42- وصيَّتي التمسك بنص الصلاة على محمد و آله:

قد أجمع المسلمون على صحة الصلاة الإبراهيمية و هي بعدة ألفاظ منها (اللهم صلِّ وسلم وبارك و ترحَّم و تحنَّن على محمد و آل محمد أفضل ما صلَّيت و سلمت و باركت وترحَّمت وتحنَّنت على إبراهيم و آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد).
وأجمع المسلمون على أنه لم يرد في الصلاة على النبي الصلاة على زوجاته أو أصحابه و التابعين وأجمع المحدثون على قول النبي (ص) (لا تصلوا عليَّ الصلاة البتراء و قالوا ما الصلاة البتراء قال أن تصلوا عليَّ و تمسكوا و لكن قولوا اللهم صلِّ على محمد و آل محمد).
فقد أجمع المسلمون على عدم ورود صلاة على محمد وحده و بدون آله بل أن المصلي بالصلاة البتراء آثم لأنه في مورد النهي من الله ورسوله.
و الخلاصة:

1- عدم صحة الصلاة البتراء و عدم قبول الله لها فما يكثره المسلمون في أدعيتهم بالصلاة البتراء فإنهم آثمون بدل أن يكونوا مأجورين.

2-  عدم التفريق بين محمد و آله بالصلاة، كما عن الامام الصادق(ع) (لا تفرِّقوا بين محمد وآله بعلى) أي لا تقل (اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد) بل قل و آل محمد كما هو النص.

3- لا تزد على الآل أحداً من الناس فإن الآل سادة الخلق فلا تجمع العبيد مع السادة و كل الخلق ما سواهم عبيد و خدم لهم، كما في زيارة الأمام الحسين(ع): (إني عبدكم و ابن عبدكم و ابن أمتكم المقر بالعرف و التارك للخلاف عليكم أهل البيت) وما يهرِّج به بعض الوهابية وأتباعهم على الشيعة و يرجفون عليهم بأنهم يعبدون الأئمة و لا يوحِّدون الله إن هؤلاء لا يفهمون أو أنهم يتحامقون إذ ليس معنى العبد هو العابد بل بون كبير بين العبد و العابد و ذلك ظاهر في القرآن الكريم فضلا عن ثبوته في السنة و التاريخ الإسلامي قال تعالى (عَبْداً مَمْلُوكاً لا يَقْدِرُ عَلى شَيْ‏ءٍ) وقال: ((ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلاً)) الزمر29.

4- إذا أردت أن تشرك المؤمنين بالصلاة على محمد فاجعلها خارج النص بالتفريق بكلمة على مع اشتراط الصلاح في الذي تصلي عليه فتقول (اللهم صل على محمد وآل محمد وعلى أصحابه المنتجبين والتابعين المؤمنين) فلا تحشرهم بالصلاة بدون كلمة على وإلا لخالفت النص ولا تقل أصحابه أجمعين لأن كثيرا منهم كانوا منافقين وضعاف الدين وكان من كثرتهم أن رسول الله لم يحزرهم كما في الآية (لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ) (وَلَوْ نَشاءُ لأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ) فالشمولية بالصلاة للكل خلاف الشرع لأن بعضهم وأكثر التابعين كانوا من الظالمين الذين حكموا الناس بدون إذن شرعي وظلموا أهل البيت وشيعتهم وفي الآية (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ) وفي وصف المنافقين (يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ) ومعلوم أن الذين حاربوا أمير المؤمنين(ع) بعد رسول الله كالذين حاربوا رسول الله 4 لقول النبي (يا علي حربك حربي وسلمك سلمي) وآية (وأنفسنا وأنفسكم) تثبت أن نفس علي هي نفس محمد 4 ولقول النبي (إن هؤلاء أهل بيتي وخاصَّتي وحامَّتي لحمهم لحمي ودمهم دمي يؤلمني ما يؤلمهم ويسرُّني ما يسرُّهم إنهم مني وأنا منهم فاجعل صلواتك وبركاتك ورحمتك علي وعليهم وأذهب عنهم الرجس وطهرِّهم تطهيرا) فنزلت آية التطهير راجع في ذلك كل التفاسير التي تفصل أسباب نزول الآية 33- الأحزاب.