درجات العجب:

حكم- المؤمن العامل بالعمل الصالح والذي يسر بعمله له درجات بعضها مقبول ومبرور وبعضها يهلكه ويحبط عمله ويخسر دنياه وآخرته فالدرجة الاولى السرور بالعمل.

الاول: السرور بالعمل:
حكم- قال ابو عبد الله (ع): (من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن)(1), وعن ابي جعفر (ع) قال: سئل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن خيار العباد؟ فقال: (الذين اذا احسنوا استبشروا واذا اساؤا استغفروا واذا اعطوا شكروا واذا ابتلوا صبروا واذا غضبوا غفروا)(2), وعن يونس بن عمار عن ابي عبد الله قال: قيل له وانا حاضر: الرجل يكون في صلاته خالياً فيدخله العجب؟ فقال: (اذا كان اول صلاته بنية يريد بها ربه فلا يضره ما دخله بعد ذلك فليمض في صلاته وليخسأ الشيطان)(3).

الثانية: عدم توفيق الله له لدفع عجبه:
حكم- عن ابي جعفر (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): قال الله تعالى: (ان من عبادي المؤمنين لمن يجتهد في عبادتي فيقوم من رقاده ولذيذ وساده فيجتهد لي الليالي فيتعب نفسه في عبادتي فاضربه بالنعاس الليلة والليلتين نظراً مني له وابقاء عليه فينام حتى يصبح فيقوم وهو ماقت زاري لنفسه عليها ولو اخلي بينه وبين ما يريد من عبادتي لدخله العجب من ذلك فيصبره العجب الى الفتنة باعماله فيأتيه من ذلك ما فيه هلاكه لعجبه باعماله ورضاه عن نفسه حتى يظن انه فاق العابدين وجاز في عبادته حد التقصير فيتباعد مني عند ذلك وهو يظن انه يتقرب إلي)(4).

الثالثة: العجب فرصة ابليس من المؤمن
حكم- قال ابو عبد الله قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (بينما موسى جالساً اذ اقبل ابليس وعليه برنس ذو الوان فلما دنى من موسى خلع البرنس وقام الى موسى وسلم عليه فقال له موسى من انت؟ فقال انا ابليس, قال انت؟ لا قرب الله دارك, قال اني انما جئت لاسلم عليك لمكانك من الله, قال فقال له موسى فما هذا البرنس؟ قال به اختطف قلوب بني آدم, قال موسى فاخبرني بالذنب الذي اذا اذنبه ابن آدم استحوذ عليه؟ قال اذا اعجبته نفسه واستكثر عمله وصغر في عينيه ذنبه وقال قال الله عز وجل لداود يا داود بشر المذنبين وانذر الصديقين قال كيف ابشر المذنبين وانذر الصديقين؟ قال يا داود بشر المذنبين اني اقبل التوبة واعفو عن الذنب وانذر الصديقين ان لا يعجبوا باعمالهم فانه ليس عبد أنصبه للحساب الا هلك؟).

الرابعة: الذنوب افضل للمؤمن من الاعجاب
حكم- روي عن ابي عبد الله (ع) عن امير المؤمنين (ع): (اعجاب المرء بنفسه دليل على ضعف عقله), وعنه (ع) قال: (ان الله علم ان الذنب خير للمؤمن من العجب لولا ذلك ما ابتلي مؤمن بذنب ابداً)(5), وعنه (ع) قال: (من دخله العجب هلك)(6).

الخامسة: الادلال والمنة
حكم- ان الادلال على الله هو ان يحسب الشخص نفسه من المقربين عند الله فيشترط شروطه عليه بان يجعله مستجاب الدعوة وينور وجهه ويخضع له العبادة بالاحترام والتقديم وتمام المحبة والطاعة, فان قصر شيء من ذلك عتب على الله قائلاً الم اعبدك الم احسن على عبادك الم الم...؟! فهذا فاشل عملاً ضعيف عقلاً سيء التربية وجاهل واتعس من ذلك المنة على الله يمن بعمله

وايمانه واحسانه فيشترط عليه شروطاً اكيدة ويتكبر على العباد بانه عامل كذا وعالم بكذا وهو ملعون وسخيف وسافل النفس ومخبول, قال الله تعالى: [يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ17](7), وروي بالادلاء او الادلال عن اسحاق بن عمار عن ابي عبد الله (ع) قال: (اتى عالم عابداً فقال له كيف صلاتك؟ فقال مثلي يسأل عن صلاته؟ وانا أعبد الله منذ كذا وكذا قال فكيف بكاؤك فقال ابكي حتى تجري دموعي, فقال له العالم فان ضحكك وانت خائف افضل من بكائك وانت مدل ان المدل لا يصعد من عمله شيء), وعن علي بن الحسين (ع) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (ثلاثة مهلكات شح مطاع وهوى متبع واعجاب المرء بنفسه), وعن ابي جعفر (ع): (ثلاث موبقات...).


(1)الوسائل 24/1 و2 مقدمات العبادات.

(2)الوسائل 24/1 و2 مقدمات العبادات.

(3)الوسائل 24/3 مقدمة العبادات.

(4)الوسائل 23/1 و3 و7 و6 و8 و9 و12 و13.

(5)الوسائل 23/1 و3 و7 و6 و8 و9 و12 و13.

(6)الوسائل 23/1 و3 و7 و6 و8 و9 و12 و13.

(7)سورة الحجرات 49/17.