38- وصيَّتي في التفكر بالصلاة:

بعد أن أوصينا الشباب الطيبين في أول الوصايا بالخشوع نوصيهم الآن أنه ماذا يفكرون في الصلاة:
1- أن تتنكر لشخصيتك ونفسك وأطماعك ورغباتك فإنك حين تصلي وفي أول أعمال صلاتك قد رفعت يديك إلى حيال أذنيك نافضاً بهما إلى خلفك نفسك وشيطانك وهواك مستقبلا بهما ربك سبحانه وتعالى ولذا قال تعالى: (فصل لربك وانحر) أي اجعل يديك عند نحرك في التكبيرات في بعض تأويلات الآية.
2- أن تخشى وتخاف من الله من أن تكون قصَّرت في صلاتك بشيء من مقدماتها كالوضوء فأنه ربما يصلي الشخص سبعين سنة ثم يأتي يوم القيامة فيقال له أن كل وضوئك أو غسلك كان باطلا فصلاتك باطل في طول حياتك و في الحديث (من أحسن وضوءه أحسن صلاته).
3- أن تتفكر بكل كلمة أو حركة أديتها في الصلاة أنه هل أديتها بأحسن صورتها و أنها صحيحة الأداء و في موقفها اللازم فلو شككت بذلك فتلافى الجزء قبل أن تنتقل منه إلى غيره مثلا اذا قلت ((الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعالَمِينَ)) أن تتأكد بأنك أديتها بحروفها ومن مخارج الحروف.
4- أن تفكّر بالتأني بالصلاة لا بالتسرّع لأنّك في ضيافة المولى سبحانه فلا تمل من مجالسة العظيم بل أطل معه الجلوس و الوقوف و الخشوع إليه يزيدك نوراً وكمالاً وحكمةً وتوفيقاً لحوائج الدنيا والآخرة وأطل التفكّر في كل كلمة تقولها من كتاب الله واعرف معناها.
5- كن صادقاً في قولك (إياك نعبد وإياك نستعين) بان لا ترائي بعبادتك لغير الّله وأن تستعينه في مطلق الأمور.
6- أن تصدِّق وتؤمن بقضاء حاجتك عند الدعاء ولا تلفظ الدعاء وأنت تشكّ من قضاء المولى لحاجتك أو عدم سماعه منك أو عدم قدرته معاذ اللّه فانّ اللّه سوف ينفعك بدعائك تماما في دنياك و آخرتك ولا يريد لك في توجّهك إليه الاّ خيرك.
7- أن تكون صادقا في أذكارك فلو قلت سبحان ربّي العظيم فصدِّق وآمن أنّه العظيم المطلق ولا تشك أنّه مسبَّح واقعاً أي منزَّه عن النقائص فتلفَّظ اللفظ بخشوع لا بسخرية.
8- أن تكون صادقاً في حركاتك فالركوع تعظيم فلا تركع و أنت مستخف مهمل أو جاحد لمن انحنيت له بالركوع وخاشعاً متواضعاً في سجودك من كل قلبك ونيّتك وإذا كبّرت ورفعت يديك في التكبير فلا تنفضها نفضاً كالمتسرّع المستخف وإنّما ترفعهما بهدوء وخشوع.
9- أن تفكّر في معاني الكلمات لا أن تلفظها وتعبرها بما يسمّى (لقلقة اللّسان) كالببغاء تردد وأنت تجهل ما تقول وإن كنت جاهلاً المعنى فأكثر المطالعة و التساؤل مع العلماء عن معاني سورة الحمد و السور بعدها وكلمات الآذان والإقامة وأذكار الركوع والتشهّد.
10- أن لا تنسى أين وصلت في أي ركعة وبأي فعل ولا تسهو و تضيّع ما بيدك وان الفعل بعده كيف ستؤديه بأي تعبير وبأي تفكير و ماذا هو.
11- ذاكر نفسك دائما عن حالات الأئمة الطاهرين والعلماء والناس الخاشعين الصادقين وكيفيّات عباداتهم ووصلهم مع اللّه و حاول أن تتخذهم لعملك و عبادتك أسوة حسنة ثمّ ذكّر نفسك عن حالات المستهزئين والمتكاسلين فحاول أن تفارق سيرتهم وأخلاقهم و قل الحديث الشريف اللّهمّ اجعل نفسي ……… مستنّة بسنّة أوليائك مفارقة لأخلاق أعدائك.