11- وصيَّتي لكثير الشك في الصلاة:

إن كثرة الشك في الصلاة تحدث إما لقصور في العقل أو لغم وهم وحزن عند الإنسان المصلي أو لفرح وسرور أو لانتظار أمر أو حاجة مترَّقبة أو لاستخفاف وتهاون في الصلاة وإطاعة الله تعالى أو ابتلاء الشخص بالمعاصي والابتلاء بالشيطان الرجيم.
1- فإن كان لقصور العقل وغباء الذهن فندعوا له بالشفاء وتمام العقل
2- وإن كان لحزن وهم بأمر أقضَّ مضجعك ومصيبة أو فرح بأمر فأكثر من قراءة الآية الكريمة ((ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ وَاللهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ (23) )) سورة الحديد.
وتفكر بها كثيرا فإنها تزهدك في الدنيا وما يصيبك فيها من خير او شر وكذلك الآية: ((لا تَدْرِي لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً (1) )).
((وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدْراً (3) )) سورة الطلاق.
وإن كان لاستخفاف بالصلاة فاتقِ الله وخف سطوته فإنه إن غضب عليك فإنه شديد العقاب وإنَّ عقابه ليعمي العيون ويقطع القلوب ويحطم عليك دنياك وأخرتك وقد ورد: (بشِّروا مخفِّف الصلاة بالفقر) وفي الحديث: (البركة والخير إنما هو بالتأني والتدبر بالصلاة).
3- وان كان الشخص مبتلى بالشيطان يوسوس له فيلزم عليه انه حين يستنجي في بيت الخلاء من البول أو الغائط بالماء أن يقرأ الدعاء الوارد (اللهم أعوذ بك من الرجس النجس الخبيث المخبث الشيطان الرجيم). ولا بأس أن يزيد بعض الأدعية مثل ما لو تبول أو تغوط وتخلص منهما أن يقول الحمد لله الذي أطعمناه طيباً في عافيه وأخرجه مني خبيثاً في عافيه.
4- أن تتفكر بالصلاة بصحة قراءتك كلمة كلمة ولا تفكر بغيرها فيذهب عنك الشك إذا أقبلت على صلاتك بكل جوارحك.
5- أن تصلي صلاة مودِّع بحيث تحتمل بأن هذه الصلاة قد تكون آخر صلاة لك وأن بها سوف تقف بين يدي الله في قبرك ويوم القيامة وأن بها النور الذي يضيء لك الصراط في الآخرة فانظر كيف تؤديها حتى لا تشك بها.
6- أن تزيل كل ما يشغل النفس من أمامك ومن جوانبك من صور ونقوش وغيرها وتسكت الأصوات لو كان هناك شي مسموع يشغل الإنسان سواء كان حلالاً أم حراماً خيراً أو شراً حتى تقبل على صلاتك.
7- أن تتعوذ من الشيطان وتستغفر الله وتدمن على قراءة القرآن والأدعية وتكون في كل الأوقات مع الله حتى لا تكون وقت الصلاة مع الشيطان.
8- أن تحسب أعداد الركعات بالإصبع ففي الركعة الأولى تضع إبهامك على الخنصر وفي الثانية على البنصر وفي الثالثة على الإصبع الوسطى وفي الرابعة على السبابة.
9- أن تضع علامة بين يديك من تربه أو سبحة أو غيرها ففي الركعة الثانية تجعلها على يمين السجود وفي الثالثة على اليسار وفي الرابعة تجعلها خلف التربة التي تسجد عليها.
10- إن هناك آلة موجودة في إيران كلَّما سجدت ارتفع رقم.
11- إذا شككت بين الاثنتين والأربع أو الثلاث أو بين الاثنتين والثلاث والأربع فتستطيع أن تعمل بأحكام الشكوك الثابتة في الرسائل العملية فتصلح صلاتك وإن تكاثر شكُّك فلا تهتم بالشك واحكم بالصحة دائما كما هو ثابت، وإن أردت أن تعرض عنها وتنويها قضاء على ما في علم الله من العدد فلا بأس، أي تقول يا رب إن كانت اثنتين فاجعلهما لي قضاء صبح وإن كانت ثلاثاً فاكتبها لي صلاة مغرب وإن كانت أربع فاعتبرها قضاء رباعية وعندنا يجوز العدول بنية الصلاة حتى بعد انتهائها كما في رسالتنا، ثم تقوم لأداء الصلاة الأدائية من جديد.
12- إذا أصابتك حالة ضحك ولم تستطع أن تمسك نفسك أو اشتدت غفلتك فانظر في أظافر يدك فانه يذهب عنك الضحك والغفلة إذ إن آدم(ع) كان كل بدنه قوي كالأظافر فلما سها وعمل المعصية انقشع جلده ورق وبقي الأظفر من آثاره فمن نظر ذهب عنه حالة الضحك والغفلة.
13- مما يدفع الشك والنسيان ويسبب الحكمة والأجر العظيم أن يدمن الإنسان قراءة أربع آيات من أول البقرة ثم آية الكرسي إلى (هم فيها خالدون) وثلاث آيات من آخر البقرة وأن يبدأ بقراءة الحمد فهو أفضل.