حكم- تعارف الفتاوى بين العلماء وخصوصاً المعاصرين بعدم ثبوت الهلال كما في العروة:
فهو كافر بما انزل على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) )(1), قلت الكهانة هو الاخبار لمستقبل الايام وماذا سيقع ويحدث والتنجيم هو النظر في حسابات خاصة مبنية على سير النجوم وهما علمان سريان لم يتوصل اليها الكهان والمنجمين القدماء بالدقة والتحقيق الا قليلاً فكثيراً ما يخطئون واذا اتبعوهم المسلمون تنقلب حياة الناس الى جحيم لا تطاق ويتركون التوكل على الله والايمان بحفظ الله وحسن رعايته لخلقه وتدبيره وانه محيط ويكفرون بقوله تعالى [لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا12](2), وتشيع حالة الشك والوسوسة في السيرة كما في رواية عبد الملك بن اعين قال لابي عبد الله (ع) : اني قد ابتليت بهذا العلم فاريد الحاجة فاذا نظرت الى الطالع ورأيت الطالع الشر جلست ولم اذهب فيها واذا رأيت طالع الخير ذهبت في الحاجة, فقال لي: تقضي؟ قلت: نعم, قال: احرق كتبك)(3), فهذا الرجل فقد التوكل على الله وتوكل على نفسه وصار في كل حركته مرتاباً وكما في المثل (يعيش على اعصابه), فاذا شاعت هذه الحالة كفو الناس بقدرة الله وامامته وتدبيره, فقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال ونهى عن اتيان العراف وقال: (من اتاه وصدقه فقد برئ مما انزل الله على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ), فلأجل هذا الكفر وكثرة الخطأ بهذا العلم صدر النهي الشديد والتحريم الاكيد, ومن الحوادث الصائبة في علم النجوم انه لما اراد المأمون اخذ البيعة للامام علي بن موسى الرضا (ع) قال له المنجمون ليس هذا اليوم بجيد وانها بيعة لا تتم بل لها الخسران والموت واذا اردت النجاح ففي اليوم الفلاني فاصر المأموم على اليوم الخاسر لان البيعة انما هي خداع للناس ويراد منها حبس الامام (ع) ومراقبته حتى ينطلق باحاديثه وعلمه ويحتوي قلوب الناس بعدما مزقهم الفساد والخلافات العباسية, والامام الرضا (ع) يعلم بكل هذا ويعلم ما قال العرافون للمأمون ولماذا أصر على خلافهم, ولكن الامام مأمور بامر الله على الصبر والاستشهاد في سبيل الله فكان ان سحبه من المدينة المنورة مركز عزه ونشر علومه وحبسه في قصوره في خراسان واحاطه بجواسيسه ومخبريه وشل كل حركة يريدها ثم قتله بعد سنتين من سنة 201 هـ الى 203هـ حيث استشهاد الامام (ع) .
بل الآية الكريمة ثبتت صحة العمل بالنجوم ولزوم معرفة العلامات فيها, قال تعالى [وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ16](4), الا انه كما قلنا كثرة الخطأ وعدم العصمة وشيوع التشكيك بالمسلمين نهينا عن ذلك, ولكن الارصاد الحالية والعلم بالانترنيت مختلف عن ذلك تماماً, فاتن الرؤية المأمورون بها هي نفسها على ادق حالاتها فان البوسايت يريك الهلال كبره وارتفاعه ومقدار ما خرج منه عن زاوية المحاق دقيقة بدقيقة ويعطيك تقريراً مفصلاً انه اهل اي قارة من القارات يرونه في الساعة الفلانية وهكذا, فانا اطبق الحديث (صم للرؤية وافطر للرؤية) على الرؤية بهذه الالة وهذا العلم باضمن واوثق مما تراه بالعيون بالسماء, وهذه بعض التعاريف التي تنفع في ايضاح كيف ثبوت الهلال:
حكم- المعلومة الفلكية ان الهلال في المحاق وهو اخر الشهر يظهر من جهة المشرق مع طلوع الشمس او قبل الطلوع بربع ساعة تقريباً ثم يغيب تحت الشعاع ولا يخرج من زاوية المحاق الا بعد 16 ساعة ويكون تحت خط الاستواء بعشر درجات او اكثر فلا يراه اهل الارض في حوالي خط الاستواء الى الشمال, ومعلوم ان المعمورة انما تبد من حوالي خط الاستواء يعني ليس في جنوب خط الاستواء اكثر من استراليا وهي حوالي 35 درجة تحت خط الاستواء, وكل المعمورة منها الى القطب الشمالي, فالليل الذي بعد ظهور الهلال عند طلوع الشمس لم يظهر فيه والنهار الذي بعده ايضاً ويكون اول ما يظهر في غروب الليلة الثانية فيكون غيبته 36 ساعة.
