29- وصيَّتي في اتخاذ الأصدقاء:

ورد في وصيّة الإمام الحسن(ع) قوله: (وإذا أردت صحبةً فاصحب من إذا صحبته زانك وإذا طلبت منه معونة أعانك…).
وفي الحديث عن النبي 4 : (مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك ـ أي يعطيك ـ أو تبتاع منه، ونافخ الكير) أي الكورة التي يلين الحديد فيها (إما أن يحرق ثيابك، أو تأتيك منه ريح خبيثة).
ومعنى الحديث أن الصديق الصالح إما أن يرشدك للصلاح أو أنك أنت تقتبس من عاداته وأعماله الحسنة وتصلح تصرفك وسيرتك وتحسن سمعتك بمجالسته، والصديق الفاسق و السيئ إما أن يفسدك مثله أو تأتيك من مرافقته سمعة سيئة ويقول الشاعر:

لا تربط الجرباء عند صحيحـةٍ            خوفاً على تلك الصحيحة تجرب   

أي العنـزة المريضة الجرباء لا تربطها مع العنزات النشيطات الصحيحة إذ ربّما تعديهن وهكذا الفاسق الفاجر السيئ الأخلاق لا تجلسه مع أولادك وأبعد عنه الشباب بل والكبار، خوفاً على مجالسيه أن يتأثروا به ويفسقوا وتسوء أخلاقهم.
وفي الحديث أيضاً: (من جالس العلماء ربَّ رحمة تنزل عليهم فتعمُّه، ومن رافق السفهاء رب غضب ينزل عليهم فيعمه).