4) عقيدتي في المرض وأسبابه:

المرض إنه من الله سبحانه إما بقرار من الله بسبب فعل الإنسان وإما بلا سبب وإنما أراد الله ابتلاءه ليثيبه ويعلي درجته أو لئلا يفاجأ بالموت فيدرج معه الأمراض والأوجاع ليحب لقاء ربه، أو ليحفظه مثل الإمام زين العابدين بعد الحسين(ع) ولنا بعض الحوادث لتوضيح ذلك:

  1. أفتى أحد الأصحاب لشخص بأن يترك الحج، فقال له الإمام الصادق إنك أثمت وحقيق أن تمرض سنة فمرض حتى مرت السنة وذهب صاحبه إلى الحج في العام القادم فرجعت إليه صحته.
  2. ضرب إسماعيل بن الإمام الصادق جاريته بلا استحقاق فأصابته الحمى فقيل للإمام(ع) بمرض ولده فقال أنه بذنبه، فدعا إسماعيل الجارية وأرضاها فصح بدنه وقال الإمام حينذاك الحمد لله الذي جعل عقاب خطايانا في الدنيا، يعني خطيئة ولده.
  3. ابتلى الله سبحانه أيوب بالمرض وموت الأولاد وإحراق الزرع والفقر الشديد مقدار سبع سنين فأثابه أعظم أجر الصابرين، كما قال الإمام الحسين(ع) (إن الله ليبتلينا بأعظم البلاء فنصبر فيوفينا أجور الصابرين).
  4. وسأل رجل الإمام(ع) قائلاً كيف تزعمون أن شيعتكم في الجنة وأعداءكم في النار وإني أرى بعض شيعتكم يعملون المعاصي وإن مخالفيكم يحسنون العبادة. قال: العبادة بغير ولايتنا لا تقبل والمعصية مع ولايتنا تغفر فتعجب وسأل كيف ذلك فقال الإمام(ع) إن الله يبتلي محبينا بسلطان جائر يظلمهم ويخيفهم فتمحص بذلك ذنوبهم أو يبتليهم بمرض ومصائب وما شابه فقال فإن لم يكن ذلك وكانت ذنوبه أكثر؟ فقال(ع) إنه يشتد عليه نزع الروح حتى يمحص ذنوبه فقال فإن لم يكن ذلك؟ فقال: تصيبه عصرة القبر وعذاب القبر حتى تمحص ذنوبه. فقال: فإن لم يكن ذلك؟ قال: يحترق يوم القيامة برذاذ النار وتشمله شفاعتنا فيدخل الجنة رغماً على أنفك.
  5. قد يهمل الإنسان القانون الإلهي فيأكل كثيراً أو لا يحسن آداب الطعام من الحار والبارد وكبر اللقمة وإدخال الطعام على الطعام أو الجوع الكثير أو النوم الكثير أو عدم النوم أو يستعمل المسكرات أو الأدوية والمسكنات بكثرة أو ينام بين الطلوعين، أو لا يحسن سيره وجلوسه وحركاته وما شابه فإن كل تلك أسباب ومما ورد في ذلك حديث أمير المؤمنين(ع) ما مضمونه (من أراد البقاء ولا بقاء فليخفف الرداء وليقلل الغذاء وليباكر الغذاء وليقلل غشيان النساء).