حكم- عن صحيح حماد عن ابي عبد الله (ع) قال: (اذا رأوا الهلال قبل الزوال فهو لليلة الماضية واذا رأوه بعد الزوال فهو لليلة المستقبلة) يعني قبل الزوال فاتمهُ فانه من رمضان ولا ضمان ان يرى في الغروب حتى يثبت الشهر اللاحق, واما اذا رؤي بعد الزوال فاتم الصوم أيضاً ولكن هو ثبوت على حصول الشهر اللاحق في غد.
حكم- ان القمر يواجه الارض بنفس الوجه الذي يواجه به الشمس فيظهر منه مقدار ما خرج من خلف الارض وواجه الشمس, فعندما تكون الشمس في المشرق ويظهر لها آخر ما يظهر نراه عند شروق الشمس هلالاً وسوف لا نراه عند غروبها في المغرب الا بعد 36 ساعة بعد الرؤية عند الشروق فلا يظهر في مسائها الى مساء النهار الآخر.
حكم- ويظهر في الليلة الاولى عند الغروب في جهة مغرب الشمس تحت نجمة الغروب تقريباً ويسمى هلالاً الى ثلاثة ايام ويظهر كالخيط المقوس:
حكم- اذا ابتدأ الشهر الهلالي في الشمسي الكامل كمل وفي الشمسي الناقص نقص والنواقص من الشمسية كما عرفت هي شباط ونيسان وحزيران وايلول وتشرين الثاني والكاملة سبعة اشهر, فان دخل الهلالي في الشمسي الذي من فئة 31 يوم يكون الهلالي 30 يوم وفي الناقص يكون ناقصاً, وعلى ذلك التقاويم العالمية اسلامية وغير اسلامية.
حكم- ان تبعية الشهور والسنوات الهلالية للشمسية ثابتة بالكتاب والسنة كما سيأتي سيلي ولكن سبب الاختلاف هو انعدام رؤية الهلال لسبب في الناس او في السماء فتتوالى ثلاثة شهور ناقصة او تامة لجهل الناس وعدم تدقيقهم بالرؤية وما يظهر ذلك الا في حكم الامام المعصوم (ع) وهو قريب ان شاء الله تعالى.
حكم- هذه مسألة قد غرق وعرق فيها كل الرجال من الفقهاء والفلكيين والقدماء والحديثين وانا سأسلك معك طريق وحجج الفقهاء القدماء ثم اعرج على تساؤلات وحجج من الحديثين ومن المعلوم ان السيد الخوئي والسيد السبزواري يميلان الى وحدة الافق والسيد الحكيم والسيد السيستاني والسيد الشيرازي يميلون الى عدم وحدة الافق قدست انفسهم جميعاً.
حكم- الاصل ان كل قوم حكمهم خاص بهم [وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى](7), اما الروايات فكثير منها تشير الى وحدة الافق نعم لانها لا تخلو من نقاش فالاخبار القائلة (صم للرؤية وافطر للرؤية) ما قيدت رؤية الانسان لنفسه فهو شامل لمن يرى ثم يشهد عند الحاكم ثم الحاكم يقول بالفضائية ويصوم اهل المعمورة كلهم او نصفهم والروايات ما قيدت ذلك وانما اطلقت فلاحظ, وصحيح هشام عن ابي عبد الله (ع) انه قال فيمن صام تسعة وعشرين؟ قال (ان كانت له بينة عادلة على اهل مصر انهم صاموا ثلاثين على رؤيته قضى يوماً)(8) يعني اذا ثبت في اي مصر في العالم الذي توطن فيه الصائمون وعبد الرحمن عنه (ع) : (لا تصم الا ان تراه فان شهد اهل بلد آخر فاقضه)(9) وهكذا صحيح هشام واسحاق والخثعمي وابي بصير وعبد الرحمن والاخر له سماعة يعني في اي بلد في المعمورة.
