ومن أمثلة وقصص باب الدعاء:

1- فاطمة الزهراء(ع) ابتلاها الله تعالى بأناس ظلموها وسحقوها خلف الباب وأسقطوا جنينها حتى توفِّيت بحزنها وقهرها وعمرها، في عمر الزهور في ريعان فتوتها لأن الله قد كتب لها سرعة اللحاق بأبيها ولتزهر بها الآخرة كما أزهرت بها الدنيا صلوات الله عليها وعلى أهل بيتها الكرام أرواحنا لهم الفداء.

2- آدم(ع) حين ابتلي بمتابعة إبليس وتلقَّى كلمات التوبة ودعا بها الله قبل توبته ولكن لم يستجب له البقاء بجنة النعيم لأن نزوله إلى الأرض والمشقة والبلاء أصلح لعلو درجته بالجنة حين العود إليها ولأجل أن يعمر الأرض بالأنبياء والصالحين والأمر الذي خلق من أجله ولكن ذلك بعد تأديبه وتعريفه عداوة إبليس تعريفاً عملياً ليكون هو وذريته على حذر منه حيث أن الابتلاء العملي أنجع في النفس من الخبر بعداوته بدون الابتلاء الفعلي.

3- يونس(ع) هرب من قومه طالباً السلامة والسعة داعياً الله للخلاص منهم وإذا به قد ابتلاه الله فجعله لقمة سائغة للحوت البحري ولولا أن كان من المسبِّحين لأكله وسحقه ولما لفظه ولكن شاء الله أن يؤدِّبه حياً ليبعثة إلى قومه ثانياً مؤدَّباً بأدب الله فبعثه الله إلى مائه ألفٍ أو يزيدون وهكذا كل الأنبياء يبتليهم الله بأنواع البلاء قبل النبوة ليؤدِّبهم ثم يبعثهم معتبرين مؤدبين ولذا قال النبي (ص) (أدَّبني ربي فأحسن تأديبي) وقال (أنا أديب الله وعليٌّ أديبـي).

4- وجدتي أم والدي وقعت فانكسرت يدها وبقيت تداويها ولم يستجب لها الدعاء بالشفاء إلا قبيل الوفاة ومعلوم أن أفضل الموت هو ما كان بعد مرضٍ أو بلاء ومعصية وخصوصاً إذا طالت فإنها تسبِّب البراءة والسلامة في الآخرة فإن للمبتلين درجات خاصة في الجنة.

5- الإمام الحسين(ع) رجا من جده أن يأخذه إليه فإنه لا يريد الرجوع إلى الدنيا وما فيها من البلاء وذلك في نومه وقد رأى النبي (ص) ، فقال النبي له (يا بني ارجع فان لك درجةً في الجنة لا تنالها إلا بالشهادة).
6- أحد المؤمنين تزوج امرأة فوقعت له مع زوجته أطماع ومشاحنات وحتى ضربه بعض إخوانها.
فكان يدعو الله عليهم فلم يستجب دعاءه حتى قال للسيدة زينب (عليها السلام) والله لا أزورك حتى تنتقمي من ظلامتي فلم يستجب له وبقيت قضيتهم تدور في المحاكم وذلك لأنه ظالم أيضاً ولم يقصِّر في حرمان زوجته وعسر أخلاقه معها ويريد أن يطلقها بدون أن يسلِّمها حصة من البيت كما كان القرار.
7- مسيحية كانت عاقراً لا تحمل وكلما توسَّلت بمريم العذراء واليسوع عليهما السلام لم يستجب لها فرأت جماعة الشيعة في لبنان يتوجهون لزيارة السيدة زينب(ع) فطلبت أن تصحبهم لتدعو عندها بالحاجة فربطوها بشباك السيدة زينب لتدعوها بالشفاعة بأن الله يرزقها ولداً ولما رجعت من الزيارة حملت وولدت ولداً أسمته علياً واسم زوجها سركيس فغضب عليها أهلها إذ سمَّت علياً فقالت إنه ابنهم يعني أهل بيت النبي محمد (ص) إذ انه حصل بشفاعة السيدة زينب (عليها السلام) ثم تقرَّبوا إلى التشيع وأخذوا طريق الزيارة و الاعتقاد بها.
8- رجل كان قد أعان النبي محمد (ص) في عبور قنطرة مائية إذ حمل النبي في مكان الماء وعبره فدعا النبي له بطول العمر فكان عمره أكثر من مائتي عام كما ذكر في كتاب إلزام الناصب في ظهور الإمام الغائب(ع).
9- الشيخ أحمد بن فهد الحلي (رض) جاءه ضيوف فصعد النخلة وقطف لهم التمر وقدمه لهم ثم تمنى في نفسه أنه لو كان معه لبن لكانت الضيافة أفضل وتحيَّر ماذا يعمل ومن أين يحصل على اللبن وإذا به يأتيه أعرابي وبيده سطل من لبن ويقول له يا شيخ إن هذا لك بشرط أن تجيبني على سؤالي فقال له سل قال إذا مسخ الرجل فهل تعتد زوجته عدة وفاة أم عدة طلاق؟ قال لا أعلم فقال له الأعرابي نفسه إن مسخ حجرا اعتدت عدة وفاة وإن مسخ حيوانا اعتدت عدة طلاق قال هذا وغاب فعرف أنه الإمام الحجة بن الحسن المهدي(ع) عجل الله تعالى فرجه وقدم اللبن للضيوف وقد حصل على شرف اللقاء بالناحية المقدسة(ع) بالإضافة إلى تحصيل اللبن بمجرد تضرُّع وتوجُّه قليل إلى الله تعالى.