44- وصيَّتي تحسين الأسماء والألقاب:

إن الاسم جزء من شرف الإنسان وإن الشعب يعرف مقدار وعيه وعقيدته من خلال الأسماء التي يسميها فمن كانوا أصحاب أرض وزراعة سموا أبناءهم حارث وربيع وشاتي وحارثة ووردة وريحانة وهكذا ومن كانوا أهل حروب وفروسية سموا فارس وسيف وسهام ومقدام وناصر ونصير ومن كانوا أصحاب صحراء وأرض جبلية سموا أسد وصقر وثعلبة وذياب وصخر ومن كان بياعا جوالاً سمى ولده صياح وكاسب وراتب وعطية ومعلوم أن هذه الأسماء وتبعيتها لعمل الشخص أكثره غير صحيح وإنما يجب على الإنسان أن يرتبط بدينه وعقيدته أكثر من ارتباطه بعاداته وأعماله ولذا تجد أن أسماء النبي وأهل بيته كلها تدل على الله تعالى.
محمد يعني حمد الله كثيراً والله هو المحمود وعلي من أسماء الله العلي وفاطمة تدل على الفاطر الحسن والحسين تدل على الله المحسن القديم الإحسان وخالق الحسن والباقر يبقر علم الخلق والسجاد يكثر السجود لله تعالى والصادق صادق في دين الله والكاظم يكظم غيظه عن ظلم العباد والرضا راضٍ بقسمة الله والجواد الذي يجود بالمال على الفقراء والتقي الخائف من الله والهادي هادٍ إلى دين الله النقي في عبادة الله العسكري هو الذي عساكره من الله سبحانه والحجة الدليل إلى دين الله المهدي في دين الله تعالى وهكذا أسماء الأنبياء لكنها غير عربية والعربي منها دال على الله تعالى فآدم إن الله خلقه من أديم الأرض ومن صالح تربها ونوح إنه عبد الجبار وسمي نوحاً لأنه ناح على قومه حين كانوا يعصون الله ومريم معناها العابدة وهكذا وعن النبي(ص) (خير الأسماء ما حُمِّدَ وعُبِّدْ) فعند اجتماع البشرية في كل مكان كالمسلمين في الحج والبشرية جميعاً في عرصات القيامة يظهر همجية بعض الناس وقلة إيمانهم فجماعة أسماؤهم كلب وجرو وسحلول وأسود وطراد وصدام وحريجة وصياح وعياط وساهرة وساهر وسهيدة ولينين واستالين وما شابه من أسماء الكفار وجماعة أسماؤهم: راتب ومعاش ودينار ودرهم وما شابه ذلك من أسماء الطمّاعين والذين نظرهم إلى المادة وشعب آخر يدعوا إلى الله كأسماء أهل البيت التي مرت آنفاً وكأسماء الجنة مثل استبرق وسندس وجنان وريحان وخير وماجد وعبد المجيد ونعمى وسلام وأسماء الله مثل عبد الجبار وعبد الله عبد الرحيم عبد الرزاق وعبد الحميد وفي الحديث عن الصادق(ع) أنه قال: أوحى الله عزوجل إلى نبي من أنبيائه قل للمؤمنين لا يلبسوا لباس أعدائي ولا يطعموا مطاعم أعدائي ولا يسلكوا مسالك أعدائي فيكونوا أعدائي كما هم أعدائي).
وإن الشيعة في الهند وباكستان يغرقون بشكل عجيب في احترام أهل البيت عليهم الصلاة والسلام إلى حد الخطأ ومخالف للاحترام وذلك بأن لا يجرؤوا أن يسموا محمداً أو علياً أو حسناً أو صادقاً وإنما يسموا تراب قدم علي أو غلام حسين والنساء غلام فاطمة غلام سكينة وإني أبارك لهم هذا الحب وهذا الإحترام وأتمنى أن أكون مثل نيتهم في توقير ورفع أهل البيت عن تدخل الناس العاديين إلى أسمائهم ولكن أقول: إن أهل البيت(ع) أمروا أن نسمي بأسمائهم فلا مانع أن نسمي ولا يعتبر ترفُّعاً إلى مستواهم كما لا مانع من مثل غلام حسين(ع) لأنه كما سبق قلنا بأن كل خلق الله إنما خلق لكرامة محمد وآل محمد (ص) ولا مانع أن يسموا عبد علي وعبد الرسول وعبد الزهراء وما شابه فإنه ليس معنى العبد أنه العابد كلا، هذا وقد كان النبي (ص) أول ما يعمل لمن يدخل الإسلام أن يغير اسمه إن كان مخالفاً للأخلاق وكان سيء الاسم فانه(ص) غير اسم أسود إلى أبيض وصخر إلى سهل.

1- قال رجل للإمام الصادق(ع) إن زوجتي كانت لا تحمل فنوت أنها إن حملت سمته محمداً فولد لنا ولد فسمته عليا فقال الإمام(ع) (لا بأس إن محمداً هو علي وعلي هو محمد).

2- قال رجل للإمام إنه قد ولد لي بنت فسميتها فاطمة ففرح الإمام(ع) وقال (أما إذا سميتها فاطمة فلا تضربها كرامة لجدتي فاطمة).

3-  اشتكى رجل عند عمر على ولده بأنه قد عقَّه فأتي بالولد وأمر بضربه فمنعه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) قائلا سله لعل له عذراً فسأله فقال أنه (للولد على أبيه أن يتخذ له أماً صالحة وأن يسميه اسما حسناً وأن يتخذ له معلما صالحاً فأما والدي فقد اتخذ لي أماً نصرانية ووضعني عند معلم يهودي وسماني جحشاً).

4-  من كيفيات تسمية والدي لأبنائه أنه كان يختار عدة اسماء وكل اسم يكتبه في ورقه ويلفها ويضع المجموع في كيس ثم يضعها تحت السجادة فيصلي عليها عدة ركعات ثم ينثرها بين يدي طفل غير مميز ثم يقول له خذ واحدة فالتي يختارها الطفل البريء هي التي يسمى بها المولود.