حكم- ان ارتفاع الهلال من زاوية المحاق وامتثاله بمقابلة الشمس وظهوره لاهل الارض ظاهرة كونية طبيعية لا تعلق لها برؤية جهة دون اخرى فبروزه بالافق يقابل كل المعمورة كشروق الشمس مرة يراها اهل الارض واخرى تكون خلف جبل عن مدينة معينة.
حكم- مال الى القول باتحاد الافق كثير من الفقهاء كالعلامة الحلي والمحدث الكاشاني وصاحب الحدائق وصاحب المستند والخونساري ومال اليه صاحب الجواهر, قال صاحب المستند: الحق الذي لا محيص عنه الخبير كفاية الرؤية في احدى البلدين للبلد الآخر مطلقاً سواء كان البلدان متقاربين او متباعدين كثيراً...)(11), واستقووا ببعض الروايات مثل الدعاء: (اللهم بحق هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيدا) ورد انه: ليس بساعة واحدة وانما في كيفية واحدة وفي خلال 24 ساعة, قلت بل في خلال 12 ساعة فقد لان في اول طلوعه يراه نصف اهل الارض تقريباً ثم يتواردون الى 12 فيراه كل أهل النصف الاخر من الارض, فوقت طلوع الهلال يكون نصف الارض ليلاً وبعد 12 يأخذ الليل النصف الاخر وكل منطقة تقرب الشمس يظهر لها الهلال.
حكم- ان الخطوط الطولية (خطوط كرنج) 360 خطاً تقع الشمس كل خط منها في 4 دقائق وتضيء الشمس نصف الكرة الارضية فكل ما تسير ساعة (15 درجة) يظلم 15 خط من الغرب ويضيء مقابله 15 خطاً من الشرق, وعليه فبعد 12 ساعة سوف ترى الشمس قد اضاءت بالوجه الآخر من الارض واظلم الوجه الاول لانتقال الشمس عنه وفي المقابل كل منطقة اظلمت لانتقال الشمس عنها يظهر فيها الهلال ويكبر الى ان يتم في نصف الشهر ثم يتناقص حتى تراه في آخر الشهر هلالاً صباحاً في جهة الشرق.
حكم- لا بأس أن نبين أموراً متعلقة بالهلال وان كانت لا تخص القول باتحاد الافق وعدمه ومنها تزايُد كبر الهلال فيظهر أول ليلة بمقدار ربع ساعة كخيط مقوس في جهة الغرب ثم يتزايد سعة وطول مكوث الى 14 في الشهر القمري ويبقى كاملاً ليلة الـ 15 و 16 ثم يتناقص الى ليلة 28 بالشهر يكون هلالا في الصباح في جهة الشرق, فالهلال ثلاثة ايام ثم يكون بالتربيع يوم السابع ويوم 22 يكون التربيع الثاني وفي 29 يغيب اذ يكون في المحاق ثم يظهر في الغرب في وقت الغروب هلالاً رفيعاً.
حكم- لا موضوعية للرؤية وانما هي كاحدى الطرق للثبوت ولذا جاءت الروايات بحساب الايام كما سيأتي في قبال الرؤية وزوال الشمس يجري على كل اهل البلاد سواء من رآه وقابله او من حجب عنه بالجبل او الغيوم او العمارات والابنية فهكذا الهلال يجري حكمه على من رآه او من حجب عنه, وتعريف المحاق هو الزاوية الارضية العارضة لافق البلد المسببة لحجبهم عن رؤية الهلال كالضخرة بينهم وبينه.
حكم- ورد في كتب العامة رواية كريب: ان ام الفضل بنت الحرث بعثته الى معاوية بالشام, قال: (قدمت الشام فقضيت بها حاجتي واستهل عليّ رمضان فرأينا الهلال ليلة الجمعة ثم قدمت المدينة في آخر الشهر فسألني عبد الله بن العباس وذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال, فقلت ليلة الجمعة, قال انت رأيته؟ فقلت نعم ورآه الناس وصاموا وصام معاوية, فقال لكنا رايناه السبت فلا نزال نصوم حتى نكمل العدة او نراه...)(12), يظهر من هذا ان المسلمين العامة كالخاصة ليس في ذهنهم حساب عن اختلاف الافق والا كان على كريب ان لا يفطر مع اهل المدينة وانما يفطر قبلهم بيوم والا لكان يصوم 31 يوم اذا كان الشهر كاملاً, وما رأينا ابن عباس اشار بهذا لكريب وهو ملاصق بأمير المؤمنين (ع) .
