لا بأس بالعودة إلى التواصي بالصلاة و مقدماتها لترسيخها في عقول ونفوس المؤمنين الكرام والتي منها ينطلق الإنسان إلى الصلاح والإصلاح ونبذ المنكر والرذائل فنبدأ بالغسل والتنظيف، إن الله سبحانه أمر عباده بالنظافة و الطهارة البدنية كما أمرهم بطهارة النفس من الأخلاق السيئة والرذائل والنوايا السيئة كالحقد والحسد والغل و الشك والكفر والنفاق والكيد بالناس وظن السوء فيهم... وقد كان بعض المسلمين في عهد النبي (ص) يحضرون الصلاة ورائحة أبدانهم عفنة وثيابهم وسخة فأمرهم الله بالتنظيف وعلى الأقل في يوم الجمعة حتى يحضروا أعظم صلاة وهي صلاة الجمعة بنظافة وريح طيب وأمر بالسواك لإذهاب بخر الفم والتعطر لطيب البدن والثياب وفي الحديث الصلاة بطيب بسبعين صلاة والصلاة مع التسوك بسبعين صلاة وفي الآية الكريمة في مدح أهل مسجد قبا في المدينة المنورة أن بعض رجالهم تطهَّر بالماء من التغوط والتبول وكان أكثر الناس يمسحون بالأحجار فنزلت الآية تأمر بتهديم مسجد الضرار الذي أسسه المنافقون و تأمر بالصلاة في مسجد قبا الذي أسسه الرسول عند وصوله المدينة ((لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (108) )) التوبة, و عن النبي (ص) (اغسلوا ثيابكم و خذوا من شعوركم و استاكوا و تزينوا, و تنظفوا فان بني اسرائيل لم يكونوا يفعلون ذلك فزنت نساؤهم), و عنه (ص) (بئس العبد القاذورة) (إن الله يبغض الوسخ و الشعث) وعنه (ص) (الإسلام نظيف فتنظفوا فإنه لا يدخل الجنة إلا نظيف) وعنه (خلِّلوا لِحاكم وقُصُّوا أظافركم فأن الشيطان يجري ما بين اللحم والظفر) وعنه (ص) التوصية بكثرة الوضوء (الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر و بعده ينفي اللمم ويصحح البصر و البدن) نهج الفصاحة, وبعد هذه الوصايا الشريفة في الأحاديث لا حاجة في التوصية بالتنظيف و كيفياته في كل شيء فأن الحر تكفيه الإشارة إلا بشيء من التوضيحات
ومنها: