30- وصيَّتي تكثير الأوقاف:

إنه كما أن العالم اليوم يتألف من شعوب وحكام على الشعوب، وكل حكومة لها وزارات وإدارات تابعة لها في مختلف شؤون الحياة، كذلك يجب أن يكون للعلماء لجان كثيرة لملاحظة وإدارة شؤون المسلمين من الناحية الثقافية والدينية في العالم، وقد ذكرنا من جملة وصايانا الوصية بالأوقاف وبينّا فيها فائدة وجود حسينية في قبال المسجد، فهنا نتوسع بذلك ونقول:
1- إن المسلمين في العالم حوالي مليارا نسمة واللازم أن يكون لكل أربعمائة إنسان مسجد وحسينية على الأقل يعني أن للمسلمين في العالم مالا يقل عن نصف مليون مسجد وحسينية، ولكل أربعة آلاف نسمة يكون مغتسل للأموات ومقبرة بمعنى خمسين ألف مغتسل ومقبرة خاصة بالمسلمين منتظمة محوطة محترمة، ولكل ماءه ألف إنسان حوزة لدراسة العلوم الإسلاميّة للرجال والذكور، وحوزة للنساء والبنات، فلجمع المسلمين في العالم يجب تأسيس ألفي حوزة علميّة للذكور ومثلها للإناث.
2- إنه لابد أن يكون في كل مسجد من هذه المساجد إمام جماعة أو أكثر، بمرتَّب أو غير مرتب، وخادم ومؤذن وأوقاف اقتصاديّة تموّنه وتدر عليه بما يرفع حاجة الإمام والخادم وترميم المسجد وشراء الحاجيّات له ومجموعة من الناس ممن يمدُّونه بالنقائص.
3- وفي كل حسينية خطيب أو أكثر وخادم وأوقاف لتمويلها.
4- لابد أن يعقد في كل مسجد هيئة قرآنية للشباب لكي يحسنوا عباداتهم ويتعرفوا تماماً على مخارج الحروف وليحسِّنوا الصلاة والعبادات وقراءة القرآن، ويزيد ذلك أن يدرسوا آداب التجويد، وأن يسمّوا الجلسة باسم أحد المعصومين في الإسلام أو صفته أو لقبه أو كنيته، ويلتزم بكل هيئة شخص للتدريس والتدريب على القراءة والتجويد وشخص أو أكثر لبيان الأحكام الشرعيّة والأحاديث التربويّة يختم بها درس القرآن وكل شخص من الحضور يرتل من الآيات ويرد عليه عند الخطأ، وتعقد الهيئة في كل أسبوع مرّة على الأقل وإن كان أكثر فأفضل.
5- كيفية المقبرة أنها إما تبنى في داخل الأرض طبقات للقبور فكل 70 سم × مترين يسع من الكبار، فلو كانت ثلاث طبقات لوسعت ثلاثة أشخاص، وكل 50سم × متر يسع طفلاً واحداً، فلو كان طبقات وسع بعدد الطبقات.
وإما بدون طبقات، فإذا امتلأت وجب تهيئة أرض أخرى غير بعيدة عن البلد لإيقافها مقبرة وهكذا، ولكل مغتسل رجل أو أكثر لغسل الذكور وامرأة أو أكثر لغسل الإناث، وكل غاسل وغاسلة يمتحنان من قبل عالم البلد ويتقنان العمل، فإن الغسل والتكفين من العبادات الهامة.