و9 و11 و16 مقدمة العبادات.

(4)الوسائل ب11 ح4 و7 و9 و11 و16 مقدمة العبادات.

(5)الوسائل ب12 ح1.

(6)الوسائل ب12 ح8 و11 مقدمة العبادات.

(7)الوسائل ب12 ح8 و11 مقدمة العبادات.