ومن حوادث القضاة عادلين وجائرين:

1- إذا فسدت الأمة فلا يصلح لهم إلا قضاة الجور فمرة حكم الإمام بعزل شريح القاضي فتظاهر جماعة من أهل الكوفة شاجبين هذا القرار فسألهم الإمام عن مطالبهم قالوا نريد إقرار شريح القاضي في القضاء فأرسل إليه واشترط عليه أن لا يَبُت بقضية حتى يعرضها عليه.

وشريح هذا هو الذي أفتى بوجوب قتل الإمام الحسين(ع) وأنه خرج على سلطان زمانه وذلك بعد ما استلم صرر الدنانير من عبيد الله بن زياد لعنهم الله جميعا وصلوات الله على النبي وأهل بيته المظلومين.

2- امرأة أرادت أن تحرم ولدها من إرث أبيه لتسلِّمه لإخوتها فأنكرت بنوته عند عمر بن الخطاب وجاءت برجال كثيرين يشهدون أنه ليس ولدها فحضر علي(ع) فطرحت المسألة عليه فعرف الإمام كذب الشهود, فسأل إخوة المرأة هل تدعون ولايتها بيدي قالوا نعم, قال للشاب زوجتك هذه المرأة قال قبلت قال خذ بيدها ولا تأتِ غدا إلا عليك أثر الغسل, فارتجفت المرأة وقالت إنه ولدي فانكشف الحق.

3- جيء إلى عمر بن الخطاب بامرأة على أنها قد زنت وأمر بجلدها فحضر أمير المؤمنين(ع) وحقق الموضوع, قالت أنها كانت في صحراء فعطشت عطشاً شديداً ولقيت رجلا يستقي من بئر وطلبت منه أن يسقيها فلم يرض حتى تمكنه من نفسها ما دامت أنها أرملة فارغة من الزوج فقبلت وتعاهدا على ذلك

فقال الإمام(ع) (نكاح والله) فليس هو بزنا.
فقال عمر (لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن).

4- اشتكت امرأة عند القاضي أحمد آغا على ولدها وأنه قد عقَّها وقصَّر في حقها فقال إيتيني به لنسلخ جلده فلما سمعت المرأة أنهم يسلخون الجلد خافت على ولدها ودلت الشرطي على شاب يسير في الطريق فمسكه وأخذه إلي القاضي فأهانه القاضى وقال لماذا تعق أمك؟

قال من أمي؟ قال هذه فابتسم الشاب وقال:
إن أمي قد ماتت منذ مدة, فاشتد عليه القاضي وقال أنت تكذب وأمر بضربه وكلما حاول إفهام القاضي لم يسمع قوله وقال:
احمل أمك إلى البيت فحملها على ظهره إلى بيتها فلقيه بعض أصدقائه وسألوه عن الموضوع فقال أذهبوا إلى حاج أحمد آغا وسلوه عنها فقد حكم بأنها أمي فسار هذا المثل لكل قضية مكذوبة جائرة (إنها بحكم حاج أحمد آغا).