حكم- ان الارض لها الحركات الثمانية:
حكم- ان للارض خطوط طولية وقد رسمناها واوضحنا مدار الارض التي تقطعه الشمس في 24 ساعة ويقطعها القمر في 29 يوم و 6 ساعات.
حكم- الظاهر ان القمر ايضاً يتراوح ما بين الميلين الاعظمين ولا يتعدى مداره اياهما فيترفع الى مستوى الميل الاعظم الشمالي ثم ينخفض الى مقابل الميل الاعظم الجنوبي في خلال شهر وسيأتي في النكاح ان الشمس تقطع كل برج من الابراج الاثني عشر في شهر واحد في رحلتها بين الميلين الاعظمين والقمر يقطع كل برج في يومين و 4 ساعات و 6 دقائق.
حكم- في فصل الصيف يظهر الهلال اول الشهر كالراء المقلوبة بطنه غير مواجه للشمس وظهره مواجه الشمس, وفي الشتاء حيث تكون الشمس على الخط الشمالي كالراء العادية مقابل الشمس, وحيث تكون الشمس على خط الاستواء اي الربيع او الخريف تبع القمر مسار الشمس على شكل حرف النون غير المنقط هذا ما ينظر اهل النصف الشمالي وبالعكس نظر اهل الجنوبي اليه.
حكم- الشمس تزيد نورها للقمر في كل ليلة عما قبلها حتى تكمله في ليلة 14 ويبقى كاملاً ليلة 15 وليلة 16 ثم يتناقص الى ليلة 29 فاما ان يظهر ليلة وبه يثبت شهر جديد ويكون الماضي 29 يوم, واما لم يظهر فيكمل الناس عدة الشهر السابق ولا يحكمون بشروع اللاحق وانت خبير بان الليلة الاولى للهلال من الاسبوع كليلة السبت مثلاً تكون نفسها ليلة الثامن والخامسة عشرة والثانية والعشرين والتاسعة والعشرين سبتاً سبتاً سبتاً.
حكم- ويزيد كل ليلة من الوقت بحسب طول الليل فاذا كان طول الليل 14 ساعة فان الهلال يظهر هلالاً بمقدار ساعة او اقل وفي الليلة الثانية يدوم ساعة زيادة والثالثة ساعتين زيادة وهكذا الى الليلة الرابعة عشر فيدوم طول الليل واطالته من اول المغرب وكماله الى الصباح ثم يتناقص بمثل ذلك من نصف الشهر الى الأخير وموضع تناقصه جهة المغرب واستقراره في جهة المشرق, فليلة 14 و 15 و16 من المغرب الى الصباح وليلة 17 يظهر من بعد المغرب بساعتين وليلة 22 يظهر من بعد نصف الليل وليلة 29 اما لا يرى واما ان يرى عند طلوع الشمس فاذا ظهر عند الطلوع لمن كان حاد النظر فان الشهر يكمل لان ظهوره عند الصباح لا يظهر في نفس الليلة من جانب المغرب وانما يتعطل كما قلنا 36 ساعة
حكم- الفرق بين اليوم الشمسي واليوم القمري 44 دقيقة و37 ثانية و3 لحظات تقريباً يزيد الشمسي على القمري حتى تزيد السنة 11 يوم من الشمسي على الهلالي, ولذا قال الامام الصادق (ع) : صم في العام المستقبل اليوم الخامس من يوم صمت فيه عام اول)(13) فلو حسبت اليوم الـ 11 الماضي يكون الماضي الخامس بالمستقبل فلو كان الصوم في سنة 1430 في يوم الجمعة فسيكون في سنة 1431 في يوم الثلاثاء هو الاول وهو نفسه لو حسبت في الترجيح 11 يوم فقل: جمعة خميس اربعاء ثلاثاء اثنين احد سبت جمعة خميس اربعاء ويوم الـ 11 هو يوم الثلاثاء, فحساب الامام (ع) هو نفس النظام الجديد في الحساب والذين لا يؤمنون بيوم الحساب لا يؤمنون.