24- وصيَّتي بقلة المزاح وعدم تركه بالمرة:

ورد في الحديث الشريف (ما مزح الرجل مزحة إلاّ مجَّ من عقله مجَّه).
فالمزَّاح يكون شخصاً نصف مجنون خصوصاً إذا استعمل أعضاءه في المزاح، ولم يكتف بلسانه، نعم لا بأس به قليلاً بشرط أن لا يكون فيه مخالفة شرعية قولية أو عملية، ومما ورد في ذم المزاح عن رسول الله (ص) أنه قال لشخص كان مزَّاحاً، لا تكثر المزح فإن المزَّاح يأتي يوم القيامة ورأسه كجبل أبي قبيس يعني مخزياً بين الخلائق فقال له: إذاً أدفعك به يا رسول الله إلى المحشر فضحك رسول الله فنـزل جبرئيل قائلاً:إن الله قد غفر لفلان لأنه قد أسر قلب رسوله، وعليه نستطيع القول وباستظهار عدة أحاديث شريفة بأن المزاح كثيراً سوف يخزي يوم القيامة بكبر الرأس مما يسبب الإهانة من ضحك الناس عليه وسخريتهم منه فإن كان مزاحه بغير معاصي فيصاب بذلك الذل ثم يؤمر به إلى الجنة، وإن كان مشتملاً على المعاصي، من الغيبة والكلام البذيء الفاحش وإذلال المؤمنين وما شابه فإنه مع هذا الخزي يؤمر به إلى النار.