31- وصيَّتي لطلاَّب العلوم الدينية:

الحوزات العلميّة على نوعين في الحال الحاضر:
ا- حوزة قديمة وهي التي تُعنى بدراسة الفلسفة والمنطق والبلاغة السطحيّة والفقه والأصول وما إليها، ولا تهتم لدروس الأخلاق ولا العقيدة ولا الحديث ولذا لو دخل الحوزة شخص فاسق فلا يتخرج منها مؤمناً متقياً بل قد يزيد رذيلةً وبعداً عن الدين، ولو دخل شخص سني فلم يشكَّل له دروس مكثّفة لتعريفه المذهب فقد يزيد بعداً عن أهل البيت كما رأينا.
ب- حوزة متجددة تدرس اللغة الأجنبية والسياسة والاجتماع والأخلاق والفلسفة والعقيدة والحديث والأصول والفقه والبلاغة وما شابه وتهتم بالقواعد العربية ومعرفة اللغة.
ثم إن الكتب الدراسيّة على ثلاثة أقسام منها كتب للمطالعة، ومنها كتب لا يكفيها المطالعة وإنما لابد من المباحثة أي المدراسة مع قرين.
ومنها كتب لا يكفيها المباحثة وإنما لا بد من حضور مدرس متقن يدرِّسها ويدرب على ما فيها حتّى يصل الإنسان لمعرفتها.
ثم إن الطالب حين يدرس في الحوزة يتخرج:
أ) إما خطيباً حسينياً فعليه أن يحفظ الأشعار والمقتل الكامل وتفصيل مصائب النبي وأهل بيته ومواليدهم لأن تلك وظيفته ويزيد من الشواهد والقصص والأحكام وتفسير القرآن وغير ذلك حتّى يكون كالعطار جامعاً لكل ما يحتاج إليه الناس حتّى تنجح خطابته.
ب) وإما إمام جماعة الصلاة وإدارة قرية أو مدينة دينياً فعليه أن يتقن الصلاة وأحكامها وبقيّة الأحكام وتفسير القرآن وتاريخ أهل البيت وغير ذلك لأنه في معرض السؤال ويحتاجه عند محاضرته، ويتقن عقد النكاح وتمام أحكام الزواج والطلاق حتّى لا يتورّط ويزوج حراماً ويطلق باطلاً، ويتقن الصلاة على الميت وبقيّة أحكام التجهيز لأنه معرض لذلك.
ج) وإما مفسّراً للقرآن فعليه أن يتقن الآراء والأحاديث في التفسير والتأويل ويكثر المطالعات لتلك المقارنات.
د) وإما مقرئاً للقرآن، فعليه أن يتقن القراءة وآداب التجويد ويمارس ذلك عند مقرئ قدير حتّى يكون مقرئاً ناجحاً.
هـ) وإما محدِّثاً إسلامياً فعليه أن يحفظ كثيراً من الأحاديث ويتوجّه لأساليب التعبير المعصومي حتى لو عرضه حديث يخالف ذلك يستطيع أن يعرف صدقه من كذبه، ويسمى عندنا فقه الحديث وعليه أن يتقن علم الرجال والطرق.
و) وإما مجتهداً مرجعاً للناس برأيه فعليه أن يطالع كثيراً بعد أن ينال درجة الاجتهاد، حتّى لا يفوت عليه شيء من قرائن الأدلّة وأساليبها.