خلاصة وصيَّتي للخطباء الكرام:

1- أن يخلصوا لله ويقصدوا بخطبهم على الناس رضوان الله وصلة النبي وأهل بيته صلوات الله عليهم.
2- أن يطالعوا ويدرسوا كثيراً وإلى آخر أعمارهم لتحسين خطبهم وإتقانها أكثر فأكثر وحتّى يكون مجلسهم مشحوناً ومشتملاً على كل شيء من العلم والفوائد ففيه تفسير ومسائل شرعيّة وأحاديث شريفة وقصص لطيفة وأشعار متقنة ويكون متهيئ لأناشيد الأفراح وأطوارها كما هو متهيئ للأحزان والمصائب.
3- أن يراعي كل مجلس بما يقتضيه، فإذا كان مجلسه من أهل العلم والدين فلا يسرد لهم عقاب الزناة والخمارين واللوَّاطين وإذا كان في المجلس فسقة وجهلة فلا يأتي لهم بمضحكات ونكات العاشقين والغزل وإنما ينذرهم من عذاب الله ويدعوهم للصلاة والعبادة ويدعوهم إلى الخير.
وإذا كان مجلس حزن فلا يأتي بالمضحكات والنكات، وإذا كان فرح وحفل وسرور فلا يأتي لهم بمكدِّرات.
وإذا كان في المجلس أغنياء مترفين وأشحاء بالمال على الفقراء والمشاريع فلا يأتي لهم بمحاسن الغنى والمال ولزوم حفظه، وعدم استحقاق بعض الفقراء، وإنما يدعوهم للإنفاق والميل إلى الزهد وعدم الاغترار بالدنيا وهكذا.
4- أن يلاحظ جماليّة تعبيره ومقدار علو صوته، وحسن حركاته فلا إفراط بحيث يزعج الناس ولا تفريط بحيث لم يروا ولم يسمعوا حتّى يناموا ويغفلوا ولا يطيل بحيث يملوا ويقتصر حتّى يتلهفوا ويحرموا مما كانوا منتظرين.
5- أن يختار لخطبته عنواناً واحداً يتحدَّث حوله حتّى النهاية.
6- بالنسبة إلى المال إذا كان يريد المال لعيشه وضروراته لا يفرّط في حقّه بحيث يكون متسامحاً ويخجل من أخذ شيء يعيش فيه كأجرة لخطبه.
ولا يظلم الناس ويطلب منهم الأرقام الخياليّة بحيث يجزعوا من عقد المجالس ويملُّوا من طلب الخطباء وبالتالي إن الخطابة وظيفة شرعية وعمل عقلائي يبذل بإزائة المال ككل المنافع الدنيوية والأخروية.
والذي ينتقد الخطباء بأنهم يأخذون المال فهو ظالم خارج عن الحق الشرعي نعم النقد على الغلاء والطلب الكثير صحيح.
7- أن يتقنوا قبل الابتلاء بسرد الآيات والأحاديث، علم النحو والصرف وما شابه لئلا يقرؤوا الآية أو الحديث غلطاً أو يفسّروه مخالفاً لارتباطه في الجملة.