25- وصيَّتي في العمل بالنص:

إن للإيمان والعمل الصالح كيفيات ومراحل الأولى أن يتثبت الإنسان من الإيمان الذي هو عليه، فهل هو صحيح في كل فصوله أم فيه مخالفات للواقع الشرعي؟
فالمرء إن كان من العلماء المطلعين فله أجره إن أصاب وعليه وزره إن تجرأ وتمسك بما هو خلاف الحق وأما إن كان جاهلاً أو عالماً وشك ببعض الأمور فعليه أن يعرض رأيه وعقيدته على العلماء ولا يأخذ دينه إلا عن الصادقين محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين كما قال الله تعالى:
((وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119)) التوبة.
((فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (43)) النحل.
((أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ كَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ (14)) محمد.
((وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (78)) آل عمران.
وعليه فلا يغتر الإنسان ويأخذ تعاليمه وعقيدته ممن هبَّ ودب حتّى لو كان من علماء مذهبه فإن الضلال في علمائنا بالذات في هذا العصر لا يقل عن الضلال من غيرهم، بل إن بعضهم أخذ يمالئ الكفار وأعداء أهل البيت في آرائه وأطروحاته فليكن المؤمن حذراً كل الحذر في عقيدته.
وبالنسبة إلى العمل فكذلك يقول الإمام الصادق(ع): (أخوك دينك فاحتط لدينك). فلا تتجرأ وتتخذ في دينك المعاذير عن العمل بحق الشرع والواقع وتترك الفرائض الواجبة في ذمتك لعدم ملائمة مصالحك الشخصية، كمن يترك زوجته متبرجة بين الرجال زاعماً أن الشرع لا يجبر الإنسان وإنما يلبسها إذا اقتنعت هي.
قال الإمام الصادق(ع): (ليس من الكفر أن يعمل الإنسان معصية، وإنما الكفر فيما إذا قال هذا هكذا في الشرع)، فوصيَّتي لك أن تتعرف على الحق من أهله لا من شهواتك وأهوائك ولا من الجاهلين الضالين المتقولين على الله والنبي والأئمة، وأن تعمل بما علمت من الحق لا تترك ما تشاء وتفعل ما تريد، وإنما أنت عبد محاسب ومعاقب أو مثاب على ما ترى.